الشهيد الشيوعي
المقدم خزعل علي السعدي
( 1917 ـ 1963 )
طارق أمين
—————-
ان المقدم خزعل علي السعدي كان وطنيا مخلصا وشيوعيا شجاعا ولد في عام 1917 في قرية الهويدر التابعة لقضاء بعقوبة تلك القرية الوارفة الظلال التي تستيقظ كل صباح على هديل الحمام المنتشر في بساتينها .
حيث يمتزج أريج القداح مع عرق كد أبنائها ليشكل أبهى صور الإصرار والتشبث بالحياة
ومع تقادم الأيام أصبح الشهيد خزعل شابا يافعاً فالتحق بالكلية العسكرية الملكية عام 1940 وتخرج منها عام 1942 .
فبعد تخرجه تمتع بحب الجنود واحترام وتقدير زملائه مما وسع من مقدرته القيادية واستلم مركز الانضباط العسكري في مدينة شهربان ومن هوايته إضافة الى المطالعة في الشأن العسكري والثقافي كان يحب الاستماع الى الموسيقى والغناء .
التحق في اللواء التاسع عشر والذي كان يقوده الزعيم الركن عبد الكريم قاسم في منصورية الجبل
وفي ظل طغيان النظام الملكي البغيض الذي اشتدت وطأت عمالته للانكليز انتمى لحركة الضباط الاحرار التي فجرت ملاحم البطولة والتحدي في الربع عشر من تموز . .
تمتع الشهيد خزعل بحس ثوري ويقظة عالية شكلت
الحدث الأبرز الذي دفعه الى الانضمام الى الحزب الشيوعي أواخر عام 1956 ونشاطه في أحد تنظيماته العسكرية قبل ثورة 14 تموز .
لقد أولى الحزب اهتماما كبيرا بالشيوعيين العسكريين وشكل منهم تنظيم قاده عطشان ضيول الأيزرجاوي
وكان للرفيق
خزعل السعدي دورا مهما تجلى بشجاعته في طرح رأيه والذي كلفه الكثير
فكان لا يثق بقاسم ولا يخفي معارضته لسياسته الفردية فأمر بإعتقاله في سجن رق عام 1959 بسبب زيارته إلى مقر جريدة أتحاد الشعب الناطقة باسم الحزب الشيوعي .
وفي أواسط عام 1960 اطلق سراحه وأحالة على التقاعد
وهذا لم يمنع الشهيد خزعل بمتابعة موقفه من الزعيم قاسم بل ازداد ثوريتا في نشاطه من خلال الضباط الشيوعين في مبادرة منه لتوجيه رسالة الى الحزب تضمنت استلام السلطة من عبد الكريم قاسم لان الوضع في تدهور وهناك اجرأت قام بها قاسم ابعد الشيوعيين العسكريين عن مراكزهم وقرب البعثين والقومين بدلا منهم ومن هنا بد التخطيط للانقلاب وقد وقع على الرسالة كل من خزعل السعدي وفاضل البياتي وإبراهيم الجبوري وسلمان الحصان وشاكر الخطيب وعبد الكريم كاظم وخليل إبراهيم العلي .
ودرست الرسالة في اجتماع المكتب السياسي للحزب وعقد الاجتماع في حزيران عام 1961
وكان قرار المجتمعين رفض الاقتراح بالتحرك ضد الحكم وتوجهوا بالنقد الشديد بحجة انها تستهين بقوى الجماهير طبعا لا ننسى تأثير الموقف السوفيتي عليهم وتمسكه بنظام عبد الكريم قاسم ذو التخبط العشوائي بين اليسار واليمن .
كان خزعل السعدي كرفاقه العسكريين الشيوعيين
كانوا في مسيرتهم حراس لثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ، ولكنهم ابعدوا بقرار من الزعيم مثل غصبان السعد أبعد الى موسكو ملحقا عسكريا وكذلك سليم الفخري ابعد عن الإذاعة والتلفزيون وابعد عطشان الى موسكو للدراسة وزج بخزعل في السجن هكذا تعامل عبد الكريم قاسم مع الشيوعيين الذين وقفوا معه . .
وكان الشهيد خزعل السعدي
احد العناصر المقدامة في مقلومة انقلاب 8 شباط منذ ساعاته الأولى وقام بتنظيم المقاومة الشعبية في الكاظمية التي سيطرت على مركز شرطة الباغات بالعصي والسكاكين من اجلا الحصول على السلاح بعد ان رفض الزعيم توزيع السلاخ علي الجماهير المحتشدة امام وزارة الدفاع والتي طالبت بالسلاح للدفاع عن الثورة .
وخلال المقاومة
البطولية التي ابداها الشيوعيين في الكاظمية استشهد العديد منهم
وبعدها تم القاء القبض على الشهيد خزعل السعدي في الحادي عشر من شباط بعملية غدر حبانة .
وأودع في سجن رقم 1 وخضع للتعذيب الوحشي .
وصدر بيان الحاكم العسكري العام رشيد مصلح
في 26-5-1963 بإعدام خزعل السعدي ومعه كوكبة من الشيوعين الابطال .
الذين استشهدوا من اجل الوطن والشعب والمبادئ
المجد والخلود للشهيد البطل خزعل السعدي ولكل رفاق
دربه
Du, ام مصطفى, Majeed Al-shati Al-khazraji och 19 andra
24 kommentarer
Gilla
Kommentera