علي حسين
قبل عشر سنوات من الآن كان العراقيون ينظرون بتعجب إلى اللافتات التي امتلأت بها شوارع العاصمة بغداد والعديد من المدن العراقية، ويظهر فيها النائب “الشاطر” أياد جمال الدين يلوح للجماهير بيده ويخيرهم بين أمرين أما انتخابه،
وعندها سَّيعم الخير ويُفيض ونقضي على البطالة وتنتهي أزمة الكهرباء!!، أو ترك ” الشاطر ” يحمل حقائب الدولارات ليحولها إلى أرصدة في بنوك “العم سام”، آنذاك أصر الشاطر “أياد” على أن يعلن أنه المتحدث الرسمي باسم ملايين العراقيين الباحثين عن بقعة أمل في مستقبل هادئ وسط حرائق المحاصصة ، ولأن شاطرنا يلعب بـ”البيضة والحجر” فقد أخذ يكيل المديح للدولة المدنية ويطالب بأن تأخذ المرأة مكانتها في المجتمع، غير أن الأمور لم تمض كما أراد لها “الشاطر” فبعد أن قبض عشرات الملايين من الدولارات التي تدفقت على حملته الانتخابية، لم يستطع الحصول على كرسي البرلمان، وكان لابد، إذن، من أن يشتم الشعب لأنه فرّط بعبقرية بوزن وخفة أياد جمال الدين، فالرجل الذي ظل يتغنى بنضالات المرأة العراقية، رفع القناع عن وجهه المزيف ليكتب في موقع تويتر: “الحركات النسويّة هي حركات وجماعات مشبوهة موبوءة.. ضدّ الدين والقيم الإجتماعية العتيقة الأصيلة.. ومصيرها مزابل التاريخ كأيّة بضاعة فاسدة. أمواج من السفاهات البشرية وردت على مجتمعاتنا ثم انهارت وانحسرت، الأنثى الجميلة مثل كاردشيان.. يخضع لها أكبر ( شَنَبْ) في الكون.. أمّا الأنثى القبيحة.. فتحاول التغطية على قبحها بالحديث عن حقوق المرأة”.
قد يقال الكثير عن أسباب تقلبات “الشاطر” أياد جمال الدين إلا أن شتائمه وعباراته القبيحة بحق الشعب الكويتي تكشف لنا المستور في شخصية هذا الشاطر.. فالرجل الذي كتب ذات يوم مقالا يقول فيه : “ذكرى غزو الكويت.. ألعن يوم في تاريخ العراق”، نجده اليوم يطالب بأن تحتل البصرة الكويت،وقبل أن تسألني عزيزي القارئ لماذا يقفز أياد جمال الدين من حبل إلى حبل آخر؟ ، الجواب ستجده في الدولار، هذه العملة الخضراء التي يسيل لها لعاب الانتهازيين والوصوليين من أمثال “شاطرنا” ، هي التي تجعله هذه الأيام مأزوماً محبطاً ، ، فالرجل يعترف بما حصلَّ عليه عام 2010 عندما أوهم العراقيين بأنه سيكتسح الانتخابات، حيث يكتب في تويتر “عزيزي المواطن أنت لو تعيش عمر نوح ماراح تحصّل من الكويت ما حصلتُ عليه”، أما لماذا حصل على هذه الأموال كما يدعي فهي مقابل (تعهّد ألّا أغزوكم مستقبلاً)، هل هناك نكتة أكثر سماجة من نكتة أياد جمال الدين، الرجل الذي لم يستطع أن يغزو قبة البرلمان يتوهم أن الكويت دفعت له أموالاً كي لا يحرك قواته ” البرية والجوية ” باتجاه حدودها.
أياد جمال الدين يواصل ترحاله في تويتر بحثاً عن العملة الخضراء، وهو لا يتورع عن اطلاق العبارات البذيئة بحق الشعب الكويتي ويواصل شتم المرأة العراقية والتعريض بها بأسلوب منحرف وغير أخلاقي، مصراً هذا ” الشاطر ” على تسيّد ساحة “التفاهة” بجدارة.