في الحاجة …
إلى التسامح
حسن عبد الحميد
قطع إهداء الباحث و المفكر الكبير ” د. شعبان عبدالحسين ” مسافة أربعة شهور – تقريباً – قبل وصول نسخة من أجدد أصداراته ذلك المعنونة ” في الحاجة إلى التسامح … ثقافة القطيعة و ثقافة التواصل ” لي بعد أن نوى أرسال تلك النسخة من ” بيروت ” – حيث يقيم – بيد أحد الأصدقاء ، و لسوء الحظ أن ذلك الصديق المشترك لم يكن يبغي التوجه إلى ” آربيل ” – حيث أقيم – كما هو متوقع ، بل ذهب إلى ” لندن “، تأريخ الإهداء يعود ليوم 23/ كانون أول /2020 مذيّل بشذرات نص هذه الكلمات ( الشاعر المبدع و الإعلامي المُجدد حسن عبدالحميد … مع المودة أهديك هذا الكتاب ، فمثل ” أوفيد ” لابدّ للطيور المهاجرة أن تغني )، فيما و صلتني النسخة أياها عن طريق شخص آخر كان قد تصادف وجوده في بيروت وجاءني بها إلى ” عنكاوا ” بتأريخ 4 / نيسان الجاري ، دواعي و أسباب كل ذلك هيمنة ” الكورونا ” الغاشمة ، التي غيّرت الكثير من السلوكيات و التصوّرات و خلخلت بنيّة التوّقعات و أربكت الرؤى و حيّرت الأفكار و زادت من إحتمال قدرة الأقدار ، ما يهم أن هذا الكتاب الثمين شاء أن حوى – كما هي جميع كُتب د. شعبان – موضوعات في غاية الحساسيّة و الأهمية حيث يعلن فيه ضرورات إلزام الناس و المجتمعات أن يتمتّعوا بنقاء و بقاء هذه القيمة الكبرى و العليا ثابتة و راسخة ” نعني التسامح ” في تعزيز ثقة الإنسان بإنسانيتّه ، لعل عرض مباحث و فصول و أقسام هذا المؤلف يحتاج لوقفة أثرى و أعمق مما سنحاول جس بعض نبض ما جاء فيه ، ربما على ضوء مقولة ” أبن سينا ” من أن ” المستعد للشيء تكفيه أضعف أسبابه ” ، فكيف إذا كان ذلك الإستعداد يعود في عقل و فكر و أفاق ” د.شعبان ” لسنوات و عقود بعيدة من اليوم ، مشيراً نحو إعلان ” اليونسكو /1995″ لعدة أنشطة تناولت نشر ثقافة التسامح ، فضلاُ عن صدور كتاب له في العام /2005 أنضوى تحت عنوان ” فقه التسامح في الفكر العربي- الإسلامي ” ، فيما جاء كتابه ” في الحاجة إلى التسامح “بمثابة إستجابة لمحاضرة كان الباحث والمفكر قد ألقاها عن التسامح في ” برمانا – لبنان ” في مؤتمر دولي نظمته الشبكة العربية للتسامح ، وجاء أن أختار عنواناً مباشراً هو لماذا نحتاج التسامح ؟ و برؤية أوسع لماذا يحتاج العرب و المسلمون إلى التسامح أكثر من غيرهم ؟ثم يستدرك ليقول ؛ ” وكنت قد طرحت مثل هذا السؤال الحائر على نفسي منذ أكثر من ربع قرن مثل هذا السؤال ، وسيكون لنا وقفة تتناول أفاق أوسع لشساعة ما حواى كتاب ” د.شعبان ” هذا .