المفكر والباحث العراقي د.عبدالحسين في حوار مع “الساقية برس”
مؤتمر المسؤولية المجتمعية خط الدفاع عن حقوق الطفل
صورة الطفل صورة التنمية وفي مجتمعاتنا مازال من “البروليتاريا الرثة”
إعلان الخرطوم من أجل الأطفال يتعلق بهذه المبادئ..
حوار- حنان الطيب:
وصف المفكر والباحث والأكاديمي بروفيسيور عبد الحسين شعبان، أحد ممثلي دولة العراق في المؤتمر العربي الإفريقي الأول للمسؤولية المجتمعية لحقوق الطفل الأساسية والذي عُقد مؤخراً بالخرطوم، وصف المؤتمر بأنه خط الدفاع عن حقوق الطفل والبحث عن فلسفته.
وقال في حوار قصير مع (الساقية برس) على هامش أعمال المؤتمر بقاعة الصداقة، إن صورة الطفل صورة التنمية، مؤكداً ارتباط حقوق الأطفال بقضايا التنمية المستدامة ٢٠٣٠م.
وأشار لإعلان الخرطوم من أجل الأطفال الذي يتضمن عشرة مبادئ أساسية تتعلق بالأهداف الرئيسية لحقوق الطفل.
وقال مازال الأطفال في مجتمعاتنا من البروليتاريا الرثة.
إلى مضابط الحوار..
ماذا عن المؤتمر وارتباطة بقضية التنمية المستدامة؟
أولاً المؤتمر عبارة عن تظاهرة فكرية وثقافية كبيرة وخط الدفاع عن حقوق الطفل والبحث في فلسفة الطفولة، وتناول موضوع حقوق الأطفال ارتباطاً بقضايا التنمية المستدامة لاسيما خطة ٢٠٣٠م ، التي تتعلق بمكافحة الفقر والقضاء على الجوع والحصول على تعليم وصحة جيدة، والأمن والأمان خصوصاً الأمن الغذائي والمائي والصحي والتعليمي وكل ما يتعلق بالأمن الإنساني الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والنفسي والحقوقي والقانوني والتربوي.
واعتقد انها ترتبط ارتباطأ وثيقأ بقضية العدالة والسلام، ويمكن تحقيق التنمية المستدامة بدون تلبية الحاجات الأساسية للطفل.
ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة بدون تلبية الحاجات الأساسية للطفل والمجتمع، فالتنمية
المستدامة بمعناها المختصر تلبية حاجات الناس مع ضمان تلبية حاجات المستقبل، بل تطورت لتصبح تنمية قدرات الناس مع الحفاظ على قدرات المستقبل.
بهذا المعنى التنمية المستدامة وحقوق الطفل متلازمتان اساسيتان لايمكن فصلهما لأنهما مرتبطان ارتباطأ عضويأ، أيضاً التنمية مرتبطة عضويأ بقضية السلام والأمن وتحقيق مبادئ العدالة والتسامح، بهذا المعنى أقول إن المؤتمر بحث في كل ما يتعلق بحقوق الطفل ارتباطأ بقضية التنمية المستدامة.
أهمية المؤتمر؟
الموتمر مهم جداً وأصدر إعلان الخرطوم من أجل الأطفال، والذي يتضمن عشرة مبادئ أساسية تتعلق بالأهداف الرئيسية لحقوق الطفل، ارتباطأ بقضية التنمية ولا شك أن التنمية تقوم على قضية الأمن والأمان بالدرجة الأساسية على السلام وتحقيق العدالة لاسيما العدالة بجميع صورها وأشكالها من عدالة قانونية إجتماعية والمساواة بين الجنسين.
أيضاً ركز المؤتمر على قضية التعليم لانه الأول والأساس في قضية التنمية وحقوق الطفل ولاتنمية حقيقية بدون تلبية حقوق الطفل ولا تتحقق حقوق الطفل كاملة وغير منقوصة إلا بوجود تنمية مستدامة في جميع الحقول خصوصاً بتحقيق الأمن الغذائي والصحي والمائي وكل ما يتعلق بالأمن الإنساني.
كيف يمكن تحقيق تقدم في مجتمعاتنا؟
كلما حققنا استثمارأ في الطفولة المبكرة سنحقق تقدماً على صعيد مجتمعاتنا وتنمية مستدامة خطة العام ٢٠٣٠م الدولية، التي تتكون من ١٧ هدفا من بينها ١٢ هدفا تتعلق بصميم حقوق الطفل، ولذلك صورة الطفل صورة التنمية والمحور الذي يقاس به درجة التقدم في أي بلد فالأطفال في البلدان المتقدمة طبقة ارستقراطية، ولازال الأطفال في المنطقة يعانون أشد المعاناة من فقدانهم للكثير من الحقوق فمن حقهم الحياة الكريمة والتمتع بكافة حقوقهم.
رسالة…..؟
رسالتي الأساسية، على جميع الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية والمؤسسات والإعلام والعاملين في الحقل الديني والتشريعي والقضائي والقانوني، عليهم أن ياخذوا قضية الطفل وحقوقه بمحمل الجد لأنها قضية محورية ومركزية بقضية التنمية، ولايمكن تحقيق تنمية بدون تلبية الحد الأدنى من حقوق الطفل.
وكان الصراع بين الرأسمالية والاشتراكية صراعا على جميع المستويات لأنهما كانا يتفقان على أنهما يتسابقان لتلبية حقَق الأطفال.
الأطفال في المجتمعات المتقدمة كما ذكرت في محاضرتي يعتبرون من الطبقة الارستقراطية، وفي مجتمعاتنا مازالوا من (البروليتاريا الرثة).
بهذا المعنى علينا أن نرتقي بأطفالنا وبالطفولة بشكل عام إلى مصاف البلدان المتقدمة بتلبية الحاجات الأساسية للطفل وتنمية قدراته ومواهبه والاستماع إلى آرائه وإفساح المجال له لحرية التعبير، لتعزيز الثقة بالنفس فالأطفال هم شباب المستقبل والذين يصنعون الحياة، وأنهم بهجة الحياة مثل الريح الخفيفة التي تسبق المطر، هم آتون ليحتلوا مكانهم وليبدعوا وتزدهر بهم مجتمعاتهم.