حفريات …
” حلف الفضول ”
-1-
كل ما سيرد في سياقات هذا المقال – برغم كل ما عرفتُ ، و بحثتُ و راجعتُ من مصادر و معلوات – يعود الفضل فيه للباحث و المفكر الكبير ” د.عبدالحسين شعبان ” ، ليس – فقط – عبر ما ورد في مقاله المعنوّن ” رافد … حلف الفضول ” المنشور في جريدة ” الخليج” الإمارتية و” الزمان ” العراقية يوم السادس و العشرين من كانون ثانً هذا العام ، بل بكل ما أثاره عندي من رغبات تعميم ، و أواصر تعظيم لجملة ما حوى و ما نوى في أصدق و أعمق ما ناقشه – من قبل – و بحميمة تذكير و إعجاب من لدن – المفكر و الباحث السياسي السوري “د. جورج جبّور ” بحسب ” د. شعبان ” في إستهلال ذلك المقال ؛ ” منذ ما يزيد عن ربع قرن و كلّما اقتربتْ الذكرى السنوية لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948 ) يذكّرني الدكتور جورج جبور بحلف الفضول ، الذي اشتغلنا عليه وكتبنا فيه وحاضرنا عنه لسنوات غير قليلة، باعتباره رافداً من الروافد العربية لحقوق الإنسان “، لعل الفضول المعرفي أضحى – الآن – إلزاماً لمعرفة ماهو ” حلف الفضول ؟ ” ، نعم و للجواب جوانب عديدة في مهام حفريات ما ورد فيه ، وما تم تناوله من حيث كون” د. عبدالحسين ” أحد أبرز و أغزر الباحثين و المختصيّن في قضايا الدفاع عن حقوق الإنسان وله صولاته و مضامير و دساتير الكثير و المثير من البحوث و الدراسات المعمّقة ، التي تعد مرجعاً و منجماً لكل باحث أو مختص ، من هنا ،، سأجدني مضطراً – بحكم محدوديّة مساحة عمودي – الإكتفاء بالوقوف عند ضفاف إبراز أهم و إبرز ما جاء في بنود ” حلف الفضول “، على أمل إكمال الجزء الثاني في عمود القادم خميس يوم 17 من شباط الجاري إذا أراد الله،” حلف الفضول هو أحد أحلاف الجاهلية الأربعة التي شهدتها قريش ، وقد عقد الحلف في دار عبد الله بن جدعان التيمي القرشي أحد سادات قريش و ذلك بين عدد من عشائر قبيلة قريش في مكة، في شهر ذي القعدة سنة 590 م بعد شهر من انتهاء حرب الفجار بين كنانة وقيس عيلان. توافق عليه بنو هاشم وبنو تيم وبنو زهرة حيث تعاهدوا فيه على أن: (لا يظلم أحد في مكة إلا ردوا ظلامته). وقد شهد النبي محمد”ص” هذا الحلف قبل بعثته وله من العمر 20 سنة، وقال عنه لاحقًا: « لقد شهدت مع عمومتي حلفا في دار عبد الله بن جدعان ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت ”
حسن عبدالحميد