منتجع شرم الشيخ السياحي يعاني من غياب الأوكرانيين والروس
شرم الشيخ – رويترز: أصبحت العديد من مقاعد التشمس على شواطئ شرم الشيخ الرملية فارغة، بينما تقل الكثافة عن المعتاد في ممشى شهير يضم العديد من المتاجر والمقاهي والنوادي الليلية.
ويقول عاملون في قطاع السياحة أن المدينة الساحلية الواقعة في الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء المصرية تئن تحت وطأة تبعات الحرب في أوكرانيا التي تسببت في اختفاء الزائرين الأوكرانيين والروس بعد أن كانوا في السابق من أكبر الوافدين إلى المدينة.
وغيابهم هو أحدث صدمة في سلسلة من الصدمات لقطاع يسهم بما يصل إلى 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ويجلب نقدا أجنبيا تشتد الحاجة إليه.
تراجعت عائدات السياحة في مصر بشكل حاد في ظل جائحة كوفيد-19، وتعافت إلى حوالي 12 مليار دولار في 2021، حسب بيانات البنك المركزي.
وتلقى القطاع دفعة عندما استأنفت روسيا رحلاتها المباشرة إلى شرم الشيخ ومدينة الغردقة المطلة على البحر الأحمر في أغسطس/آب 2021، وذلك بعد ست سنوات من تحطم طائرة ركاب تقل سائحين روس أدى إلى تعليقها.
وعلى الرغم من عدم توفر بيانات مُحدَّثة للعام الجاري، فقد حذرت الحكومة الشهر الماضي من تضرر كبير للدخل بالعملة الأجنبية من السياحة.
وعدذلت الحكومة، التي تواجه صعوبات أيضاً بسبب ارتفاع تكاليف استيراد القمح والنفط، مؤخرا توقعاتها للنمو للسنة المالية التي تنتهي هذا الشهر بالخفض إلى 5.5 في المئة، وإلى 4.5 في المئة في 2022-2023.
وتنتشر في شرم الشيخ لافتات مكتوبة باللغتين الروسية والإنكليزية، ويجري تدريب بعض موظفي الفنادق على اللغتين.
ويَشي هذا بأهمية السوقين الروسية والأوكرانية، إذ شكل الزائرون الروس والأوكرانيون 31 في المئة من أعداد السائحين في مصر العام الماضي، حسب بيانات من الحكومة، ويأتي كثير منهم في رحلات سياحية جماعية إلى شرم الشيخ والغردقة.
وعلى مدار الأشهر الستة الأخيرة من العام الماضي، زار مصر أكثر من 1.1 مليون روسي وحوالي 794 ألف أوكراني، وفقا لبيانات حكومية.
ومنذ غزو روسيا لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط، تراجعت الزيارات الروسية إلى شرم الشيخ إلى نسبة ضئيلة من مستوياتها السابقة، حسبما قال اثنان من مديري شركات سياحية ومرشدان سياحيان في المدينة. وعند اندلاع الحرب، غادر ما يقرب من 20 ألف أوكراني المنتجعات المصرية.
وقال عادل حسني، مدير تعاقدات جنوب سيناء لشركة «بيغاس توريستيك» التي مقرها روسيا أن ما بين 1500 و2000 روسي يصلون كل أسبوع.
وهبط الطلب بسبب العقوبات الغربية التي أدت إلى زيادة عدد ساعات السفر وتكاليف الرحلات من روسيا، إذ تضطر شركات الطيران لتغيير مساراتها بينما توقفت بطاقات الإئتمان الصادرة في روسيا من شركتي «ماستركارد» و»فيزا» عن العمل في الخارج.
من المتوقع استئناف رحلات يومية من روسيا اعتبارا من أوائل الشهر المقبل.
وقال المرشد السياحي أحمد عقرب أن إنفاق الروس الذين ما زالوا يأتون إلى شرم الشيخ تضاءل بسبب قلة ما لديهم من دولارات. وأضاف أنه مما قد يسهم في عودة السياحة من روسيا للانتعاش تبني نظام «مير»، وهو نظام مدفوعات روسي تم استحداثه بعد حزمة سابقة من العقوبات الغربية في 2015، والذي ذكرت وسائل إعلام مصرية أنه قيد التجهيز.
كما تسعى مصر لجذب المزيد من السياح من دول غرب أوروبا ومنطقة الخليج من خلال حملات تسويقية منذ بداية حرب أوكرانيا. كما بدأت إسرائيل المجاورة مؤخراً رحلات جوية مباشرة إلى شرم الشيخ بعد خفض تحذيرها الأمني لمناطق جنوب سيناء.
لكن في حين أن السياحة من غرب أوروبا والأسواق الأخرى موسمية، إذ تتراجع أعداد الزائرين في أشهر الصيف الحارة، اعتاد الروس والأوكرانيون القدوم لقضاء عطلات شاطئية منخفضة التكلفة على مدار السنة، حسب حسني الذي يستبعد، شأنه شأن غيره من العاملين بقطاع السياحة، أن تسد أي أسواق أخرى تلك الفجوة.
وقال «من الصعب أن تحل أي سوق أخرى محل السوقين الروسية والأوكرانية في المستقبل القريب»، مضيفاً أن حوالي 90 في المئة من موظفي شركته لا يعملون.