ادعياء الماركسية ومتحذلقيها
” ردا على المشككين بالثورة البلشفية “
فلاديمير لينين
تصفحت هذة الايام مذكرات سوخانوف عن الثورة ان مايبرز بخاصة انما هو حذلقة جميع ديموقراطيينا البرجوازيين الصغار مثلهم مثل جميع فرسان الاممية الثانية . ان مايبرز بخاصة انما هو تقليدهم الذليل للماضي هذا فضلا عن انهم جبناء الى حد لايصدق حتى ان خيرتهم يناورون ويتهربون ما ان يكون المقصود اقل ابتعاد عن النموذج الالماني . هذا فضلا عن ان هذة الصفة من طباع جميع الديمقراطيين البرجوازيين الصغار التي ابدوها كفاية طوال الثورة . جميعهم يقولون عن انفسهم انهم ماركسيون ولكنهم يفهمون الماركسية باكثر ما يمكن من الحذلقة . انهم لم يفهموا قط ما في الماركسية من اساسي أي دياليكتيكها الثوري . انهم لم يفهموا اطلاقا حتى اشارات ماركس الصريحة حيث قال انة ينبغي الحد الاقصى من المرونة في ايام الثورة ….1 بل انهم لم يلاحظوا مثلا اشارات ماركس في مراسلتة التي تعود كما اذكر الى عام 1856 حيث اعرب عن الامل بان يتحقق في المانيا اتحاد حرب الفلاحين القادرة على خلق وضع ثوري مع الحركة العمالية …2 حتى هذة الاشارة الصريحة يتهربون منها ويطمسونها ويدورون حولها كما يفعل القط حول مرق ساخن ..
انهم بكل سلوكهم يبدون اصلاحيين رعاديد يخافون الابتعاد عن البرجوازية وبالاحرى قطع كل صلة بها وهم في الوقت نفسة يغطون جباناتهم وراء غلو في التبجح وفي استعمال الجمل الطنانة ولكن ما يبرز لديهم جميعهم حتى من الناحية النظرية الصرف انما هو عجزهم الكلي عن فهم ا لفكرتين التاليتيين من افكار الماركسية : ذلك انهم راو ا ان تطور الراسمالية والديمقراطية البرجوازية قد اتبع حتى الان طريقا معينا في اوربا الغربية .
وهاهم لايستطيعون ان يتصوروا انة يمكن اعتبار هذا الطرق نموذجا شرط اجراء بعض التغيرات ” الزهيدة تماما من وجهة نظر حركة التاريخ العالمي العامة ”
اولا : الثورة المرتبطة بالحرب الامبريالية العالمية الاولى في مثل هذة الثورة كان لابد ان تبرز ميزات جديدة او ميزات معدلة بسبب هذة الحرب على وجة الضبط لانة لم تقع في العالم فيما مضى حرب كهذة وفي ظروف كهذة . واننا نرى حتى اليوم ان برجوازية اغنى البلدان لاتستطيع بعد هذة الحرب ان تنظم علاقات برجوازية ” عادية ” ” طبيعية ” والحال ان اصلاحيينا هؤلاء البرجوازيين الصغار الذين يظهرون انفسهم بمظهر ثوريين كانوا وما يزالون يعتبرون ان العلاقات البرجوازية الطبيعية تشكل حدا ( لايمكن تجاوزة ) وهم يتصورون هذة “الطبيعة ” باقصى ما يكون من الابتذال وضيق الافق .
ثانيا .. سنة التطور العامة في التاريخ العالمي كلة لاتستبعد بل بالعكس تفترض مراحل اصيلة من التطور اما من حيث شكل التطور واما من حيث تسلسل مراحلة – وهذة الفكرة غريبة عنهم اطلاقا حتى انة لايخطر ببالهم ان روسسيا الواقعة بين بلدان متمدنة وبين بلدان حملتها هذة الحرب للمرة الاولى بصورة نهائية الى المدنية أي بلدان الشرق كلة . البلدان غير الاوربية – ان روسيا كانت تستطيع بالتالي وكان يجب عليها ان تقدم بعض الميزات الخاصة التي تقع بالطبع في الخط العام للتطور العالمي ولكنها تميز ثورتها عن جميع الثورات السابقة في بلدان اوربا الغربية وتحمل بعض التجديدات الجزئية ما ان يتعلق الامر بالبلدان الشرقية .
وهكذا نراهم يستشهدون بذريعة في اقصى الابتذال حفظوها غيبا خلال تطور الاشتراكية – الديمقراطية في اوربا الغربية وقوامها القول اننا لم ننضج للاشتراكية : واننا لانملك المقدمات الاقتصادية الموضوعية للاشتراكية حسب تعبير بعض السادة من ” علماء” هم …3 ولايخطر على بال احد ان يتسائل : اذا ما جابة شعب وضعا ثوريا كالوضع الذي تبدى لدن الحرب الامبريالية الاولى اليس بوسع هذا الشعب ان يندفع تحت طائلة حالة لا مخرج منها الى خوض نضال يوفر لة ولو بعض الامل بالظفر بشروط غير مالوفة تماما من اجل تطوير مدنيتة …” ان روسيا لم تبلغ من حيث تطور القوى المنتجة الدرجة الضرورية التي تجعل الاشتراكية امرا ممكنا ” ان هذة الموضوعة انما يبرزها ويتباهى بها حجميع فرسان الاممية الثانية بمن فيهم سخانوف طبعا . هذة الموضوعة التي لاجدال حولها انما يلوكونها ويكررونها بمختلف الاشكال ويبدوا لهم انها حاسمة لتقدير ثورتنا .
اذا كان ينبغي في سبيل انشاء الاشتراكية بلوغ مستوى معين من الثقافة ( مع العلم انة ما من احد يستطيع ان يقول بدقة ما هو هذا “المستوى ” المعين “من الثقافة ” لانة يختلف من كل من دول اوربا الغربية ) فلماذا لايمكن لنا ان نبدا اولا بالظفر عن طريق الثورة بالشروط المسبقة لهذا المستوى المعين لكي نتحرك فيما بعد للحاق بالشعوب الاخرى مستندين الى حكم العمال والفلاحين والى النظام السوفيتي ..؟
16 كانون الثاني 1923
1- يقصد لينين على مايبدوا وصف كومونة باريس باعتبارها ” الشكل السياسي المرن الى اعلى درجة ” في كتاب كارل ماركس ” الحرب الاهلية في فرنسا ” والتقدير السامي ” لمرونة الباريسيين ” الذي اعطاة ماركس في رسالتة الى كوغلمان بتاريخ 12 نيسان 1871
2- يقصد لينين الفقرة التالية من رسالة كارل ماركس الى فريدريك انجلس بتاريخ 16 نيسان 1856″ سيتوقف كل شي في المانيا على امكانية دعم الثورة البروليتارية بطبعة ما جديدة لحرب الفلاحين عندئذ سيكون كل شي على مايرام ”
2 اذار 1923
صدر في البرافدا العدد” 49″ . 4 اذار 1923
التوقيع لينين
لينني المؤلفات الطبعة الروسية الخامسة المجلد 45
تعريب دار التقدم موسكو
لينين في الثورة والثورة الثقافية 1966