اليسار الفرنسي أهدر فرصة صعود مرشحه للدور الثاني
علاء اللامي*
نتائج الانتخابات الفرنسية: بيروقراطية أحزاب اليسار أفشلت وصول مرشحه إلى الدور الثاني، لو صوت الشيوعيون لمصلحة ميلونشون لواجه ماكرون بدلا من مرشحة اليمين المتطرف لوبين. إنَّ النسخة الجديدة من الانتخابات الرئاسية الفرنسية لم تكن جديدة تماما ولكنها حملت بعض المعادلات والأرقام الجديدة. فقد حلَّ مرشح اليمين ماكرون في المرتبة الأولى – ونحن نتكلم عن الدورة الأولى من الانتخابات أما الثانية فستُجرى بعد أسبوعين- تلتهُ مرشحة اليمين المتطرف السيدة لوبين، وجاء بعدها وبفارق صغير جدا قد لا يتجاوز اثنين بالمائة مرشح اليسار الجديد بزعامة جان لوك ميلونشون الذي تقدم من المرتبة الرابعة، بتسع عشرة بالمئة من الأصوات في انتخابات 2017 إلى 22 بالمئة تقريبا في هذه الانتخابات.
اليسار التقليدي ظل يراوح في مواقعه، مع بعض التغييرات البسيطة، فقد تقدم الحزب الشيوعي على الحزب الاشتراكي لأول مرة في تاريخ فرنسا ولكنه تقدمٌ تحت سقف التراجع والهبوط للأحزاب التقليدية بيسارها ويمينها. الحزب الاشتراكي إذن واصل مسيرة تراجعه وانهياره فمرشحته السيدة هيدالغو نالت واحد (1.74) بالمئة وممثل الحزب الشيوعي نال (2.31) بالمئة. وحصل مرشحو أقصى اليسار على أرقام لا تكاد تذكر في أحزاب “الحزب الجديد المناهض للرأسمالية” و “الكفاح العمالي” على أقل من واحد بالمئة.
حزب اليمين الفرنسي التقليدي “التجمع من أجل الجمهورية” الذي حكم فرنسا لعدة دورات انتخابية بعد الحرب العالمية الثانية، حلّت به كارثة وانهار تماما حيث لم تحصل مرشحته فاليري بكريس إلا على (4.79) بالمئة بعد أن كان الحزب في الانتخابات السابقة قد حلًّ مرشحه فرانسوا فيلون بالمرتبة الثالثة وبنسبة (20.01). ومن الجديد الذي حملته هذه الانتخابات حصول المرشح اليميني المتطرف إيريك زمور – من أصول يهودية جزائرية – على أكثر من سبعة بالمائة من الأصوات رغم أنه خاضها منفردا وليس لديه حزب، وهو يميني عنصري ومعادٍ جدا للمتجنسين والمهاجرين وخصوصا للعرب والمسلمين بل هو يرفض تقديم أية مساعدات تقدمها الدولة للمستحقين من الفئات الهشة والفقيرة من عموم الفرنسيين.
إذن بخصوص اليسار يمكن القول؛ لولا البيروقراطية والعصبوية لدى أحزاب اليسار، وتحديدا لدى الحزب الشيوعي وقيادة حزب “فرنسا الأبية أو المتمردة/ ميلونشون”، ولو أنهم اتفقوا على مرشح واحد وبرنامج واحد لليسار في ظل انعدام أية فرصة أمام مرشح الشيوعي، وفي ظل عدم وجود فروق جوهرية وكبيرة بين برنامجي الحزبين، لكان ميلونشون قد حل في المرتبة الثانية، وواجه ماكرون في الجولة الثانية بسهولة ولكانت حظوظ قوى التغيير الاشتراكي أكبر من أي مناسبة أخرى مرت في تاريخ فرنسا، ولكنها البيروقراطية والعصبوية الحزبية وعوامل أخرى. ومع ذلك يمكننا الإشادة بالأداء الانتخابي الذي قدمه ميلنشون وقيادة حزبه فحافظ على قوته الانتخابية بل زادها قليلا في ظروف بالغة الصعوبة ومواجهة شرسة مع الإعلام البرجوازي السائد ومرشح الرأسمال الفرنسي ماكرون، وقد أشارت مصادر تحليل توجهات نتائج الانتخابات أن ميلنشون حاز على تأييد واسع من جمهور الشباب أكثر من أي حزب آخر ولهذا أهميته المستقبلية.
وبخصوص الدورة الثانية من الانتخابات والمواجهة بين ماكرون ولوبين فلا خيار امام الاشتراكيين غير التصويت لماكرون وقد قال قادتهم ذلك، وحتى بقايا اليمين التقليدي دعوا الى التصويت بهذا الاتجاه، وتبقى المفاجآت واردة الحدوث جدا وليس من المستبعد فوز لوبين هذه المرة ، خصوصا وان الاستطلاعات تقول ان الفارق بين ماكرون ولوبين قليل جدا واقل من 2% ، ولم يعد كما كان في انتخابات 2017 حيث كان الفرق هائلا بينهما لمصلحة ماكرون (أكثر من ستين بالمئة لماكرون واكثر من ثلاثين بالمئة للوبين)، وإذا فازت لوبين بالرئاسة فستدخل فرنسا مرحلة جديدة من تاريخها السياسي وستشهد تعميقا وتشديدا لوتائر الصراع الطبقي على مختلف المستويات.
اليسار التقليدي ظل يراوح في مواقعه، مع بعض التغييرات البسيطة، فقد تقدم الحزب الشيوعي على الحزب الاشتراكي لأول مرة في تاريخ فرنسا ولكنه تقدمٌ تحت سقف التراجع والهبوط للأحزاب التقليدية بيسارها ويمينها. الحزب الاشتراكي إذن واصل مسيرة تراجعه وانهياره فمرشحته السيدة هيدالغو نالت واحد (1.74) بالمئة وممثل الحزب الشيوعي نال (2.31) بالمئة. وحصل مرشحو أقصى اليسار على أرقام لا تكاد تذكر في أحزاب “الحزب الجديد المناهض للرأسمالية” و “الكفاح العمالي” على أقل من واحد بالمئة.
حزب اليمين الفرنسي التقليدي “التجمع من أجل الجمهورية” الذي حكم فرنسا لعدة دورات انتخابية بعد الحرب العالمية الثانية، حلّت به كارثة وانهار تماما حيث لم تحصل مرشحته فاليري بكريس إلا على (4.79) بالمئة بعد أن كان الحزب في الانتخابات السابقة قد حلًّ مرشحه فرانسوا فيلون بالمرتبة الثالثة وبنسبة (20.01). ومن الجديد الذي حملته هذه الانتخابات حصول المرشح اليميني المتطرف إيريك زمور – من أصول يهودية جزائرية – على أكثر من سبعة بالمائة من الأصوات رغم أنه خاضها منفردا وليس لديه حزب، وهو يميني عنصري ومعادٍ جدا للمتجنسين والمهاجرين وخصوصا للعرب والمسلمين بل هو يرفض تقديم أية مساعدات تقدمها الدولة للمستحقين من الفئات الهشة والفقيرة من عموم الفرنسيين.
إذن بخصوص اليسار يمكن القول؛ لولا البيروقراطية والعصبوية لدى أحزاب اليسار، وتحديدا لدى الحزب الشيوعي وقيادة حزب “فرنسا الأبية أو المتمردة/ ميلونشون”، ولو أنهم اتفقوا على مرشح واحد وبرنامج واحد لليسار في ظل انعدام أية فرصة أمام مرشح الشيوعي، وفي ظل عدم وجود فروق جوهرية وكبيرة بين برنامجي الحزبين، لكان ميلونشون قد حل في المرتبة الثانية، وواجه ماكرون في الجولة الثانية بسهولة ولكانت حظوظ قوى التغيير الاشتراكي أكبر من أي مناسبة أخرى مرت في تاريخ فرنسا، ولكنها البيروقراطية والعصبوية الحزبية وعوامل أخرى. ومع ذلك يمكننا الإشادة بالأداء الانتخابي الذي قدمه ميلنشون وقيادة حزبه فحافظ على قوته الانتخابية بل زادها قليلا في ظروف بالغة الصعوبة ومواجهة شرسة مع الإعلام البرجوازي السائد ومرشح الرأسمال الفرنسي ماكرون، وقد أشارت مصادر تحليل توجهات نتائج الانتخابات أن ميلنشون حاز على تأييد واسع من جمهور الشباب أكثر من أي حزب آخر ولهذا أهميته المستقبلية.
وبخصوص الدورة الثانية من الانتخابات والمواجهة بين ماكرون ولوبين فلا خيار امام الاشتراكيين غير التصويت لماكرون وقد قال قادتهم ذلك، وحتى بقايا اليمين التقليدي دعوا الى التصويت بهذا الاتجاه، وتبقى المفاجآت واردة الحدوث جدا وليس من المستبعد فوز لوبين هذه المرة ، خصوصا وان الاستطلاعات تقول ان الفارق بين ماكرون ولوبين قليل جدا واقل من 2% ، ولم يعد كما كان في انتخابات 2017 حيث كان الفرق هائلا بينهما لمصلحة ماكرون (أكثر من ستين بالمئة لماكرون واكثر من ثلاثين بالمئة للوبين)، وإذا فازت لوبين بالرئاسة فستدخل فرنسا مرحلة جديدة من تاريخها السياسي وستشهد تعميقا وتشديدا لوتائر الصراع الطبقي على مختلف المستويات.