وداعاً حميد البصري .
ودعت الموسيقى العراقية أحد سدنتها وعباقرتها، بعد أن أطربوا الأسماع، وأرهفوا القلوب، فسهر على لحنهم السهارى، وترنم به العشاق، رحل الملحن والفنان الموسيقي العراقي الكبير حميد البصري (1935ـ2022) إذ نعته ابنته الفنانة العراقية، بيدر البصري، امس الاربعاء بكلمات حزينة قالت فيها: “الأب ..المعلم.. الصديق ..عاش شجاعاً.. ومات شجاعاً ..وداعاً يا أبي”.
والبصري من مواليد البصرة عام 1935 – مقيم في لاهاي، هولندا منذ عام 1995 وحصل على أولى شهاداته الأكاديمية التخصصية العليا من تونس في العام 1976 وفي هذا العام بالذات شكَّل مع الشاعر زهير الدجيلي فرقة تموز للأغنية الجديدة التي سيصير اسمها لاحقا فرقة الطريق عندما يحلّ في مهجره باليمن الجنوبي، أما أغنيات الفرقتين بألحان الفنان البصري فظلت تحكي عن الالتزام بالوطن وقضاياه والناس وهمومهم وآمالهم.
كان البصري غادر مكرها في العام 1978 ليبدأ وعائلته وفرقته رحلة المنفى الإجباري.. وليلحّن في مطلع هذه الرحلة بعض أغاني الأطفال في الكويت.. ليتنقل بعدها بين بيروت ودمشق وعدن واحتفاليات وسط جموع هادرة بكلمات أغانيه حتى يستقر أخيرا في هولندا، شغل البصري في حياته مناصب عدة، آخرها كان قائد الاوركسترا العربية التي أسسها في المعهد العالي للموسيقى بدمشق وأستاذ القانون والموسيقى العربية فيه . 1995
وسجلُّ الفنان الراحل حافل بالأعمال الموسيقية والغنائية وهي: أغنية انفرادية وللمجموعة وللأطفال اكثر من 200 ، وأوبريت بيادر خير في العراق عام 1969 ، خمس أغنيات لبرنامج (افتح يا سمسم) عام 1978، أوبريت أبجدية البحر والثورة في اليمن عام 1982، وأوبريت زنوبيا في سوريا عام 1988، وأغان للعرض الموسيقي الغنائي (ليلة عراقية) في هولند عام 1998 . ولدى المؤلف العديد من المؤلفات الموسيقية المطبوعة والتي لم تر النور إضافة إلى مشاركته بالعديد من المهرجانات في العديد من الدول العربية والأجنبية.
وهكذا، فإن الموت يغيب عمودا لطالما أسندت الأغنية العراقية ظهرها اليه، وكان خير ساند لها ومواكب، وهكذا يختم الموت الحياة الحافلة بالإبداع، ولتظل ألحانه شواهد ابتكار وعظمة.