مقهى الشابندر .. عراقية المكان وذاكرة الرواد

مقهى الشابندر .. عراقية المكان وذاكرة الرواد

بغداد – محمد مجيد الدليمي

الكتابة عن مقهى الشابندر الشهير , ملتقى رجال الثقافة والفكر والادب والفن  في بغداد , عمل رائع  ومشوق  , حيث بات هذا المقهى العريق يشكل محطة بارزة في ذاكرة رواده ,  الذين يقضون فيه اوقاتا طيبة وممتعة , يلتقون بالأخوة الاصدقاء والزملاء والاساتذة الكبار من الادباء والاعلاميين والصحفيين والفنانين , كاتب هذه السطور ,  كان  احد رواد هذا المقهى , ففي بعض الاحيان  يجلس في خانة ( تخوت ) القريبة من  مكان  جلوس عميد المقهى  , الباحث  التراثي البغدادي الحاج محمد الخشالي ( ابو الشهداء ) صاحب الذاكرة البغدادية الغنية الزاخرة بالحكايات  والقصص القديمة المعبرة والطريفة , عن احداث وشخصيات ووجهاء بغداد ايام زمان يستمع اليه في مواضيع شتى , التاريخية والتراثية والاجتماعية  , يتبادل معه اطراف الحديث ووجهات النظر في اجواء بغدادية ممتعة وطيبة , يزيد من طيبتها احتساء اقداح الشاي البغدادي , ينسى فيها هموم و صعاب ومعاناة الحاضر الصعب

بعد هذا الاستهلال الموجز المتواضع عن هذا المقهى التراثي البغدادي ,  وفي ذاكرة هذا المكان الاثير , لابد ان نستذكر البعض من رواد الشابندر  الاعزاء  , من الذين رحلوا عن عالمنا خلال السنوات العجاف الماضية  القريبة , الذين التقينا بهم وجالسناهم في هذا المكان  وتركوا في نفوسنا اثرا طيبا .منهم  : الشيخ الجليل العلامة جلال الحنفي البغدادي (رحمه الله)  ذو الاهتمامات المتعددة , فهو العالم الموسوعي والمؤرخ والباحث والفقيه والاديب والكاتب الصحفي .

شيخ بغداد

الذي وصفه البعض بذاكرة بغداد  ووصفه الاخر بشيخ بغداد وعاشقها .والصديق الطيب الراحل الدكتور طارق مظلوم ( مدير الاثار العام السابق ) والاستاذ في الجامعة المستنصرية , صاحب الروح البغدادية الاصيلة والمرحة 0كانت جلسات الدردشة معه مفيدة وممتعة  جدا , حيث كان  (رحمه الله)  يحدثنا عن  الاثار القديمة في العراق ومواضيع تاريخية واجتماعية منوعة اخرى .

والصديق والزميل الاديب والاعلامي والكانب الصحفي الراحل سالم العزاوي ( ابو نور) الذي كان معدا ومقدما للبرنامج التلفزيوني الشهير (من ارشيف السينما) وبرنامج (السينما والناس ).حيث كان يحدثنا عن اخر اخبار  السينما والافلام السينمائية .و  الصديق الاديب الشاعر والباحث التراثي فؤاد البغدادي الهاشمي (ابو فاروق)  كان ( رحمه الله )  يتولى عمل التصحيح اللغوي لرسائل الماجستير والدكتوراه والكتب المؤلفة قبل طبعها واصدارها,  ومن رواد المقهى  قارئ القران والاذكار والمدائح النبوية الحافظ الراحل عبد الستار الطيار( ابو عماد ) و الحافظ الملا علي حسن داود (ابو تحسين  ) قارئ القران والمدائح النبوية الشريفة والقصائد الحسينية ( رحمه الله) .

ولا ننسى  من رواد الشابندر الخبير القانوني المعروف  الراحل ( طارق حرب ) والباحثين الكتاب  المعروفين في (جريدة المشرق) صفحة ذاكرة عراقية , الاصدقاء والزملاء كل من الباحث الكاتب والتربوي الراحل محمد حسن الجابري والباحث الكاتب  الراحل محمد ابراهيم محمد (رحمهم الله ) جميعا .حين نستذكر هذه النخبة الخيرة المعطاة , التي رحلت الى باريها , نردد عند ذكرهم  ما قاله مطرب العراق الاول الاستاذ محمد القبنجي ( رحمه الله ) في مقامه الشهير ( بالأمس كانوا هنا واليوم قد رحلوا ) اخيرا نقول : ادام الله هذا الملتقى الثقافي والاجتماعي (مقهى الشابندر) , واطال بعمر صاحبه الصابر الصبور ( ابو الشهداء ) الحاج محمد الخشالي  الذي يسعى بالرغم من تقدم عمره الى ادامته وادارته بنفسه.

.ليبقى هذا المعلم العريق مكانا وملاذا يلتقي فيه رجال الثقافة والفكر والادب والفن .نسال الله تعالى ان يرحم  كل رواد المقهى الراحلين ويرحم شهداء مقهى الشابندر وشارع المتنبي وكل شهداء العراق .