علي حسين
ما هي أفضل طريقة للهروب من مواجهة المشاكل والقضايا التي تحاصر المواطن العراقي؟ جواب: أن تمسك بـ “ياخة” المطرب كاظم الساهر وتحمّله مسؤولية ما جرى من خراب منذ عهد صدام وحتى لحظة كتابة هذه السطور، وتبحث عن تفسيرات مضحكة وغريبة لأغنياته،
وأن تعلن للعالم عبر فيديو مصور أننا استرجعنا الأموال التي نهبت من موازنات العراق خلال السنين الماضية، ففي لفتة “سوبرمانية” نشرت لنا هيئة النزاهة بالصوت والصورة مبلغ العشرة آلاف دولار التي عثرت عليها في درج مكتب مدير الأمن الوطني في ميسان.. الحمد لله عادت مليارات الدولارات، والمضحك المبكي في بيان هيئة النزاهة أن المدير الذي ألقي القبض عليه، سبق وتم إعفاؤه من مديرية أمن الموصل، وبعدها إعفاؤه من مديرية أمن ديالى، ومع كل هذه الإعفاءات تم تعيينه مديراً لأمن ميسان.
وقبل أن يُعلّق قارئ عزيز قائلاً: أنت ينطبق عليك لقب “بطران”، على أي حال، أعرف أن مثل هذه الموضوعات في هذا الظرف الذي تخوض فيه أحزابنا حرب داحس والغبراء في سبيل الحصول على كراسي الوزراء ربما تضعني في خانة الكتاب “السلبيين”.انا ياسادة مواطن اتمنى أن أعرف متى تهدأ معارك الكراسي . يستقرهذا البلد ويعود الى الحياة. والعراق فيه ما يسوى ان يعيش المواطن العراقي من أجله.
في أقل من ستة أعوام اختارت بريطانيا ثلاثة رؤساء وزراء، امرأتان ورجل واحد الأولى كانت السيدة تيريزا ماي التي خرجت من باب رئاسة الوزراء، دامعة العينين لتعتزل السياسة وتجلس في البيت ، بعد ان اخبرتنا أن مصلحة بلادها تقتضي وجود رئيس وزراء جديد، وأنها برغم استقالتها تشعر بالفخر لكونها حازت على فرصة خدمة البلد الذي تحبه. تخيلوا امرأة تبكي وتقدم استقالتها في وقت “عصيب”، يحتاج منها أن تُمسك بالكرسي بيديها وقدميها. الثاني كان صاحب الشعر المنكوش بوريس جونسون الذي تمت الإطاحة به لأنه أقام حفلاً صغيراً في الوقت الذي كانت فيها بريطانيا تعلن حظر التجوال بسبب كورونا حيث اتهمه الجميع بأنه لم يكن أميناً على مصالح البلاد.
ها هي الثالثة من عالم النساء اسمها ليزا تراس تعلن أنها ستعيد أيام المرأة الحديدية مارغريت تاتشر. لم يكن الحلم مستحيلا على ابنة عائلة متوسطة يسارية تؤيد حزب العمال ، ان تصبح زعيمة لحزب المحافظين وتقف بالند من حزب العمال الذي تتغنى به امها . السيدة تراس اخبرتنا انها ستكون وريثة لمارغريت تاتشر التي انقذت بريطانيا من الافلاس ، فرئيسة الوزراء الجديدة تصر على انقاذ بريطانيا من حالة التخبط التي تعيش فيها .فيما هذه البلاد تنتطر من ينتشلها من حالة الخيبات والازمات والامراض التي تفتك بجسد العراق ، وإلا سنظل نغني مع كاظم الساهر ” سلمتك بيد الله ” .