بيلا حديد: لن أسمح بنسيان فلسطين… وانستغرام يحظرها!
تفاعل أخيراً رواد مواقع التواصل الاجتماعي وبصورة كبيرة، مع ما دونته العارضة الأمريكية من أصول فلسطينية بيلا حديد، التي كتبت وبحب كبير:
«لن أسامح بنسيان فلسطين. كل يوم أتمنى أن أعود طفلة، حتى أتمكن من البدء في القتال من أجل فلسطين. لن أسمح لأحد أن ينسى فلسطين الجميلة أو شعبها الجميل».
هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها حديد تضامنها مع القضية الفلسطينية. لقد سبق ونشرت صوراً وفيديوهات كثيرة، على منصة انستغرام، تؤكد دعمها وحبها للأرض للمقدسة ما دفع انستغرام بتشديد الرقابة على صفحتها وحجب منشوراتها.. وهذا ما أكدته حديد في الشهر الرابع من هذا العام بعد إدانتها لعناصر من الجيش الاسرائيلي المحتل في محاولتهم لاقتحام الأقصى بهدف اعتقال شبان فلسطينيين. كتبت يومها:
«عندما أنشر عن فلسطين ، يتم حظري في الظل على الفور فيمتنع مليون شخص منكم تقريباً عن مشاهدة قصصي ومنشوراتي.».
حديد وظفت صفحتها في انستغرام وشهرتها لخدمة القضية الفلسطينية. لم تخش من المواجهة أو من خسارة بعض العقود بسبب مواقفها المشرفة.. لم تخش أن تحارب على طريقتها.. لقد واجهت ومازالت تواجه بكل قوتها محاولات الغرب لتلميع صورة الجيش المحتل.. هكذا رددت: « لن أسمح لأي شخص بأن يبرر أفعال الجيش الإسرائيلي..» بعكس الكثيرين من زعمائنا اللاهثين خلف التطبيع. المتسابقين على عقد الصفقات وإبرام مذكرات التفاهم والتعاون وتوقيع الاتفاقات الأمنية وغير الأمنية، متباهين بصورهم التذكارية مع المحتل.. مبررين أفعالهم المشينة بارتداء عباءة المحبين «للسلام «.. عباءة فضفاضة لا تليق لا بهم ولا بالجيش المجرم المغتصب القاتل للأطفال….
استطاعت بيلا أن تقوم بما عجز عنه العديد من كبارنا وذلك من داخل الولايات المتحدة، البلد الأول الداعم للمحتل. البلد الذي أدان من أقل من شهر القانون العراقي الذي يجرم التطبيع مع اسرائيل بحجة أنه يهدد حرية التعبير ويروج لمعاداة السامية..
بيلا حديد هي اليوم بمثابة سفيرة لفلسطين في العالم. تعكس خلف وجهها الجميل معاناة شعب لن يتراجع عن حقه ولو بعد مرور مئات السنين.
يا «هابي» نحن لسنا «هابي» بالمرة!
ومن تحرير فلسطين إلى تحرير «هابي»..
من هي هابي؟
لا تستهزئوا بالقصة ولا تضحكوا.. ها انا أحذركم قبل البدء بالقراءة ليس تقليلاً من شأن هابي بنت الحسب والنسب، لكن للمقارنة التي تطرح نفسها بنفسها وبشكل تلقائي.. مقارنة قد تدفعنا إما للضحك بشكل هستيري أو البكاء بحرقة على حالنا.
هابي المحظوظة ابنة المحظوظة هي «فيلة» تعيش في أمريكا في حديقة برومز داخل حظيرة مساحتها نحو فدان. فدان فقط.. مسكينة «هابي» التي يعني اسمها باللغة العربية «سعيدة». هي ليست سعيدة بالمرة لأنها ترغب في مكان أكبر.. وهي ايضاً متوترة لأنها تتمتع بقدرات إدراكية متقدمة وهي مستقلة إلى درجة كبيرة في تصرفاتها وشخصيتها وترغب أن تجد من يقدرها ويثمّن مهاراتها..
ليت هابي تستطيع زيارة السجون في بلداننا العربية. ليتها تسافر إلى مخيماتنا لترى حالة الاطفال والكبار في السن في عز البرد والحر.. ليتها تسمع عن أولئك الأطفال الذين يموتون لعدم توفر رغيف خبز..
يا الله لو تعلم «هابي» بحالنا لربما كانت لتقرر ان تتنازل عن حقها في الانتقال إلى مكان أكبر وترفع صوتها مطالبة بحقوق أطفالنا المهدورة في بلداننا المنكوبة.. لكن هابي ليست منسية وهناك من يدافع عنها بشراسة ويرفع قضية في المحكمة الأمريكية لمساندتها والمطالبة بحقوقها.
هكذا قامت جمعية «نان هيومن رايتز» للدفاع عن الحيوان الموجودة في فلوريدا برفع قضية أمام محكمة الاستئناف في نيويورك مطالبة بنقل هابي من حديقة برومز إلى ملجأ للفيلة، مشددة على حقها بالحرية.. تلك الجمعية تدافع عن هابي وتطالب بإطلاق سراحها منذ سنوات حسب ما ذكرته بي بي سي عربي..
الحرية لهابي ضرورية والتعاطف مع الحيوان يؤكد إنسانيتنا لكن ماذا عن الحرية لفلسطين المحتلة؟ ماذا عن القضايا الكبرى التي يحاول الغرب تناسيها؟
لقد اعترضت الجمعية على المكان الذي تعيش فيه هابي داخل حديقة برومس واعتبرته سجناً وشددت الجمعية على الحال «الصعب» الذي تعيش فيه هابي بمعزل عن الأفيال الأخرى.. تعيش المسكينة هابي خلال فصل الشتاء في منشئة صناعية معزولة وهذا غير مقبول. إنها تستحق الحرية والسلام والكرامة حسب رأي الجمعية.
نعم هابي تستحق الحرية والسلام والكرامة.
لكن لماذا لم يسمونا هابي لربما كنا قد أخذنا من اسمنا نصيباً. نحن كل شيء إلا «هابي».. يمكن تسميتنا بـ«تعسي».. «نكبي».. «جلطي «.. أي شيء مشتق من البؤس والألم أو يوحي بهما.
*كاتبة لبنانيّة