ضرب النساء في عصر الفضاء!
بأسف قرأت خبراً عن زيادة جرائم قتل النساء في إيطاليا، والإحصاءات الرسمية تجد أن امرأة تذهب ضحية جريمة قتل كل ثلاثة أيام.
وبسرور قرأت عن الحفل الذي أقامته جمعية الاتحاد النسائي التقدمي في قاعة مركز صوفر (لبنان) في القصر البلدي للتنمية الثقافية حول «مناهضة العنف ضد النساء والفتيات» وعرض لمسرحية «بيت بيوت». وذكرني ذلك بفيلم أمريكي يصعب عليّ أن أنساه.
لعل بطلته هي النجمة جنيفر لوبيز.
إذا ضربتني سأضرك!
يتحدث الفيلم عن زوج لا يخفي علاقاته العاطفية المتعددة عن زوجته، وإذا اعترضت ضربها وأذلها وقال لها: أنا الذي ينفق على البيت وأنا الذي يقرر ما يفعله، وامتلأ قلبها قهراً وقررت الانتقام بعدما ضربها مرات عديدة دون أن يعتذر مرة واحدة عن سلوكه بذريعة أنه شرطي ويقر قانون البيت، وهكذا. ذات يوم هجرت البيت ومعها طفلها وذهبت إلى بلدة أخرى حيث لا يستطيع أن يجدها. وعملت على إعالة نفسها وذهبت إلى مدرسة للمصارعة وتعلمت كيفية الدفاع عن نفسها ضد ضرب الذكر الأكثر قوة جسدية منها (كزوجها).
وكان طوال الوقت يبحث عنها لا حباً، ولكنه لا يتحمل فكرة تمرد امرأة عليه وبالذات زوجته. ويريد الانتقام منها ضرباً موجعاً ربما حتى الإغماء.
صار نداً
وبعدما أتقنت الزوجة الهاربة فن المصارعة، تعود إلى البيت وتفاجئه عودتها ويهجم عليها لضربها والانتقام منها، لكنها ترد له ضربته بعدما صارت نداً له، ويحاول إطلاق النار عليها لكنها كزوجة كانت تعرف مكان المسدس، وقد أخفته قبل حضوره، وهنا تصير المصارعة عادلة بينها، وقد غمرته الدهشة لأن زوجته لم تعد تخشاه ولإتقانها فن المصارعة. ألهب ذلك غضبه ورغبته في قتلها، وفي ضربة منها له يترنح ويسقط فوق طاولة زجاجية ويضرب برأسه زجاجها ويقتله. وهي لم تكن تنوي قتله بل إيقافه عند حده وجعله يقلع عن ضربها!
واتصلت برجال الشرطة ولم يحقق أحد معها لأنه سبق له أن ضرب الكثير من العاشقات قبل ضربه لزوجته، وتقدمن بالشكوى رسمياً ضده.
في فترة الخطوبة، تعلمي المصارعة!
لا أظن أن هذا الفيلم يقصد القول إن الزواج حلبة مصارعة، لكنه يذكرنا بأن على المرأة أن تتجاوز فترة الخنوع إلى المعاملة بالمثل.
من طرفي، لا أظن أن على المرأة أن تتعلم فن المصارعة في فترة الخطبة، بل فن الحوار. وأعتقد أن الحوار الهادئ بين الزوجين هو الحل للمشاكل كلها، إذا كان الحوار صادقاً.
الفيلم الأمريكي يقترح المعاملة بالمثل، وكامرأة عربية أعتقد أن فترة الخطوبة هي للتعارف وليس للتكاذب، وإذا كان الرجل عنيفاً وقد يضرب زوجته لذريعة ما، فعليها ببساطة أن تقلع عن هذا الزواج وتنهي حتى فترة الخطوبة. أما التضارب المشترك فليس زواجاً بل حلبة مصارعة بلا متفرج!
الأميرة ديانا والتلفزيون الفرنسي
قضى المتفرج الفرنسي على التلفزيون المحلي أسبوعين على الأقل في ذكرى مرور ربع قرن على مصرع الأميرة البريطانية ديانا سبنسر (مطلقة ولي العهد البريطاني) فقد شاهد الفرنسيون على شاشات تلفزيوناتهم حكاية الأميرة ديانا من زوايا عديدة كشهادة شقيقها اللورد عنها.
لا أعتقد أن هذا الاهتمام المبالغ فيه سبب حنين الفرنسيين إلى الحكم الملكي، ولعل مصرع ديانا في باريس حين اصطدمت سيارتها بعمود تحت جسر ألما (بالقرب من بيتي) وموتها وحبيبها يومئذ دودي الفايد في حادث سير سبب الاهتمام المبالغ فيه نحوها وحياتها، وبالتالي العائلة البريطانية الملكية. ثم إن دودي الفايد هو ابن الملياردير محمد الفايد (المصري) الذي رفضت الملكة منحه الجنسية البريطانية واتهامه للملكة بقتل ديانا وابنه في حادث سير مفتعل جعل الحكاية شبيهة بفيلم بوليسي للمتفرج.
مسلمٌ عَمٌّ لملك بريطانيا؟
محمد الفايد الملياردير صاحب فندق الريتز الفخم في باريس ومخازن هارودز الشهيرة في لندن سابقاً وغير ذلك، كاليخت الفخم الذي قضت ديانا مع دودي أياماً فيه كما ولديها الأميران (وليم وهاري) وكانا صبيين صغيرين قضيا الإجازة مع أمهما وسبقاها إلى لندن وكانت تتلهف للعودة ولقائهما لو لم يقتلها حادث السير هذا كما يموت عشرات الناس العاديين كل عام. لكن محمد الفايد كان مقتنعاً بأن المخابرات البريطانية دبرت حادث السير لقتلهما خوفاً من أن يصير ابنه المسلم عماً لملك بريطانيا بعد زواجه من ديانا. وكلف شركة خاصة للتحقيق في الأمر.
رواية (سينمائية) جذابة
الفرنسيون يحبون الأعمال الأدبية والسينمائية.. وكان الأمير (تشارلز) يبحث عن زوجة لها مواصفات خاصة لإنجاب ولي عهد له: عليها أن تكون صغيرة وعذراء وجميلة وابنة لورد، ولسوء حظ ديانا انطبقت هذه المواصفات عليها. هي عاشت حلم الزواج من أميرها كما في الأفلام، وحين سألها الصحافيون: هل تحبين خطيبك الأمير؟ قالت: طبعاً. أما تشارلز فأجاب على السؤال نفسه بعبارة ذكية وصادقة وهي: يتوقف الأمر على ما تعنيه بكلمة «حب». كان مغرماً بسيدة متزوجة وهي كاميلا باركر بولز (زوجته الحالية) وأحبها طوال عمره. وحين أدركت ديانا فيما بعد هذه الحقيقة صارت تخونه كما يخونها، وصارت الصحافة البريطانية ترفع مبيعاتها حين تروي خياناتهما المتبادلة، وهنا أصدرت الملكة لهما أمرها بطلاقهما لإيقاف الفضائح في الصحف.
حرب ديانا!
واستطاعت ديانا الجميلة جداً تبديل صورتها العامة بثياب تبدي جمالها الفتان، إلى جانب أعمالها الخيرية، فقد كانت أول من زار مرضى الإيدز وتصافحهم، وأول من مشى في حقل الألغام التي تقطع أقدام الصغار وكل من يدوسها مطالبة عالمياً بمنعها.
وهكذا تحولت ديانا إلى مسرحية شكسبيرية ورواية سينمائية حتى جاء الموت وأراح العائلة البريطانية من انتقامها ومن حب الناس لها. ترى، لو كان شكسبير حياً، أما كانت ديانا ستوحي له بمسرحية عن الحب والانتقام والخيانة؟