علي حسين
أخبرنا السفير الإيراني في العراق “مشكوراً” أن العراقيين غير جاهزين لتشكيل حكومة أغلبية، ونصحنا، مشكوراً ايضا ، أن نواصل العمل مع “الحكومة التوافقية”، والسبب كما يرى السيد السفير أن حكومة الأغلبية يمكن أن تنجح فقط في “البلدان المؤسساتية والديمقراطية”. ماذا تفهم عزيزي القارئ من هذا التصريح الذي سيواجه حتماً بصمت سياسي لأننا منشغلون بمعركة “الشفلات”؟..
وقبل أشهر أخبرنا وزير الداخلية التركي، أن الدخول إلى العراق سيكون مشياً على الأقدام.. سيقول قارئ عزيز: أيها الكاتب البطران منذ متى كان القرار بأيدينا؟”.
اعيد السؤال عزيزي القارئ وانا وانت نرى بغداد عاجزة عن حل مشاكلها الداخلية ، بينما العالم كله يتدخل ويقرّر ما يرام مناسبا لسياسيينا .
من أين يأتي العبث إذن؟ هل من شعارات الموت لأميركا، أم من انتظار أن تتصالح أمريكا مع طهران، لنرفع صور بايدن في الساحات؟،.. في كل يوم نرى أمامنا ساسة يخافون الحديث عن التوغل التركي ومشروع القواعد العسكرية التركية داخل العراق، ونرى اليد الإيرانية في العجين العراقي، كما نرى أن تركيا التي تحاول أن تتجاهلنا، تصر على أن لا ترحل قواتها عن حدودنا إلى أي مكان آخر.
وسط هذه التجاذبات وصراع الاشقاء على هذه البلاد المسكينة التي تامرت عليها الامبريالية واجهضت مشروع عادل عبد المهدي التنويري !! ومنعته من دخول موسوعة غينيس في عدد ضحايا الاحتجاجات ، وتأمرت على محمود المشهداني واستكثرت عليه أن يلقي نكات جديدة من على منصة البرلمان .. وسط كل هذا قرأنا تعليق رئيس كتلة ائتلاف دولة القانون النيابية يحذرنا بأن هناك مؤامرة ضد المنجزات العراقية يقف وراءها “أصحاب أجندات مكشوفة”.
طبعا ان اوافق السيد النائب وابصم له بالعشرة ، فسنغافورة ودبي وطوكيو وبرلين جميعها تتامر م على التجربة العملاقة للتنمية والازدهار في العراق، والجميع يحسدنا لاننا دخلنا نادي دول الرفاهية وسبقنا الصومال وافغانستان .
أمضينا التسعة عشرَ عاماً الماضية في معارك إعلامية، تقودها منظمات أجنبية، غايتها تقديم تحقيقات استقصائية تقول بالوثائق إنّ هناك شبهات فساد في معظم مؤسسات الدولة العراقية، وإن معظم السياسيين استولوا على عمولات تُقدَّر بعشرات الملايين من الدولارات، ، ونبهنا العديد من السياسيين مشكورين إلى أن هذه المنظمات تسعى للنيل من الشخصيات الوطنية. هل هي مؤامرة؟ بالتأكيد.
نعن انها مؤامرة تتجلى كل يوم في طرد الكفاءات ، ومحاولات اجتثاث الروح الوطنية من العراقيين ، ، من أجل التوسع في نشر الرداءة والتخلف ، وغرس ثقافة الخوف ، ورفع شعار “الطاعة” ومطاردة كل من تسول له نفسه ارتكاب خطيئة الحديث عن دولة مدنية يتساوى فيها الجميع امام القانون ، بدلا من اشاعة مفهوم ” الشفلات ” .