سرقوا ماله وسرق كليتها!
من علامات عودة لبنان من «غيبوبته» إعادة المصارف الأموال لمودعيها. كان يثق في البنوك أو في بعضها ويودع فيها أمواله، لكن ماذا يفعل إذا سرقت البنوك زبائنها؟ لذا، تعاطف الناس في لبنان مع اللبناني الذي هدد بإحراق مصرف إذا لم يُعد له المبلغ الذي أودعه وهو 50 ألف دولار.. واستعاد ماله. وحظي بوقفة تضامنية معه، فالبنوك في لبنان تسرق أموال مودعيها ببساطة.
فالمودع مسروق حين ترفض البنوك تسديد ماله له.
ازدهار شراء الشقق؟
ولأن أحداً في لبنان لم يعد يثق في البنوك لإيداع نقوده التي جمعها بالكد والتعب ليوم الشيخوخة والحاجة، يتوقع البعض ازدهار تجارة بيع الشقق والحوانيت، وما يزال احتلالها محرماً ولا يستطيع أحد (ولا البنك السارق) أن يسرق شقة مبنية! وذلك محزن وليس دليل عافية مستقبلية. وإذا لم تقم البنوك بإعادة الأموال إلى المودعين ستعتبر سارقة وينطبق عليها القانون ضد السرقة، وعبارة أن لبنان مفلس عبارة فضفاضة، لا تذكر السارق وتنسى المودع الذي سرقوا ماله.
ما من عافية للبنان إذا لم تقم البنوك بإعادة أموال المودعين، ولذا تعاطف كثيرون على مواقع التواصل مع ذلك الرجل الذي أراد استعادة ماله أو بعضه بالعنف. كلنا ضد العنف والتهديد بإحراق بنك وإحراق نفسه كما فعل الرجل، لكننا قبل ذلك ضد البنوك التي تسرق المودعين بذريعة إفلاس لبنان.. والسؤال هو: مَنْ سرق أموال الناس؟ وإلى أي بنك في الغرب قام بتحويله باسمه لتصير جزءاً من أمواله المودعة سابقاً؟
نوع جديد من السرقة!
السارق هذه المرة ليس بنكاً لبنانياً، بل شاب فرنسي عشقته ابنة إحدى صديقاتي وكانت تتوهم أن حبهما ليس من طرف واحد. وأعلنا خطبتهما، وكان من المفترض أن يتم زواجهما في يوم (عيد الحب)، لكنه أخبرها قبل ذلك أنه مريض بقصور في الكلية، ولن يستطيع الحياة إذا لم يتبرع له أحد بكليته لزراعتها له في عملية جراحية. وقالت له وهي المغرمة به: سأهديك كلية مني وستشفى ونتزوج، وهكذا أهدته المسكينة إحدى كليتيها وعانت من عملية جراحية لم تكن في حاجة إليها لولا غرامها بالرجل الذي سيصير زوجها.
شفيا وجاء موعد الزواج، فماذا فعل (المحبوب)؟ لقد هرب منها ومن الزواج. وبعبارة أخرى، سرق كليتها وخانها وهرب بها بعد عشرة أشهر من شفائه! ولم يعد في وسعها استعادتها، وهي اليوم تنصح كل امرأة بعدم تقديم (هدايا) من هذا النمط لحبيب قد يكون خائناً وسارقاً لما لا يمكن استعادته أو تعويضه (مثل كلية)!
انتقام الملكة من ديانا..
ثمة مجلة فرنسية لا تكتب إلا عن الملوك والملكات تدعى «وجهة نظر»، حملت على غلافها ما قبل الأخير صورة ملكة بريطانيا إليزابيت الثانية صاحبة الأرقام القياسية، فهي تحتفل بمرور 70 عاماً على حكمها وسنها 95 سنة! وهو أمر يعرفه الجميع، لكن الصورة على الغلاف تصور معها كاميلا باركر بولز، عشيقة الأمير شارلز ولي العهد، وزوجته اليوم والملقبة بـ»المرأة المكروهة من الشعب البريطاني أكثر من أي امرأة أخرى» فقد كانت عشيقة ولي العهد شارلز حتى خلال زواجه من الشابة الجميلة ديانا وإنجابها لولي العهد وليم وشقيقه الصغير هاري.
زواج بثلاثة أشخاص: زحام!
ذات يوم، اقترفت ديانا ذنباً لا يغتفر في العائلة الملكية البريطانية، حيث ظهرت على شاشة التلفزيون في حوار عجزت عن الكذب فيه، وأعلنت ببساطة أن لزوجها عشيقة، وأنهم كانوا ثلاثة في زواجها: العشيقة وهي والزوج، وكان ذلك ازدحاماً؟ لم تغفر الملكة لديانا قولها هذا علانية، كما لم تغفر لها بعد طلاقها علاقتها مع مسلم هو دودي الفايد، المليونير وابن صاحب مخازن هارودز اللندنية الشهيرة، الذي رفضت منحه الجنسية البريطانية (ربما لأنه مسلم؟).
ماتت ديانا ولم تبال الملكة
وقتلت ديانا في حادث سيارة في باريس تحت «جسر ألما»، وكان سائقها ينطلق بسرعة هارباً من المصورين.. وأعلنوا موت ديانا، وهنا تعرت مشاعر الناس في بلدها المحبة لها، لكن الملكة إليزابيت ظلت في أحد قصورها بعيدة عن لندن!
وجاء المواطنون معبرين عن حبهم لديانا «أميرة القلوب» وتكدست باقات الأزهار الوداعية أمام مدخل قصر الملكة إليزابيت، وكتبت الصحف تسأل: أين ملكتنا؟ قولي لنا إنك تبالين بموت ديانا.
ولم تبال. لم تكن تحبها؛ لأنها لم تلتزم بقواعد الصمت الملكي، وأحبها الناس لصدقها لا لجمالها فحسب، وتعاطفوا معها لخيانة زوجها لها الأمير شارلز! رئيس الوزراء البريطاني يومئذ قال للملكة إن عليها أن تبدل موقفها كي لا يكرهها الناس، وهكذا ظهرت على شاشة التلفزيون، ونعت ديانا وامتدحتها، وكانت كعادتها غاية في الذكاء حين قالت إنها جدة لطفلين هما ولدا ديانا وشارلز ورعايتهما هاجسها.. وعادت إلى لندن وأقيمت جنازة رسمية لديانا مشى فيها ولداها الصغيران يومئذ وليم وهاري، وإلى جانب اللورد شقيقها وزوج الملكة وزوجها السابق، وانطوت الصفحة في نظر الملكة.
زواج ولي العهد من عشيقته
وحين تزوج (قبل أعوام) الأمير شارلز ولي العهد من عشيقته منذ أعوام طويلة، لم يعترض ولداه. وظلت كاميلا كارتر بولز تعيش في الظل إلى أن حققت الملكة انتقاماً من ديانا مؤخراً، وأعلنت: «كاميلا ستصير ملكة» مع شارلز الملك ولي عهدي.. وهنا خرجت كاميلا من الظل بدعم من الملكة إليزابيت، وصرنا نرى صورها في المجلات كالملكة الآتية. أما ديانا فصارت ذكراها درساً لمن تحاول قول الصدق ولا تخفي حقيقة مشاعرها.. فالكذب سيد العصر.