مازالت اللعبة مستمرة
ما زالت اللعبة مستمرة
إن رضينا أم أبينا بالأمر
ما زالت اللعبة مستمرة
إن بكينا أو فرحنا بقدر
ما زالت اللعبة مستمرة
والضحية يا سيدتي نهديك
يصلبان في لظى الصيف
وتحت قطرات المطر
نهد يجود خافيا
كالبحر يهب ولا ينكر
ونهد يجود علنا
عبر في ساحة الوغى ويعتبر
************
ما زالت اللعبة مستمرة
يا سيدتي لا تصدقيهم
كذبوا عليك حينما
قالوا : أنت الملكة ، أنت القمر
كذبوا عليك حينما
قالوا : أنت الوطن ، أنت القدر
تجلت أنانيتهم
وأظهروا على نهديك السيف والخنجر
فأتتهم ريح صفراء ، حمراء ، هوجاء
لا تبقي و لا تذر
كذبوا عليك يا سيدتي
حينما رفعوا رايات بيض
وقالوا : كلنا لعمرك ذكر
ما تصنعين في عمرهم
وكل أعمارهم قصر وقصر
رسموا على دوائر نهديك راية الحرية
وفي كل مسامات جسدك دم يهدر
*************
ما زالت اللعبة مستمرة يا سيدتي
انزلي شعرك الطويل
على صدرك الطري
فقد هرب الورد والمسك والعنبر
لا تصرخي من وجع الانكسار
ولا تنقري من شدة وجع الكسر
تائهون ، حائرون ، متخمون
فمن يسمع ، ومن يشعر ؟
حتى إن بنو لك صرحا عاليا
يذهل منه البصر
فلا بسطاء ولا فقراء في رحابه
ولا يعلوا في أطرافه سوى الفقر
************
ما زالت اللعبة مستمرة
وإن دنت النجوم
فظن صاحبها ، السماء إليه تنحدر
واتخم مالا وجاها
فظن إنه بدل الإله يخلق ويتدبر
تكورت الدنيا في الخلاص
فذهب فيها ما نفع وما ضرر
شهدوا رياضة لعبتها
فلا فرق بين ثغرك ونهديك والخصر
كأن جسدك لعبة مستمرة
معرضها الظاهر ، ليس الفكر
وإن تدبروا وجودك حينا
رموا السهم والقوس والوتر
وإن هاجت النفوس هفوات
عرض عراك على البشر
فما بعد المصيبة ، ولمن تعتذر ؟
يكفيك يا سيدتي
ظنوا إنهم كالفارس المنتصر
وعلى مدحهم روحهم تحتضر
سيدتي
ما زالت اللعبة مستمرة
فدعي القوافي على جسدك باقي العمر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم الكاتب
عصمت شاهين دوسكي