مع قرب استكمال الحرب الدائرة منذ 24 فبرایر 2022 وسط شرق أوروبا لشھرھا الرابع، تكثر
المعطیات التي تؤشر على وجود توجھ یزداد قوة داخل الأوساط السیاسیة الغربیة وخاصة في الولایات
المتحدة وبعض دول الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى تسویة سیاسیة تتضمن حصول موسكو على
تنازلات من أوكرانیا. المدافعون عن ھذا التوجھ یدعمون موقفھم بالتأكید أن الرئیس الروسي فلادیمیر
بوتین یحقق مكاسب عسكریة وسیاسیة بشكل ممنھج ومتواصل منذ شرع في العملیة العسكریة، والعقوبات
أو الحصار الغربي على روسیا یتعثر بشكل خطیر والصین تستفید من انشغال الولایات المتحدة وحلف
الناتو المركز بالصراع الدائر في أوروبا لتحقیق مكاسب واسعة لیس في منطقة جنوب آسیا فقط بل كذلك
في المحیط الھادئ، زیادة على ذلك یتقلص نفوذ الغرب لصالح موسكو وبكین في قارتي أفریقیا وأمریكا
اللاتینیة، كما تتمرد حكومات دول عدة على الإملاءات الأمریكیة والغربیة مما یضعف السطوة
الاقتصادیة الغربیة ویسمح للمنافسین بالعمل على سحب البساط من تحت أقدام الشركات الغربیة المھیمنة
التي تتحكم في استغلال الثروات الطبیعیة الضخمة في أغلب قارات العالم. موزاة مع ذلك تستفحل
الأزمات الاقتصادیة في الغرب ومركز الدولار كعملة دولیة مھیمنة مھدد خاصة إذا تواصلت الحرب
في نفس الوقت یسعى تیار آخر للحیلولة دون تقدیم أي مكاسب للكرملین ویصر على أنھ یمكن للغرب أن
یتابع دعم أوكرانیا عسكریا واقتصادیا وسیاسیا مع تكثیف الحصار والعقوبات على روسیا بحیث یجبر
قادة الكرملین على الرضوخ لمطالب الغرب وبالتالي یسد الطریق أمام جھود روسیا والصین ودول أخرى
تسعى لتعدیل النظام العالمي القائم منذ نھایة عقد التسعینات من القرن الماضي عندما ترك انھیار الاتحاد
السوفیتي الفرصة متاحة للولایات المتحدة لتفرض نظام القطب الواحد
لا أحد یمكن في التوقیت الحالي أن یجزم بشأن أي من الاتجاھین سیسود، ولكن المسلم بھ أنھ بالإضافة
إلى حصیلة المواجھات العسكریة الدائرة على أرض أوكرانیا بین روسیا من جھة وحلف الناتو من جھة
أخرى ومسار المواجھات الاقتصادیة والسیاسیة، ھي التي سیمكن أن ترجح كفة طرف على آخر فأما
مرحلة تھدئة وتسویات وأما توسیع للصراع والاقتراب أكثر من خطر الحرب العالمیة الثالثة
تقدم منھجي
أفادت صحیفة “نیویورك تایمز” الأمریكیة یوم 12 یونیو 2022 بأن القوات الروسیة تختار أھدافا
إقلیمیة في عملیتھا العسكریة الخاصة وتحقق تقدما منھجیا في السیطرة على شرق أوكرانیا.
وقالت الصحیفة أن أوكرانیا تفتقر إلى الأسلحة التي تحتاجھا في ظل تأرجح الدعم الغربي العسكري
تزامنا مع انشغالھ في مواجھة ارتفاع أسعار الغاز والتضخم المتسارع.
وأشارت إلى أن الأیام الأولى الحماسیة للحرب بدأت تتلاشى، وحسب المحللین فإن الحرب أصبحت عبئا
یضغط على حكومات واقتصادیات الدول الغربیة واقتصادیات أخرى في العالم.
یوم 9 یونیو وحسب وكالة رویترز قال أحد كبار مساعدي الرئیس الأوكراني لبي بي سي، إن ما بین
100 إلى 200 جندي أوكراني یقتلون على خط المواجھة كل یوم.
وأكد میخایلو بودولاك أن أوكرانیا بحاجة إلى مئات الأنظمة المدفعیة الغربیة لتحقیق تكافؤ في القوة
ناف ً العسكریة مع روسیا في منطقة دونباس الشرقیة. وأشار أیضا إلى أن كییف لیست مستعدة لاستئ
محادثات السلام مع موسكو.
وذكر بودولیاك: “لقد استخدمت القوات الروسیة إلى حد كبیر كل شيء غیر نووي على الجبھة، بما في
ذلك المدفعیة الثقیلة وأنظمة إطلاق الصواریخ المتعددة والطیران”.
وكرر نداء أوكرانیا للحصول على مزید من الأسلحة من الغرب، قائلا إن “الافتقار التام للتكافؤ” بین
الجیشین الروسي والأوكراني كان السبب في معدل الخسائر البشریة الفادح لأوكرانیا.
وأضاف: “مطالبنا بالمدفعیة لیست مجرد نزوة… ولكنھا حاجة موضوعیة عندما یتعلق الأمر بالوضع في
ساحة المعركة”، مشیرا إلى أن أوكرانیا بحاجة إلى 150 إلى 300 نظام إطلاق صواریخ كي تتكافأ قوتھا
مع روسیا، وھو رقم أعلى مما تلقتھ حتى الآن بكثیر. كما قال إن محادثات السلام لا یمكن استئنافھا إلا إذا
سلمت روسیا الأراضي التي احتلتھا منذ بدایة غزوھا في 24 فبرایر.
إشارة بودولیاك إلى أن ما بین 100 و200 جندي أوكراني یموتون كل یوم ھو أعلى من التقدیرات
السابقة. إذ كان وزیر الدفاع الأوكراني، أولیكسي ریزنیكوف، قد قال یوم الخمیس 2 یونیو، إن أوكرانیا
تخسر 100 جندي یومیا وأن 500 آخرین یصابون.
حرب المدفعیة
جاء في تقریر نشره موقع الحرة الأمریكي یوم 12 یونیو 2022 :جددت أوكرانیا مناشدتھا للغرب لإرسال
إمدادات عاجلة من الأسلحة، حیث حذر مسؤولون من أن الحرب مع روسیا تتحول بسرعة إلى سلسلة من
المعارك المدفعیة التي یتمیز بھا الجیش الروسي.
ویقول مسؤولون في واشنطن، بحسب ما تنقل عنھم صحیفة وول ستریت جورنال، إن الأسلحة والذخیرة
الأوكرانیة التي تتناقص بسرعة أحد أھم أسباب إعاقة جھود أوكرانیا للدفاع عن البلاد من الغزو الروسي،
حیث تعزز ترسانة المدفعیة الروسیة المتفوقة قدرة موسكو على الاستمرار في شن حملتھا العسكریة.
وكتب معھد دراسة الحرب، وھو مركز أبحاث مقره واشنطن، في تحلیلھ الیومي للحرب، الجمعة 10
یونیو: “المدفعیة ستكون حاسمة بشكل متزاید في القتال شرق أوكرانیا”.
ونشرت وكالة الأنباء الأوكرانیة UNIAN ،السبت، صورة لما قالت إنھ أول نظام مدفعي M777 قدمتھ
الولایات المتحدة وقد دمرتھ القوات الروسیة بالقرب من مدینة لیسیتشانسك في منطقة لوغانسك.
إدارة المخابرات العسكریة في وزارة الدفاع الأوكرانیة، من جھتھا، قالت: “ما زالت روسیا تتمتع
بإمكانات كافیة لشن حرب طویلة على بلادنا”.
وفي إشارة إلى إصرار موسكو على وضع یدھا على ما یعتبره الكرملین أرضا روسیة، سلمت الإدارة
الموالیة لموسكو في خیرسون، السبت11 یونیو، جوازات سفر روسیة لعدد من سكان ھذه المدینة التي
دخلتھا القوات الروسیة في جنوب أوكرانیا.
وأعلنت ھیئة الأركان الأوكرانیة صباح الأحد 12 یونیو أن القوات الروسیة تشن ھجمات على
سیفیرودونیتسك والسیطرة على المدینة ستفتح لموسكو الطریق لمدینة كبرى أخرى ھي كراماتورسك في
حوض دونباس المنطقة التي یشكل الناطقون بالروسیة غالبیة سكانھا وترید روسیا السیطرة علیھا بالكامل.
ویسیطر انفصالیون موالون لروسیا على أجزاء من ھذه المنطقة الغنیة بالمناجم منذ 2014 .
استنفدت ترسانتھا السوفیاتیة
استنفدت أوكرانیا ترسانتھا السوفیاتیة، وأصبحت تعتمد الآن حصریا على الأسلحة التي قدمھا لھا
“حلفاء أجانب” بما في ذلك المدفعیة الغربیة، وفقا لعدة مصادر عسكریة أمریكیة.
ولطالما اعتمدت الجمھوریة السوفیاتیة سابقا على المعدات السوفیاتیة والروسیة في بناء جیشھا وقطاع
الدفاع التابع لھا، من أسلحة صغیرة ودبابات ومدفعیات ھاوتزر، وغیرھا من الأسلحة ذات المعاییر
الروسیة التي لا یمكن الاستعاضة عنھا بتلك التابعة لجیرانھا الغربیین، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسیة.
وأفادت المصادر الأمریكیة، بأن ھذه المعدات استنفدت أو دمرت في المعارك على مدى أكثر من ثلاثة
أشھر منذ اندلع النزاع.
والیوم، تستخدم قوات كییف، أو تتعلم كیفیة استخدام، أسلحة صنعت في الولایات المتحدة وحلفائھا
الأوروبیین المنضوین في حلف شمال الأطلسي “ناتو”.
وبدا الغرب حذرا في بدایة الحرب حیال تزوید كییف بالكثیر من الأسلحة خشیة إمكانیة تسبب ذلك باندلاع
نزاع بین الناتو وروسیا، كما شعر الغرب بالقلق من إمكانیة سقوط تكنولوجیا الأسلحة المتقدمة في أیدي
روسیا.
وبدلا من ذلك، قدم حلفاء أوكرانیا مخزوناتھم من المعدات ذات المعاییر الروسیة، بما في ذلك الدبابات
والمروحیات لدعم قوات كییف، حیث قادت الولایات المتحدة جھود تمشیط دول سوفیاتیة سابقة أخرى
للحصول على ذخیرة وقطع ومعدات إضافیة تلبي احتیاجات أوكرانیا، لكن كل ھذه المعدات استنفدت أو
دمرت.
وذكر مسؤول أمریكي في حدیثھ عن الأسلحة السوفیاتیة أو ذات المعاییر الروسیة “لم تعد موجودة في
مناطق العالم التي یمكن للغرب الوصول الیھا”، یعني ذلك، أنھ بات على القوات الأوكرانیة الانتقال إلى
أسلحة غیر مألوفة بالنسبة لھا صنعت بناء على مواصفات غربیة.
وتحت مظلة “مجموعة الاتصال” المخصصة لأوكرانیا التي تضم 40 عضوا، ینسق قادة جیوش الدول
الحلیفة مساعداتھم لتمكین قوات كییف من الحصول على الذخیرة وقطع الغیار والأسلحة بلا انقطاع،
بحسب مسؤول عسكري أمریكي آخر.
لكن مسؤولین شددوا على أنھ إذا بدا أن الأسلحة تصل ببطء، فیعود السبب الرئیسي في ذلك إلى أن الحلفاء
یرغبون في التأكد من أن القوات الأوكرانیة ستتمكن من استیعابھا بشكل ثابت وآمن.
وتھدف ھذه الوتیرة البطیئة لتدفق الأسلحة أیضا إلى الحد من مخاطر تسبب القصف في أوكرانیا بتدمیر
أي أسلحة مخزنة، وبالتالي، ترسل الولایات المتحدة مساعداتھا العسكریة إلى أوكرانیا على مراحل.
ُ وتشمل آخر حزمة بقیمة 700 ملیون دولار أعلن عنھا في الأول من یونیو أربع راجمات صواریخ من
طراز “ھیمارس” و1000 صاروخ مضاد للدبابات من طراز “جافلین” وأربع مروحیات بمعاییر
سوفیاتیة من طراز “مي – 17 .”كما تشمل 15 ألف قذیفة “ھاوتزر” و15 مدرعة خفیفة وغیر ذلك من
الذخیرة.
وصرح المسؤول الأمریكي “نحاول المحافظة على تدفق الأسلحة بشكل ثابت”.
في ھذه الأثناء ویوم 5 یونیو 2022 كشفت صحیفة تورنتو ستار الكندیة، عن إقدام مسؤولین أوكران
وبشكل غیر قانوني على بیع الأسلحة التي قدمتھا الدول الغربیة إلى كییف، وسط شكاوى المسلحین من
نقص في الإمدادات.
ووفق الصحیفة، اشتكى المسلحون والمرتزقة الأجانب الذین یقاتلون في أوكرانیا من نقص الأسلحة
والإمدادات الطبیة: “ھناك نقص في الذخیرة. یندفع الناس إلى المعركة في أحذیة ریاضیة وزي رسمي
غیر متطابق. ویكاد یكون من المستحیل الحصول على مسكنات قویة مثل المورفین والفنتانیل والكیتامین
والبروبوفول”.
فشل ذریع
رأت وكالة أنباء “بلومبرغ” الامریكیة في تقریر لھا یوم 9 یونیو أن رفض عدد من الدول حول العالم
انتقاد تصرفات روسیا في أوكرانیا كان نتیجة “فشل” و “خطأ جسیم” من قبل الولایات المتحدة
وحلفائھا.
وذكرت أن رفض عدد من الدول في إفریقیا وأمریكا اللاتینیة وآسیا انتقاد العملیة الروسیة الخاصة في
أوكرانیا، یعود إلى “خطأ فادح” من جانب الغرب، زاعمین بأن “التسامح المحبط” لجنوب الكرة الأرضیة
تجاه تصرفات روسیا ھو “فشل للولایات المتحدة وأصدقائھا” یحتاج إلى “تصحیح”.
وبحسب الباحثین، فإن مزیج إمدادات الأسلحة الروسیة والاستثمار الصیني و”إھمال الولایات
المتحدة”، أقنع العدید من الدول بأن التحالف مع أمریكا “لا مستقبل لھ”.
وفي الوقت نفسھ، یلفت التقریر إلى أن ھذا الاتجاه على ما یبدو أصبح عالمیا. وھكذا، تسببت القمة الجاریة
للأمریكتین في توترات جدیدة، حیث یقاوم قادة المنطقة “رغبة الولایات المتحدة في دعوة الدول حسب
تقدیراتھا. وفي مایو، عانت قمة الولایات المتحدة والآسیان “رابطة دول جنوب شرق آسیا” في واشنطن
من “إخفاق یصم الآذان”.
ویضیف التقریر في ھذا السیاق: “قدمت بكین لقاحات ضد فیروس كورونا إلى العدید من البلدان المنكوبة،
فیما كانت روسیا ولا تزال موردا رئیسا للأسلحة، وكذلك الحبوب والأسمدة إلى الھند وجزء كبیر من
إفریقیا. وفي الوقت نفسھ، لم تطرح موسكو ولا بكین أسئلة حول الشؤون الداخلیة للدول ولا تدخلت فیھا”.
وصرح الرئیس الروسي فلادیمیر بوتین بأن سیاسة احتواء روسیا وإضعافھا ھي إستراتیجیة طویلة الأمد
بالنسبة للغرب، والعقوبات وجھت ضربة خطیرة للاقتصاد العالمي برمتھ، لافتا إلى أن الأحداث الحالیة
ترسم خطا تحت الھیمنة العالمیة للغرب في السیاسة والاقتصاد، مشددا في الوقت نفسھ على أن روسیا لن
تعزل نفسھا ولا یمكن عزلھا بشكل قاس في العالم المعاصر.
خطأ فادحا ارتكبھ بایدن
بتاریخ 8 یونیو 2022 أكد الخبیر الأمریكي، یوري روغولیف، أن سیاسة العقوبات المعادیة لروسیا
فشلت لأسباب أھمھا الغرور المفرط، والاستخفاف بالمؤشرات الاقتصادیة لروسیا التي نشرھا الأمریكیون
ویعتمدون علیھا.
وقال مدیر مركز “فرانكلین. روزفلت” للدراسات لوكالة “برایم”: “ھناك الآلاف من المحللین في وكالة
المخابرات المركزیة وحدھا، وفي الخدمات الأخرى ھناك عشرات الآلاف من الأشخاص الذین من
المفترض أن یقارنوا ویحللوا ویقیموا وفقا للدولة، وقد استخفوا جمیعا بدور روسیا في الاقتصاد العالمي،
وتأثیرھا”.
وأضاف: “على الرغم من ذلك، اعتمدت الإدارة الأمریكیة والرئیس جو بایدن على رأي لا أساس لھ من
أن ضربة خارجیة واحدة ستكون كافیة لانھیار روسیا بالكامل، ومع ذلك، لم تأخذ الولایات المتحدة في
الاعتبار سلاسل التورید للسلع والمواد الخام والمواد الغذائیة الروسیة”.
وتابع: “تحتل روسیا المرتبة 11 من حیث الناتج المحلي الإجمالي في القائمة العالمیة، ومن حیث القوة
الشرائیة المرتبة 5-6 ،وھو ما یمكن مقارنتھ بالاقتصادیات الأوروبیة”.
وأوضح أن “الاقتصاد الروسي على عكس الاقتصاد الأمریكي، لھ طابع حقیقي.. وھم ببساطة لا
ینسجمون مع المفھوم الأمریكي للاقتصاد”.
إذا كان تضرر الاقتصاد الروسي محدودا فإن الخسائر الغربیة كبیرة جدا فوفقا لصحیفة “وول ستریت
جورنال” تكبدت الشركات العالمیة التي انخرطت في المقاطعة خسائر بأكثر من 59 ملیار دولار من
عملیاتھا في روسیا، مع تضرر الاقتصاد بفعل العقوبات، وتعھدت نحو ألف شركة غربیة بالخروج أو
تقلیص عملیاتھا في روسیا.
وتتوقع شركة ماكدونالدز العملاقة، تسجیل رسوم تتراوح بین 2.1 ملیار دولار و 4.1 ملیار دولار بعد
الموافقة على بیع مطاعمھا الروسیة إلى صاحب ترخیص محلي، بینما دفعت شركة Mobil Exxon
Corp أكثر من 4.3 ملیار دولار بعد أن أوقفت العملیات في مشروع للنفط والغاز في الشرق الأقصى
لروسیا.
عوائد أعلى من المحقق قبل الحرب
نقلت صحیفة الاقتصادي یوم السبت 11 یونیو عن آموس ھوكشتاین مبعوث أمن الطاقة الأمریكي قولھ
للمشرعین، خلال جلسة في واشنطن، إن “عوائد روسیا من النفط والغاز ربما تزید حالیا عنھا قبل فترة
وجیزة من الحرب في أوكرانیا، إذ عوضت الزیادات في الأسعار العالمیة تأثیر الجھود الغربیة للحد من
مبیعاتھا”.
وفي معرض رده على سؤال في اللجنة الفرعیة لمجلس الشیوخ بشأن أوروبا والتعاون الأمني الإقلیمي
عما إذا كانت موسكو تجني الآن أموالا من مبیعاتھا من النفط الخام والغاز أكثر مما كانت تحققھ قبل
شھرین من بدء الحرب، قال ھوكشتاین “لا یمكنني إنكار ذلك”.
وفي حین إن جھود الحظر الغربیة أبطأت التداول العالمي في الوقود الروسي، فقد تسببت في ارتفاع
أسعار النفط والغاز العالمیة. واقترب سعر خام برنت من أعلى مستویاتھ في ثلاثة أشھر متخطیا 123
دولارا للبرمیل.
وأشار ھوكشتاین إلى أن زیادة الطلب العالمي على النفط من الدول المستھلكة مع رفع قیود جائحة كوفید –
19 كانت “أكبر بكثیر وأقوى مما توقعھ أي شخص”.
في الوقت نفسھ، تمكنت روسیا من بیع مزید من الشحنات إلى مشترین آخرین، من بینھم مستھلكا الطاقة
الرئیسان الصین والھند، من خلال عرض النفط بأسعار أقل من مصدرین آخرین.
وذكر ھوكشتاین “إنھ في حین إن المبیعات الروسیة للصین والھند كانت بأسعار أقل مقارنة بأسعار
الإمدادات من الدول الأخرى، فإن ارتفاع أسعار السوق العالمیة یعني أن عوائد روسیا من المرجح أن
تكون أعلى الآن”.
وقالت وكالة الطاقة الدولیة في مایو، إن “عوائد النفط الروسیة ارتفعت 50 في المائة منذ بدایة العام لتصل
إلى 20 ملیار دولار شھریا، مع حصول الاتحاد الأوروبي على الحصة الأكبر من صادراتھا.
ونتیجة لتداعیات الحرب الروسیة، قال الرئیس التنفیذي لمؤسسة ترافیجورا العالمیة لتجارة السلع الأولیة
إن “أسعار النفط قد تصل قریبا إلى 150 دولارا للبرمیل، ومن المنتظر أن تقفز إلى مستویات أكثر
ارتفاعا ھذا العام”.
لعبة خاسرة
تتباھى واشنطن وبروكسل برفض استیراد النفط الروسي، لكنھما تواصلان شراءه باستخدام طرق ملتویة
متعددة. ومن المعروف أن الأوروبیین یتلقون “خلیط النفط اللاتفي” منذ فترة طویلة نسبیا.
والآن باشرت الشركات الأمریكیة باستخدام الحلول المماثلة وغیرھا للحصول على النفط الروسي، وتقوم
بنجاح بإخفاء مصادر النفط “من أجل الحفاظ على الإمدادات”.
ووفقا لصحیفة Journal Street Wall The ،رغم سریان الحظر الأمریكي على استیراد النفط الروسي
منذ أبریل 2022 ،إلا أنھ في مایو، وصلت ناقلات نفط إلى موانئ نیویورك ونیوجیرسي، ویعتقد أنھا
محملة بمشتقات النفط الروسي. وشددت الصحیفة على أن الطرف المستلم لھذا النفط یحرص على إخفاء
أصلھ، وفقط یعرف أنھ قدم إلى الولایات المتحدة عبر قناة السویس والمحیط الأطلسي من مصافي النفط
الھندیة التي تعتبر من المشترین الرئیسیین للنفط الروسي.
ویتم استخدام نفس الطرق الملتویة، لتورید الوقود إلى أوروبا. على سبیل المثال، في أبریل، أفادت وكالة
“بلومبرغ” بأن بعض الشركات الأوروبیة تمكنت من تخطي قیود العقوبات: یتم استخدام ما یسمى بخلیط
لاتفیا الذي یتم تحضیره من أنواع مختلفة من النفط، وفیھ أقل من 50 في المائة من النفط الروسي، ووفقا
للوكالة، لا تعتبر شركة “شل” ھذا انتھاكا للعقوبات.
في أبریل، تجاوزت آسیا الجانب الأوروبي لأول مرة من حیث مشتریات النفط الخام ومشتقاتھ من روسیا.
اشترت الھند كمیة كبیرة بشكل خاص: منذ فبرایر، حوالي 5.62 ملیون برمیل، أي أكثر بثلاث مرات من
نفس الفترة من عام 2021 .
في الوقت نفسھ، منذ بدایة الربیع، زاد استیراد أوروبا لمشتقات النفط والوقود من الھند بنسبة 30 في
المائة، وبالنسبة للولایات المتحدة بنسبة 43 في المائة. وھذا الأمر یسمح للھند بتحقیق أرباح كبیرة:
تحصل على النفط الخام من روسیا بسعر مخفض (ھذه الكمیة تشكل الآن حوالي 20 في المائة. تشتري
الھند النفط الروسي من ماركة Urals بسعر 89-92 دولارا للبرمیل).
في الواقع، استغل الآسیویون الموقف لجني الربح: فقد قاموا بشراء النفط الروسي بسعر معقول وأعادوا
بیعھ بشكل مربح. وھذه العملیة لا تضر روسیا بتاتا.
ما یتم مع النفط یطبق كذلك على الحبوب.
فیوم 10 یونیو كشف فلادیمیر روغوف، عضو المجلس الرئیسي للإدارة العسكریة المدنیة في منطقة
زابوروجیھ، أن أمریكا الشمالیة تشتري الحبوب من الأراضي “المحررة” في منطقة زابوروجیھ عبر
دول ثالثة.
وذكر روغوف على قناة “روسیا- 24 “التلفزیونیة یوم الجمعة: “منطقة زابوروجیھ ھي، في الواقع،
مخزن الوطن الأم، إنھا دائما سلة خبز جنوب روسیا. وفي السنوات السوفیتیة، كان لدینا حصاد كبیر جدا
من الحبوب، وتم تكریم كل ملیون طن من الحبوب بشعارات وجوائز وتكریمات. یتم الاتصال بنا من قبل
المنتجین الزراعیین الذین لیس لدیھم مكان لوضع الحبوب من فائضة منذ حصاد عام 2021 .”
حلول
قال ریتشارد ھاس، رئیس المجلس الأمریكي للعلاقات الخارجیة، إن أوكرانیا لن تتمكن من العودة إلى
حدود 23 فبرایر 2022 ،وذلك رغم استمرار المساعدة الغربیة بالشكل الذي یتم تقدیمھ الآن.
وقال ھاس في مقال نشر یوم الجمعة 10 یونیو في مجلة Affairs Foreign إن “الولایات المتحدة
رفضت إرسال أفراد عسكریین، ورفضت فكرة منطقة حظر الطیران فوق أوكرانیا وتخلت عن فكرة
كسر الحصار الروسي على الموانئ الأوكرانیة”، مشیرا إلى أن “ضبط النفس ھذا أصبح مظھرا من
مظاھر الحكمة، لكنھ یؤكد مرة أخرى حقیقة أن أوكرانیا ستضطر للقتال بنفسھا، وحتى بمساعدة الغرب،
ربما لن تكون قادرة على استعادة الوضع الذي كان قائما قبل فبرایر، ولا حتى عام 2014 .”
في الوقت نفسھ، اعتبر ھاس أنھ على الرغم من ذلك، من غیر المرجح أن توافق أوكرانیا في الوضع
الحالي على إبرام سلام مع روسیا إذا كان ینص على توطید تنازلات إقلیمیة خطیرة، لأن المساعدة
الغربیة المتاحة لا تزال تمنحھا الفرصة لمواصلة القتال. ومع ذلك، یلاحظ الخبیر أن أي مشارك في
النزاع یجب أن یزن باستمرار إیجابیات وسلبیات استمراره مع الخسائر والمكاسب المحتملة من وقف
الأعمال العدائیة.
وتابع ھاس: “التنازل عن الأراضي من أجل السلام قد یكون أو لا یكون خیارا جذابا لأوكرانیا، تعتمد
الإجابة على المناطق وإلى أي مدى نتحدث عنھا، وما إذا كانت ھناك إمكانیة لإعادة ھذه الأراضي في
المستقبل، بالإضافة إلى شروط السلام الأخرى.
قبل ذلك یوم 3 یونیو قال الرئیس الأمریكي جو بایدن إن الأمر متروك لأوكرانیا عندما سئل عما إذا كانت
كییف بحاجة إلى التنازل عن جزء من أراضیھا لتحقیق السلام وإنھاء الغزو الروسي.
وأضاف بایدن، للصحفیین في ریھوبوث بولایة دیلاویر، یوم الجمعة: “لن أخبرھم بما ینبغي علیھم وما
ینبغي علیھم فعلھ”، وتابع: “منذ البدایة، قلت ولم یتفق الجمیع معي لا شيء عن أوكرانیا بدون أوكرانیا
إنھا أراضیھم”.
وذكر الرئیس الأمریكي: “في وقت ما، ستكون ھناك حاجة إلى تسویة بین البلدین”، وتابع: “ما یستلزم
ذلك، لا أعرف”. وأكد بایدن أن بلاده ستواصل وضع الأوكرانیین في موقف یمكنھم من خلالھ الدفاع عن
أنفسھم.
تنازلات إقلیمیة من أجل السلام
یوم 12 یونیو صرح الأمین العام لحلف الناتو ینس ستولتنبرغ في مؤتمر صحفي عقده مع الرئیس
الفنلندي سولي نینیستي: “السلام في أوكرانیا ممكن. السؤال الوحید ھو ما ھو الثمن الذي أنتم على استعداد
لدفعھ مقابل ھذا السلام. ما ھو مقدار استعدادكم للتضحیة بالأرض، والاستقلال، والسیادة، والحریة
والدیمقراطیة. ھذه معضلة أخلاقیة صعبة للغایة”.
ووفقا لھ، سیستمر التحالف في دعم سلطات كییف، لكنھ في الوقت نفسھ سیحاول بكل الوسائل تجنب
التصعید مع روسیا. وأضاف أن ھذا ھو سبب رفض الحلف إرسال وحداتھ إلى الأراضي الأوكرانیة، كما
رفض إمكانیة فرض منطقة حظر طیران.
في كندا أكد نائب البرلمان الكندي من الحزب اللیبرالي، إیفان بیكر، أن “التعب” من أوكرانیا یتراكم في
الدول الغربیة، مما ینعكس في الدعوات الموجھة إلى كییف للموافقة على تنازلات إقلیمیة.
وقال بیكر لقناة “أوكرانیا 24 ،”یوم السبت 11 یونیو: “ھناك تعب من أوكرانیا في عدد من الدول الغربیة.
فمثلا قال الرئیس الفرنسي، إیمانویل ماكرون مؤخرا إن ھناك حاجة لتھدئة روسیا، والعمل لكي تكون
روسیا ھادئة. وقال واحد آخر إنھ یجب على أوكرانیا أن تتخلى عن جزء من أراضیھا. نعم، یجري حدیث
مماثل، وھذا ما یثیر قلقا لدي”.
وكان الرئیس الأوكراني، فلادیمیر زیلینسكي، قال، سابقا، إن التعب من الوضع في أوكرانیا یتراكم في
العالم، وإن أطرافا تدفع كییف إلى نتیجة غیر مفیدة بالنسبة لھا فیما یخص اتفاقیاتھا المقبلة مع روسیا.
تحالف الصین وروسیا
ذكر وزیر الخارجیة الأمریكي الأسبق، ھنري كیسنغر، إن الغرب بحاجة إلى “إیجاد مكان” لروسیا بعد
الأحداث في أوكرانیا، حتى لا تتحول إلى “موقع حصین” للصین في أوروبا.
وأضاف كیسنغر في مقابلة یوم 12 یونیو مع صحیفة “التایمز”: “بعد استكمالھا (العملیة الخاصة في
أوكرانیا)، سیكون من الضروري إیجاد مكان لأوكرانیا ومكان لروسیا، إذا كنا لا نرید أن تصبح روسیا
موقعا قویا للصین في أوروبا”.
وفي حدیثھ عن الناتو، أشار وزیر الخارجیة الأمریكي الأسبق، إلى أنھ من المھم الحفاظ على منظمة
“تعكس التعاون الأوروبي والأمریكي”. وأعرب عن رأي مفاده أنھ من الضروري الاعتراف بأنھ ستكون
ھناك “أسئلة كبیرة” في علاقات الشرق الأوسط وآسیا مع أوروبا وأمریكا.
وأشار إلى أنھ لیس من الضروري أن تكون آراء أعضاء حلف شمال الأطلسي متجانسة، مضیفا أن
أعضاء ھذه الكتلة العسكریة اتحدوا بشأن الوضع في أوكرانیا لأنھا “تذكرھم” بـ “التھدیدات” القدیمة.
واعتبر كیسنغر، أن الولایات المتحدة باتت منقسمة الیوم أكثر مما كانت علیھ خلال حرب فیتنام.
وأضاف ردا على سؤال لصحیفة “التایمز” حول ھذه المسألة: “نعم، أكثر (مما كانت علیھ في حرب
فیتنام) بما لا یقارن”. وأوضح كیسنغر أنھ في أوائل السبعینیات، كان التعاون بین الحزبین الجمھوري
والدیمقراطي في الولایات المتحدة لا یزال ممكنا، وكانت “المصلحة الوطنیة” مفھوما “لھ معنى” ولم تكن
بحد ذاتھا موضوعا للنقاش.
ویرى الوزیر الأسبق أن كل إدارة في الولایات المتحدة تواجھ الیوم “عداء مستمرا” من المعارضة المبنیة
على أسس مختلفة.
ووفقا لكیسنغر بالنسبة للولایات المتحدة، فإن توقع أن تصبح الصین “القوة المھیمنة” ھي إستراتیجیة لم
تعد معقولة، مضیفا أنھ لا یعتقد أن الھیمنة على العالم ھو “مفھوم صیني”، لكنھ یعتقد أن الصین یمكن أن
تصبح “قویة” للغایة، وشدد على أن ذلك “لیس في مصلحة” الولایات المتحدة.
إعدام الاتحاد الأوروبي
یشیر مراقبون غربیون أن أنصار الغرب في كییف مقبلون على مواجھة خیبة أمل جدیدة تتعلق بروابطھم
بالاتحاد الأوروبي الأمر الذي انضم إلى النكسات العسكریة قد یعصف بحكومة كییف ویبدلھا.
وعدت رئیسة المفوضیة الأوروبیة أورسولا فون دیر لایین خلال زیارة مفاجئة لكییف یوم السبت 11
یونیو برد بشأن ترشح أوكرانیا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتطالب كییف ب”التزام قانوني” ملموس وبإشارة قویة لكن الأوروبیین منقسمون ویماطلون بشأن منح
أوكرانیا رسمیا بحلول نھایة یونیو وضع الدولة المرشحة للانضمام إلى اتحادھم على الرغم من تأكیداتھم
المتكررة على انتمائھا إلى “الأسرة الأوروبیة”.
وحتى إذا حصلت أوكرانیا على “وضع المرشح”، ستبدأ عملیة مفاوضات وإصلاحات محتملة قد تستغرق
سنوات إن لم یكن عقودا قبل ضمھا إلى الاتحاد الأوروبي. ونبھ كثیر من دول الاتحاد كییف إلى أنھ لن
یكون ھناك مسار “سریع” لانضمامھا.
وبالنسبة لأوكرانیا، سیشكل الحصول على وضع الدولة المرشحة رسمیا للانضمام إلى الاتحاد “نقطة
انطلاق” لعملیة طویلة من المفاوضات والإصلاحات، كما قال زیلینسكي في تسجیل فیدیو مساء السبت،
مؤكدا “سنعمل بجدیة أكبر على المستویات كافة (…) إنھ أمر مھم جدا بالنسبة إلینا”.
والدول ال27 منقسمة بشكل كبیر حول مسألة ترشیح أوكرانیا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وبالإضافة إلى أوكرانیا، یفترض أن تصدر المفوضیة رأیھا حول منح جورجیا ومولدافیا أیضا وضع
الدولة المرشحة.
تدعم دول عدة معظمھا في أوروبا الشرقیة انضمام أوكرانیا، لكن بلدانا أخرى مثل ھولندا والدنمارك
وكذلك ألمانیا وفرنسا التي ترأس الاتحاد الأوروبي حتى نھایة یونیو، متحفظة جدا.
وخلال انعقاد المجلس الأوروبي نھایة مایو، أكد رئیس الوزراء الإیطالي ماریو دراغي أن “كل الدول
الكبرى تقریبا في الاتحاد الأوروبي تعارض منح أوكرانیا وضع المرشح، باستثناء إیطالیا”.
واعترف مصدر دبلوماسي من إحدى ھذه الدول بأن “منح أوكرانیا وضع مرشح مسألة ھائلة”، مشیرا إلى
عقبات من بینھا أنھا في حالة حرب وتعاني الفساد، فضلا عن الإصلاحات التي یتعین علیھا القیام بھا.
وأضاف أن “دولا كثیرة داخل الاتحاد الأوروبي ترید أن تظھر أنھا “الأكثر أوكرانیة” في المجموعة
لكنھا تدرك جیدا أننا لا نستطیع إدخال أوكرانیا بتسرع”، موضحا أن ھذه البلدان تدرك “أن علینا ألا
نخفف شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وإلا نقتل الاتحاد الأوروبي”.
وصرح مصدر دبلوماسي آخر في بروكسل أنھ “من الصعب تصور مفاوضات حول انضمام أوكرانیا
حالیا، لكن تجري مناقشات في الوقت الراھن بین العواصم عن كیفیة إعطاء الإشارة الصحیحة”.
الرئاسة الفرنسیة ذكرت إن القمة الأوروبیة التي ستعقد في نھایة یونیو یمكن أن تقدم خیارات عدة
لأوكرانیا مثل منحھا وضع الدولة المرشحة بشروط أو وضع المرشح مع تحدید موعد لبدء المفاوضات أو
بند مراجعة وضعھا.
الباحث فرانسوا ھیسبورغ قال إنھ یتوقع “صیغا ملتویة ووعودا لا تلزم سوى الذین یسمعونھا”، مشیرا
إلى أن ترشح أوكرانیا “لا یثیر حماسة” لا في باریس ولا في برلین، القوتین الأوروبیتین الكبیرتین.
من جھتھ، كتبت المحللة الإستونیة كریستي رایك على تویتر “إذا فشل المجلس الأوروبي في اتخاذ قرار
إیجابي في نھایة یونیو، فسیكون ذلك محبطا جدا لأوكرانیا ودول أعضاء تعتبر انضمام أوكرانیا إلى
أوروبا ضرورة جیوسیاسیة حاسمة”.
حالیا، ھناك خمس دول (ألبانیا ومقدونیا الشمالیة ومونتینیغرو وصربیا وتركیا) مرشحة رسمیا
للانضمام إلى الكتلة، بینما كوسوفو والبوسنة والھرسك مرشحتان محتملتان.
وقد انضمت إلیھما أوكرانیا وجورجیا ومولدافیا التي قدمت طلبات انضمام إلى الاتحاد الأوروبي بعد
الھجوم العسكري الروسي على أوكرانی