دجاجة المستقلين هل ستبيض حكومة ذهبية؟
علاء اللامي*
ردَّ زعيم التيار الصدري على مبادرة الإطار التنسيقي الداعية إلى منح حق تشكيل الحكومة إلى المستقلين بمبادرة مقابلة هي نفسها مبادرة الإطار مع شرط صغير هو أن يشكل النواب المستقلون تجمعا نيابيا “يضم 40 فردا بعيدا عن الإطار التنسيقي للالتحاق بالتحالف الأكبر ليشكلوا حكومة مستقلة وسيصوت التحالف الأكبر على حكومتهم بما فيهم الكتلة الصدرية خلال مدة أقصاها 15 يوما”. فماذا يمكن أن نستنتج من دلالات ومعاني في هذه المبادرة:
1–مثلما تأكد عجز الإطار التنسيقي عن تشكيل الحكومة فقد تأكد أيضا عجز التيار الصدري وتحالفه الثلاثي عن تشكيلها في ظل تمسك الإطار التنسيقي بالثلث المعطِّل“.
2–من الواضح أن المستقلين المشتتين أصلاً والمختلفين نوعاً أعجز من أن يشكلوا كتلة متماسكة مستقلة بهذا العدد الأربعيني لتشكل حكومة، وقد يضطر – المضطر- إلى تجميع عدد منهم بوسائل شتى وتقديمهم كمجموعة مستقلة لتشكل الحكومة. وهذا التكتيك لن يؤدي إلى نتيجة ولن يكسر الثلث المعطِّل على الأرجح.
3– في حال أدى الى كسر الثلث المعطِّل فإن ذلك سيكون مؤقتا وستشكل حكومة تحت عباءة الصدر وتحالفه الثلاثي وستكون تحت رحمة حجب الثقة لأي سبب مهما كان صغيرا!
4–تبقى احتمالات التوجه نحو حل البرلمان والاستعداد لدورة هزيلة من انتخابات تشريعية جديدة قائمة، ولكنها ستخضع لشد وجذب خطر، وقد يقاطعها الإطار التنسيقي، وقد تحدث اضطرابات وخيمة العواقب يلجأ إليها الفاشلون والخائفون المسلحون من جميع الأطراف هرباً من هزيمة انتخابية جديدة وتحت شعار ” عليَّ وعلى اعدائي“!
5– لا يمكن المفاضلة بين التحالف الثلاثي والإطار التنسيقي من حيث النوع والمضمون، فهما حزبا النظام الرأسمالي الكليبتوقراطي “اللصوصي” التابع للأجنبي والمتطابقين شكلا ومضمونا من حيث المنهج والسلوك والامتدادات المليشياوية والعلاقات الخارجية المشبوهة بالتبعية والتورط داخليا في الفساد والقمع الدموي للجماهير والخروج على القانون والدستور – دستور بريمر الذي “يحلفون برأسه” ليل نهار.
6–رغم التطابق المضموني والشكلي بين هذين الطرفين، ولكن الإطار التنسيقي أصبح بعد إطلاق مبادرته الأخيرة الطرف الأسوأ والأخطر والأكثر رجعية، فهو اليوم يحمل برنامجاً طائفياً صريحاً هدفه الأول الحقيقي هو ترسيخ الحكم الطائفي الصريح وترسيخ مبدأ غير موجود حتى في دستور بريمر وهو “حق المكون الأكبر مجتمعياً في رئاسة الوزراء، وحق ساسة كل مكون باختيار حصتهم من الرئاسات“.
7–إن محاولة الصدر لتشكيل حكومة “أغلبية وطنية” حتى لو تبرقعت ببرقع المستقلين ويقودها تحالفه الثلاثي لا تخلو من الشوائب والمضامين الطائفية ولكنها مقارنة بمبادرة ومشاريع الإطار التنسيقي تبقى أخف وطأة وأقل سوءا رغم أن أساس التحالف الثلاثي بقيادة الصدر والبارزاني والحلبوسي سيء تماما وقائم على مكونات فاسدة وبموجب محاصصة طائفية عمليا، إضافة إلى المخاوف الحقيقية من سيطرة أصدقاء السفارة الأميركية واللوبي البريطاني عليها من الداخل.
8- الطرفان -الإطار والتيار – يقتربان من لحظة الحقيقة وهي مواجهة الخيارين؛ المر والأمر منه: فإما أن يكسر الإطار التنسيقي ثلثه المعطِّل طوعا ليشكل الصدر حكومته برئاسة مستقل أو بغيره، أو أن يتوجه الجميع نحو حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة.. ودون ذلك خرط القتاد، كما تقول العرب!
*كاتب عراقي