بيت العود يتّخذ  دار الوالي في القشلة مقراً دائماً له.

بيت العود يتّخذ  دار الوالي في القشلة مقراً دائماً له

أصوات شابة وموسيقيون مبدعون بحفل تخرّج معهد الدراسات

بغداد – تضامن عبدالمحسن

شهدت قاعة الرباط في بغداد ولادة أصوات غنائية واعدة وعازفين مبدعين خلال حفل التخرج الـ 46 دفعة القيصر كاظم الساهر لطلبة معهد الدراسات الموسيقية ، والذي نظمته دائرة الفنون الموسيقية ، في الثامن من حزيران الجاري حيث قدم الطلبة خلال الحفل مقطوعات موسيقية من التراث العراقي ولمختلف المقامات بقيادة وتدريب عازف العود علاء صبري، وإشراف مدير المعهد محمد عبدالرضا. فيما تألق عدد من الطلبة في أداء الاغاني حيث تميزت الطالبة حوراء في تقديم أغنية (كالوا حلو) للفنانة مائدة نزهت، وأدت الطالبة (شانا) باحترافية أغنية (دزاني)، وكان لطالب آخر تقديم جميل لأغنية (يالراكب ع العبية).كما قدم الطلبة وبمقدرة عالية عزفا منفردا على آلات الجوزة والناي والكمان والسنطور والعود، ليعلنوا عن أنفسهم كعازفين يمكنهم ان يغنوا الساحة الموسيقية بالجديد ويحافظوا على الارث الموسيقي العراقي. وفي مفتتح الاحتفال قدم وكيل وزارة الثقافة عماد جاسم، كلمةً أشاد فيها بجهود أساتذة معهد الدراسات الموسيقية وإدارة الفنون الموسيقية رغم المعوقات المالية والتحديات، وسعيهم في اعادة البريق له من اجل اختيار المواهب الفنية الحقيقية وتطوير المناهج التدريسية لرسم مستقبل مزدهر للطلبة. لافتا (في الوقت ذاته الى استمرار الوزارة وتواصلها مع مؤسسات رسمية ومنظمات دولية من اجل انقاذ المعهد من بعض سوء الخدمات).

من جانبه، مدير المعهد أكد في كلمته على (أهمية معهد الدراسات الموسيقية كونه يسعى ومنذ تأسيسه الى المحافظة على التراث والموروث الموسيقي والغنائي العراقي، ووثق الحركة الفنية في البلاد بالكوادر الموسيقية المتخصصة في هذا المجال والفنانين الذين استطاعوا حمل رسالة الفن العراقي واصبحوا رموزا فنية على الصعيدين العربي والعالمي). وفي ختام كلمته تناول مدير المعهد معاناتهم مع عدد من تشكيلات الدائرة المتمثلة (في قلة الكوادر الفنية المتخصصة، ما اثر سلبا وسيؤثر في حال استمراره خلال السنوات القادمة على مسيرة المعهد الفنية والابداعية).

 الوضع الثقافي

واشاد عازف العود العالمي نصير شمة، وسفير اليونسكو، في كلمته بجهود المقيمين على إعداد الطلبة في المعهد والدائرة، لافتا الى ان (الحركة الموسيقية خفتت في العراق، لكن معهد الدراسات الموسيقية بقي كأنه مصنعا لتقديم العازفين والمغنين)، متناولا الوضع العام في العراق الذي أدى الى تضرر الوضع الثقافي كنتيجة حتمية. مضيفا (لابد ان نؤمن بان الاهتمام بمعهد الدراسات الموسيقية هو اهتماما حقيقيا بقيمة وجود الموسيقى العراقية التي غابت على المستوى الجماعي لسنوات طويلة، ولكن على المستوى الفردي هناك جهود كبيرة  يبذلها الفنانون، ونجحوا في ان يضعوا اسم بلدنا في كل مكان في العالم)، مختتما (اليوم اشعر بان هناك بوادر حقيقية لظهور جيل جديد).وفي ختام الحفل كانت كلمة وزير الثقافة حسن ناظم التي أكد فيها على استمرار عمل الوزارة من خلال دائرة الفنون الموسيقية على استعادة الألق التراثي العراقي.

الى ذلك شارك مدير عام دائرة الفنون الموسيقية المايسترو علاء مجيد  في افتتاح بيت العود في منطقة القشلة بحضور وزير الثقافة والاثار والسياحة حسن ناظم والفنان نصير شمه ورئيس هيئة الاثار والتراث ليث مجيد ،وتحدث  مجيد عن (استعداد الدائرة التام في إبداء المساعدة ومد يد العون للفنان نصير شمة) واعرب (عن سعادته بافتتاح بيت العود في بغداد) .سبق للدائرة ان زودت شهادة اعتراف فنية لبيت العود،باعتباره صرحاً فنياً تحت رعاية دائرة الفنون  الموسيقية.وكتب الفنان نصير شمة في صفحته في (فيسبوك) عقب افتتاح بيت العود ببغادا قائلا(بالتعاون مع وزارة الثقافة ودائرة الفنون الموسيقية وبعد أعوام من وجود بيت العود بغداد في مواقع مؤقتة يتم تخصيص دار الوالي ليكون مقراً دائماً لبيت العود كما في القاهرة وأبو ظبي والخرطوم وأسكندرية، أشكر الدكتور حسن ناظم وزير الثقافة على حرصه المتواصل في متابعة هذا الأمر وتخصيص هذا المبنى المهم والذي سنحرص على ترميمه أفضل ترميم تحت أشراف هيئة الأثار العراقية وعلى يد أمهر المهندسين العراقيين المتخصصين وأمهر الأسطوات في مجال العمل البغدادي). مضيفا  (لقد طال الإهمال مجموعة كبيرة من البيوت التراثية والأثرية والفرصة متاحة الأن لترميمها وأستغلالها دون أن نبدّل في مضمونها وشكلها بل على العكس سنعيدها لأفضل شكل قامت عليه. سيكون بيت العود بغداد، مركز اشعاع ثقافي وموسيقي وابداعي يضيئ قلب بغداد التأريخي).