عشية اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية غادرنا الامين النقيب عبد اللطيف بوعشرين الى دنيا البقاء
بيدر ميديا .."
عمر محمد زين
محام بالاستئناف
__________
عشية اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية
غادرنا الامين النقيب عبد اللطيف بوعشرين الى دنيا البقاء
________________________________
بقلم المحامي عمر زين*
فجعت المحاماة بالأمس برحيل الامين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المغفور له النقيب عبد اللطيف بوعشرين، فجاء نعيه ليزيدنا حزناً ليس اعتراضاً على قضاء الله وقدره، لكن الكبار يتعبون ويترجلون عن صهوات جيادهم الى دنيا الحق فالبقاء لله.
الراحل الكبير بنى حياته على المحبة والتسامح، فكان استاذ القلم والسيف، تمتع بدماثة الاخلاق والملقى والرقي، فكان المتواضع المخلص، صاحب لغة هادئة هادفة رصينة.
عملتَ دوماً من اجل المحاماة والمحامين وحملتَ الرسالة ودافعتَ عنها بحرية وعقلانية، أحببتَ زملائك فبادلوك الحب، ورفعوك الى سدة نقيب المحامين في الدار البيضاء، وبعدها الى الامانة العامة لاتحاد المحامين العرب، رفضتَ دوماً التطرف والغلو، وإلتزمت لفكرك النيّر، وضميرك الحي، وإرادتك وشجاعتك الصادقة.
يا مَن كنت للتواضع بعنفوان عنواناً من عناوينك المتعددة، وقد كنتَ المتميز الذي شق طريقه خارج المألوف ليثاً ما عرف الضعف حتى الرمق الأخير، فكنت بذلك رجل الايمان، والانفتاح، والاعتدال، والتواضع، واللطف، والهدوء، والاخلاق، والحوار، والكلمة.
آمنت بالقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة لايمانك بأن الارض لنا والبيت لنا، والزيتون لنا، والحق لنا، فكنا في صفٍ واحد في عدم الركوع والاستسلام والمساومة جهداً وعملاً واحداً ضد الحركة الصهيونية وعنصريتها، فنحن معك كما كنت تقول دائماً شعب لن يموت.
لن أنسى أحاديثنا وافكارك العميقة ذات البعد القومي والانساني المترفّع، وسوف لن انسى كتابك (شهادة التاريخ) المؤرخ في 24/1/2022 الى مبادرة فلسطين 100 – لندن – المملكة المتحدة الذي دعتك للمشاركة في المشروع التكريمي الذي ستقيمه لشخصي في الشهر المقبل، واطلعت عليه بالأمس من منظمي المبادرة، وكان لوقع هذا الكتاب الفريد أطيب الاثر في قلبي، وسأنشره لاحقاً بعد الاحتفالية لما فيه من حقائق واضواء على مسيرة اتحاد المحامين العرب، وما فعله صغار النفوس في هذا الاتحاد من تصرفات غير اخلاقية رصدتها بدقة متناهية ووقفتَ بوجهها بكل الصمود والجرأة.
فيا صاحب القلب الكبير ويا أميراً من أمراء المحاماة لقد سلمت الروح الطاهرة الى باريها، لتلتقي مع ارواح زملاء سبقوك الى دار الخلود، وكان آخرهم الامين العام الأسبق الراحل الكبير ابراهيم السملالي رحمه الله.
ستبقى العلامة الفارقة التي نفتقدها، وذكراك لن تفارقنا، وستبقى شامخاً في نقابتك وفي اتحاد المحامين العرب.
تغمدك الله بواسع رحمته وانزلك منزلة الصديقين والابرار، ولعائلتك الكريمة وأسرة المحاماة المغربية والعربية جميل الصبر والعزاء.
*الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
بيروت في 20/2/2022