قصة

سبايا الخرافة ..”

بيدر ميديا.."

سبايا الخرافة…

القاص والكاتب / عبد الجبار الحمدي

أحقا ما تقول!!؟

أقسم لك إني رأيت ذلك بأم عيني… لا بأبيها، أعلم جيدا أنك تستهزأ بما قلته لك لكنها الحقيقة فمنذ زمن طوى رجليه مثيرا الغبار بعد ان هرب الى الصحراء ولزم راويا عطشه ببول بعير ثم غسل وجهه تذكر أنه يعيش في زمن الطواحين الورقية… بعد أن جاءت الغرابيل السود ناعقة تفوح رائحة المجون من تحت ابطيها النتانة أدركت اننا نحيا زمن الخرافة… رأيت صاحب الكوفية والعقال يسير وخلفة القيم التي آمن بها وهي تُجلَد متجهة الى سوق النخاسة، ثم ورائه من لبس البدلة والى جانبه صاحب العمامة جميعهم تسير ورائهم القيم وهي ذليلة أما ما يؤمنون به فقد كان هناك حيث يصيح من يمسك بالسيف الله أكبر… درجوا صفوة بعد صفوة، كان في إستقبالهم صاحب القبعة التي لم يرفعها ترحيبا بمقدمهم بل أشاح بوجهه وهو يشير الى حيث جلوسهم… المنصة هي التي اعتلى عليها وذلك الملثم بالسواد، صاحب الذقن الحمراء والعيون الزرق.. عرفتها حمراء من أذيالها التي خرجت من تحت لثامه وهي تشبه شِعرة تيس فاسق، عندها أدركت انه ليس منا أعني العرب… فنحن عبيد للقبعة الصغيرة السوداء التي لا تكاد تغطي رأس من لبسها… على اية حال قال قبل ان يرحب بهم وقد بدا بنشر الملثمين الجدد خلفهم، بعبارة أخرى أصحاب التلمود المتأسلم..

قال سأبدأ خطبتي عن ما سيكون واردا في دولتنا الجديدة، لقد بتم إمة تستعرض خِصِيها في البطولات الورقية على سوح الورق الأخضر بعد أن عمتم بيم أسود، طفحت الثروات على ابناء جلدتكم كالحصبة ومددتم أيديكم إلينا لزرقها بالإبر كترياق خوفا من تفشي الحصبة، و تناسيتم طب الأعشاب عندكم، بررتم أن العلم والتكنلوجيا الحديثة أنجى من طب الاعشاب، حتى ذكورركم بعد ان كنتم تختانون أسوة بعاداتكم استحدثم القطع بآلات متطورة فبعثتم رسالة ان الحضارة بما أنها وصلت الى ما تحت الحزام فضرب الدفوف لاغ وقد تحول الى موسيقى الجاز، تعلمتم غناء البوب، نسيتم أنكم أصل الحضارة تشتقدتم بالمستحضرات التجميلية التي لا تكلفنا شيء، ثم رأينا أنكم تعيثون في الأرض فسادا فزدناكم هدى ولكن الى طرق الفساد… فنحن ملة تأكل الخنازير، تستفرد بالحيوانات، تستأنسها، تناكحها، لا نعير اهمية الى اللقطاء الذين يأتون من بعدنا أو حتى من يسايرونا في نفس الطريق… خلاصة الحديث أن لا قيم لنا ولا قيم عندنا فنحن نلعب بما يجعلنا نكسب الرهان ولو على حساب أمم ليس من أمثالنا او حتى في بعض الاحاين على أمم من امثالنا…. إن مقولة البقاء للأقوى هي من نحملها ثالوثا وعين في رأس دجالنا… سيكون الرب الجديد قبل ان يدعي النبوة فهو قد خلق نفسه بنفسه كما تلد الديدان او السراخس، إن عالمكم الوهمي سيتحول الى جدران عالية تحيط بكم أما قيمكم وعاداتكم، تقاليدكم سننال منها، نسمح لكبار مفتيكم ان يخرجوا بفتوى جهادية مثلما كان جهاد النكاح لتتناكحوا في ما بينكم، ولتنجب قيمكم وقبلها نسائكم اولاد زنا متلونين في الاشكال والأخلاق… خالين من كل القيم التي ما ان تتناكح حتى تباع سبية بحجة أنها ملة من غير الملة وكي لا انسى حتى القيم التي من ملتكم سأعريها بعدها أجعل الأعور وصاحب الثالوث يلوطوها دبرا قبل ان يخزياها قُبلا، هكذا ارتضيتم لأنفسكم وقد حججتم قبل ذلكم الى رأس الطاغوت وطرقتم باب مملكة الأرملة السوداء التي قبعت على عرشها وهي تلد العناكب البغيضة دون ان يشعر بها أحد فقد عاشرت الشيطان منذ أن وُلِدت وتربعت على عرش المملكة.. هلا وعيتم ما أقول أنكم من البوالين الجدد فقد بالت عليكم من قبل الدسائس فرحتم تفسرون أحلامكم بما لا تشتهي انفسكم، قربتم معبري الاحلام الذين عبروا لفرعون وهم سحرة، نلتم آمون ربا وزادكم هو بنزع ثياب العدالة وجَعَلها بيد إمرأة عمياء تحيض تقولون عنها أنها ناقصة عقل ونسيتم أن ما يحدث لها طهارة جسد ونفس… يا لعاركم وخزيكم وانت تجلبون معكم قيم تحيض عليكم ولكن لا استغرب فمن يبول واقفا وهو يعتقد أن ذلك تحضر لا استغرب ان يمشط شاربية بمشط مصنع من جلود او عظام خنزير…

أسمعوني جيدا لقد جلبتكم اليوم كي اضع قيمكم هذه أمامكم وأطلب منكم أن تستبيحوها مضاجعة لمن لا يدفع الثمن وما عليكم سوى ان تشاهدوا وانتم تمسكون بهواتفتكم النقالة ذات التكنلوجيا الحديثة عن بلادنا لتنشروا ان القيم الانسانية الاسلامية قد سمحت بالترف والرقص والطبل فالعالم يسير جهة الغرب اما الشرق فقد ولى رونقه، صار بيت دعارة كبير يُسوق القيم اجساد عارية بجنسيات مختلفة لا يكاد يعلم أيها الرجل وأيها المرأة…. لنطلق عليهم مثيلي الحداثة رغم انهم ينخرطون من قوم لا نبي دعاهم للتوبة فقد أخرجه من خَلَقَهُ ثم قلب عاليها سافلها إلا ان جينات تبعثرت عادت بعنوان جديد بدل قوم لوط صاروا المثيليين.. لا استغرب!! عنكم أنكم تعيدون الكرة فعالم البحر الذي كنتم تعتاشون عليه والسفن التي تركبونها البوم والسنبوك والشوعي كان يركبها معكم اشباه رجال تلوطون بهم تسلية لفراق عن نسائكم… لا تنكرون فالتأريخ يتحدث من خلال كتب وعلامات فارقة… عالمكم كله متلون وهذا ما سهل لنا نحن ذوي الوجوه الحمراء كالخنازير وذوي القيم الإنسانية التي لا تبيح الحقيقة إلا غيلة ونفاق اصحاب الرب المقدس والذي صلب من اجل ان يكون الرب البديل رجل تتحكم بها رجالات وعائلات الثالوث إن ربنا مستحدث نغير علامات ربوبيته من خلال لقاء بزي احمر يولد من دخان ابيض… إنها الحداثة التي ينصاع إليها كل من وقف، اما يسوع يعلن التوبة في جعله يحمل موته على خشبة وقد دقت مسامير أنسية يديه ورجليه تكفيرا لخطايا بشر لا يؤمنون إلا بمقولة العدالة إمرأة ذات قيم لا يمكنها ان تكون مؤطرة بقانون كونها وإن حكمت فأنها تُضاجع لتلد إبليس جديد يحمل المطرقة ليكون قاضيا بكل ما تحملون من شرور… هذا انتم وقيمكم الى الجحيم فسارعوا هيا حيث تلك الخيمة لينتقي كل واحد منكم من يراه جديرا بنكحة فالجهاد جهادكم والنصر حليفنا.

 

القاص والكاتب

عبد الجبار الحمدي  

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

This site is protected by wp-copyrightpro.com