سلسلة “سفيتلانا اليكسييفيتش” ( أصوات الوهم )
خصائص نموذج النوع الأدبي
ن.أ. سيفاكوفا
ترجمة: د . تحسين رزاق عزيز
موضوع هذه المقالة هو الكتب الوثائقية لسفيتلانا اليكسييفيتش التي تضمها سلسلة «أصوات الوهم» حُددت وفق مادة هذه الأعمال المعايير التي تساعد على وصف خصائص الفن الأدبي «التوثيق الجديد».
يمكن أن نميز في الأدب الحديث الوثائقي الحديث خطاً كاملاً من الأعمال الأدبية التي يتخلى فيها وصف الواقع غير اللفظي بدرجة أو أخرى عن محله للمادة اللفظية البحتة أي لأقوال الكلام التي تعود لشخصيات مختلفة.
ولمّا كانت هذه الأصوات مقاطع من كلام شخص حقيقي فإنها تملي فضاء العمل الأدبي وتصبح موصلات لقصد المؤلف , إذ يجمع المؤلف في نص موحد مبني وفق مبدأ « المهيمن الدلالي » مجموعة من المقابلات والمقاطع من أحاديث ومونولوجات مختصرة أحياناً الى حد أن تكون عبارات منفصلة.
يمتاز هذا النص بالمقطعية وخرق العلاقات النتائجية السببية وبعدم الاستقامة وبالتأمل الذاتي والإشباع العاطفي , وينبغي التأكيد على ميزة إضافية أخرى : هي أن المؤلف يخلق مثل هذا النتاج الأدبي بالاستناد الى تجربة حياة شخص آخر وعلى أساس حكاية سمعها ويرويها أحياناً بكلماته وفي أحيان أخرى يقدم عرضاً لتسجيل لصوت حي بدرجات مختلفة من المعالجة , إن التجارب الجمالية في الأعمال الوثائقية التي تقوم على أساس الصوت البشري ، تلائم نزعات المرحلة الحالية من تطور هذا النوع الأدبي التي تذكرت ماكارونا من بينها «عدم وضوح الحدود بين السرد الوثائقي والخيالي» وفسرت هذه الحقيقة «بأزمة القانون الكوني» التي هي من سمات ثقافة نهاية القرن العشرين كلها (1، ص 281).
إن الأعمال الأدبية التي تترتب فيها الأصوات البشرية بصورة تركيبية في وحدة متكاملة تُجمع بوضوح في مجموعة منفصلة لها عدد معين من الميزات الفنية التي تتجلى على مستوى المضمون أو على مستوى الشكل على حد سواء , وأكثر الأعمال « دقة وصفاء » في هذا النوع الفني النتاجات الوثائقية لسفيتلانا اليكسييفيتش التي تعد أساساً لبناء نموذج نظري.
تتضح تدريجياً إمكانيات هذا النوع الأدبي الذي تطور في أعمال سفيتلانا اليكسييفيتش , وإذا تتبعنا تغيره من كتاب الى كتاب يمكننا تحديد بعض الجوانب التي تجعلنا نتحدث عن النثر الوثائقي عند سفيتلانا اليكسيفيتش بوصفه نظاماً إبداعياً متكاملاً , لديها في الوقت الحالي خمسة كتب يتحدث فيها « الإنسان الصغير » ذاته عن مصيره، وتشكل هذه المدونة التاريخية « أصوات الوهم ».
الكتاب الأول « ليس للحرب وجه أنثوي » والثاني « آخر الشهود » هما كتابان يقدمان وجهات نظر جديدة لأحداث الحرب العالمية الثانية من خلال عيون النساء والأطفال , ويحمل كتاب « فتيان الزنك » صورة أخرى تماماً للحرب التي بددت أسطورة الواقع السوفيتي , والكتاب الرابع « صلاة تشيرنوبيل » انه كتاب عن نمط الحياة وعن الوجود في الوقت نفسه، كتاب عن المواجهة بين الإنسان والكون، وهو كتاب يحكي قصة وينذر بالخطر , أما الكتاب الخامس « زمن البالات » ( زمن المستعملات ) فإنه يكمل وفقاً لرأي المؤلف سلسلة الكتب حول الوهم الكبير والإنسان الذي أنتجه هذا الوهم ( الإنسان السوفيتي ) homo soveticus.
لمّا كانت سفيتلانا أليكسييفيتش وريثة التقاليد الوطنية للأدب الوثائقي استطاعت أن تضفي على هذا النوع الفني الذي تعمل عليه، ملامح من شخصيتها، بما سمح لبعض الباحثين بالكلام عن ظاهرة إبداعها أقل مما عن ظاهرة شخصية المؤلفة ذاتها، وهكذا تأتي أهمية هذه الدراسة من ضرورة إجراء دراسة ممنهجة لخصائص النثر الوثائقي المبني على أساس أصوات الآخرين , وينطوي البحث في هذا النوع بوصفه نظاماً على تحديد العناصر الخاصة المرتبطة بصلات وعلاقات بعضها ببعض مكونة وحدة لا تتجزأ.
جدير بالذكر إن الإبداع الوثائقي لسفيتلانا اليكسييفيتش هو نظام دينامكي متغير باستمرار : فكل طبعة جديدة لكتاب تصاحبها تغييرات في المضمون و التركيب , و يرجع ذلك على ما يبدو للخلاص من القيود الرقابية (تصدر الكتب بالنسخة الأصلية) أو يعد تأكيداً لفكرة المؤلف عن التطوير الدائمة للوثائق المستمدة من الذاكرة البشرية «الحية».
يعد التركيب الطريقة الرئيسية للتنظيم الفني في الكتب الوثائقية لسفتلانا أليكسييفيتش , وهذا المفهوم المقتبس من السينما كان هو المُرَكِّم للحركة والإيقاع والزمن وبمساعدة التركيب (المونتاج) تغير المضمون وازدادت النبرات العاطفية , يختلف معنى مصطلح « التركيب » ( المونتاج ) الى حد ما في نظرية الأدب، إذ يعنى به « وسيلة لبناء العمل الأدبي الذي يسود فيه تقطع التصوير وتجزئته الى مقاطع » حيث تبدو الروابط الدلالية الداخلية بينها أكثر أهمية من ارتباطاتها المكانية الزمانية والمادية والخارجية.
وفي عملية تركيب”الأصوات” المبدأ السائد هو الربط المتسلسل : فحكايات الأبطال يتبع بعضها بعضاً من خلال دخولها في علاقات مختلفة فيما بينها. يمكن ملاحظة جمع المواد في فصول او أجزاء وفقاً لمواضيع في الكتاب الأول « ليس للحرب وجه أنثوي » وكذلك في كتب « فتيان الزنك » و « صلاة تشيرنوبيل » حيث يطبق هذا المبدأ جزئياً.
إن سفيتلانا اليكسييفيتش بوصفها مؤلفة لنتاجات وثائقية، عندما تخلق “صورة لزمانها” استناداً الى تجربة الآخرين الحياتية، تنطلق قبل كل شيء من فهم أهمية المصائر المعروضة المليئة بنوع من المعنى الذاتي , وبالتالي توجه جهودها الإبداعية لكي ينظر الى كل جزء من عناصر كتبها على أنه نتاج متكامل وقادر على الأداء المستقل , ورغم أن قصص العديد من الأبطال تُختصر بعد الأعداد الدقيق من طرف المؤلف لتصل الى مشاهد منفصلة او حتى عبارات، يسود في أعمال سفيتلانا اليكسييفيتش على العموم النهج الفردي الشخصي الذي يتجلى في سعي المؤلف لتقديم صورة شاملة لمصائر بعض الأبطال بلا « ثغرات » و انقسام داخلي.
أجبر تعدد الأصوات (بوليفونيا)، الذي يشكل محتوى كتب سفيتلانا اليكسيفيتش، الباحثين الى الالتفات الى زاوية الانكسار الخاصة لقضية المؤلف في إبداعها , إن «حضور» المؤلف في نصوص بعض الأعمال هو في حدوده الدنيا لكن الانطباع المرتبط بالإحساس بغيابه خادع تماماً، إذ يفقد القارئ إمكانية استشعار أسلوب المؤلف الخاص المتجسد في الكلمة لأن مهمة المؤلف تنحصر في نقل الإحساس المتجسد في الفكرة , ويشير الدارسون لإبداع سفيتلانا أليكسييفيتش الى الوظيفة الإعلامية الخاصة للمؤلف لأنه عندما يستمع ويسجل ويمرر عبر ذاته القصص (الاعترافات) للكثير من الناس على اختلاف مشاربهم إنما يمنح أبطاله دفعة وزخم للذاكرة وتوجيهها الى عالم الروح الودي حيث تنكشف مأساة حدث معين واستيعاب ذلك الحدث , إذ يندمج تعدد أصوات المصائر البشرية في بناء نصي واحد يجسد تصور المؤلف للحدث.
ترى سفيتلانا اليكسييفيتش مهمة إبداعها في « التسجيل الصادق لما تسمعه » و لأنها تتحاشى التدخل المباشر في قصص إبطالها فهي تنظم البنية السردية بشكل يجعل كل اعتراف فيها يكشف جانباً معيناً من فكر المؤلف , وعندما نتحدث عن «وجهة نظر» المؤلف فإننا لا نقصد نظرة المؤلف للعالم ككل و إنما نقصد بها وجهة النظر التي يعكسها المؤلف بالترتيب التركيبي للكتاب.
و استناداً الى هذا ينبغي أن يُنْظَر الى كل صورة وكل تفصيل في كتب سفيتلانا اليكسيفيتش في جانبي تقييم اثنين : جانب حياة البطل الذي حددت له الأحداث الجارية مصيره كله، وجانب فكرة الكتاب كله و هنا يخضه المضمون كله الى هدف المؤلف.
ينظر القراء الى السرد على لسان الشخصي الأول المتكلم كدليل على الأصالة ويقابل الأسلوب «الحي» للسرد بالترتيب الداخلي الصارم للعمل الأدبي , يوجه المؤلف جهوده الى البحث عن اكتشافات قاسية وضرورية تحدث في حدود شخصية الإنسان , ويتحدد حجم الحدث التاريخي بالتجربة الشخصية و بمصائر أفراد معيَّنين.
عندما تؤلف سفيتلانا اليكسييفيتش كتبها بمشاركة مع الشعب نفسه ومع ذاكرته وألمه تبقى في الوقت نفسه هي المؤلف الأصيل لأعمالها الأدبية , إنها تمتلك الحقوق “القانونية” وتتحمل المسؤولية الأخلاقية على الأحداث التاريخية المعادة صياغتها على صفحات كتبها , وبهذا يكون « إملاء » وعي المؤلف شرطاً ضرورياً لتوظيف « النوع الجديد من الفن » ويضمن سلامة ووحدة النتاج على المستوى الفكري والموضوعي.
يمكن أن نحدد على مستوى المضمون ميزة أخرى تساعد على ترتيب البنية البوليفونية المعقدة للنتاج الأدبي , فالكثيرون من الباحثين عندما يحللون الخصائص الفنية لأعمال أليكسييفيتش يتحولون الى لغة المصطلحات الموسيقية , وهذا مرتبط في المقام الأول بوجود إيقاع للسرد ظاهر في تقاطع العناصر النغمية التي تتحكم بديناميكية تطور المضمون , ورغم تفرد تركيبة كل كتاب من كتب سفيتلانا اليكسيفيتش إلا أننا يمكننا أن نحدد فيها نغمات تتخلل النتاج كله تماماً وتخلق مقدمات لتحليل بيانات المكونات الدلالية في الفضاء الداخلي لنصوص جميع الأعمال التي تضمنها سلسلة «أصوات الوهم», وتستقصي سفيتلانا اليكسيفيتش الاستكشاف في مجال الروح الذي يقوم به الإنسان في الظروف الاستثنائية المرتبطة في المقام الأول بالموت والانتحار والحرب.
الحرب بوصفها حدثاً ترتبط بصورة حتمية بمفاهيم مثل« الحياة » و « الموت » و حالة الحرب تجعل الموت عادياً ومتوقعاً لكن هذا لا يعني أن الإنسان يكف عن الخوف، فخوف الموت ببساطة يكتسب أشكالاً متنوعة يظهر وجودها على شكل نغمات محددة في جميع الكتب.
ففي كتاب « ليس للحرب وجه أنثوي . . » تتحقق هذه النغمة على هيأة خوف البنات من الظهور بشكل غير جميل في ساحة المعركة : « كنت أخشى أن أرقد قبيحة بعد الموت وأن لا تمزقني القذيفة إرباً إرباً . . » (2 صفحة 211).
وفي كتاب «فتيان الزنك» يكتسب الخوف من الموت صيغة قيمية: فمن خلال إدراك قيمة الحياة الشخصية تُعرف قيمة حياة الأفراد الآخرين : «الخوف أكثر إنسانية من الشجاعة، ان تخاف ستشفق ولو على نفسك فقط . . وستطرد الخوف من اللاوعي , ولا ترغب بالتفكير أنك سترقد صاغراً وحقيراً بعيداً عن بيتك بألف كيلومتر» (3، صفحة 24).
إن صورة الفتاة القتيلة التي هي تجسيد مادي للخوف من الظهور بشكل غير جميل بعد الموت تتحول الى صورة طفلة صغيرة قتيلة في كتاب «الشهود الأواخر»: « في صباح الثاني والعشرين من حزيران عام واحد وأربعين كانت طفلة قتيلة ودميتها ترقد في أحد شوارع بريست» (4، صفحة 3). ي
تكامل هذا التسلسل في النغمات، الذي يعكس انتهاك جميع قوانين الحياة، بصورة الدمية المحطمة: «بدا لي هنالك كل شيء بإنصاف، وهنا صعقت عندما تذكرت الطفلة الصغيرة الراقدة على التراب بلا يدين ولا رجلين . . كالدمية المحطمة» (3،صفحة 26) «فتيان الزنك».
وفي كتاب «صلاة تشيرنويل» لا يحمل موت الأطفال من الخارج طابع العنف، إنما هو العنف الذي ينتهك التطور الطبيعي للحياة. والأطفال ليس لديهم الوقت ليكبروا ويتجاوزوا حدود عالم الأطفال: «وضعوها على الباب . . على الباب الذي رقد عليه أبي ذات مرّة , حتى أحضر تابوت صغير . . كان التابوت صغيراً مثل علبة الدمية الصغيرة» (3، صفحة 440).
الحرب في كتب سفيتلانا اليكسييفيتش ليست ظرفاً للعنف المفرط فحسب بل كذلك وسيلة للانغماس المفرط في الحدود الداخلية ، إنها قوة دافعة تساعد على التأمل الداخلي للوصول الى اكتشافات مخيفة بصراحتها، يجري إدراك الأبطال لحقائق الحياة المهمة في الكتب المختلفة في حالات متشابهة.
ويعتمد المؤلف هذه الحالات بوعي بدلاً عن الصيغ اللفظية، ومن ثم يربط هذه العقد في تسلسل معيّن ويبني بهذه الشاكلة قولاً موحداً بلغة الدوافع و الروابط الدلالية الثابتة فيما بينها , وهذا يضمن أن يكف الحدث المحوري الخارجي المتمركز في السرد عن أداء وضيفة الدمج.
إذ تُجمَع الحكايات المسجلة في وحدة متكاملة نتيجة لتفاعل الصلات الدلالية الداخلية التي تمثل ترتيباً نغمياً معقداً يدعم فكرة المؤلف كبنية هيكلية، أو نتيجة لاستعمال وسائل فنية خاصة (فردية خاصة بالمؤلف) تتغلب على تفتت السرد , وهكذا فإن الانفعال الخارجي لا يعني انفصال المعاني، بل إن احتواء كل كتاب على عدة حوافز ونغمات تشكل أساس المستوى النصي، يعني وصف تفاصيل هذا النوع الفني بصورة مقنعة للغاية.
يمتاز النوع الأدبي الذي أتقنته سفيتلانا اليكسييفيتش وطورته باستخدام الذكريات الشخصية كعنصر بنائي أساسي لكن الإشباع السيكولوجي العميق يُخرج السرد من أطار الواقع التاريخي المحدد و يحول حقائق الذاكرة الفردية الى حقائق ذات قيمة روحية عامة.
تعمل سفيتلانا أليكسييفيتش مقابلات ثم تحول القصص التي تسمعها الى وثائق مكتوبة رابطةً إياها في تسلسل معيَّن وفقاً لتصورها الخاص , و مع أن هذه النصوص مبنية على أساس المونتاج إلا أنها تمثل نصاً موحداً أنتجه مؤلف والأصوات التي تصدح فيه وإن كانت أحياناً متناقضة لكنها ليست متضاربة من ناحية الأسلوب , وهذه الخاصية في النظام الأسلوبي لنتاجات «التوثيق الجديد» تتوافق مع مفاهيم ف.ي.خاليزيف الذي يرى أن «النتاج الأدبي يصح وصفه كمونولوج للمؤلف من نوع خاص موجه الى القارئ.
إنه يمثل كيان فوق كلامي من نوع خاص كأنه “مونولوج فائق” عناصره هي أقوال الشخصيات والرواة والقصاصين» (5، صفحة 276) , تستكشف سفيتلانا اليكسييفيتش المصير الحقيقي للإنسان من وجهة نظر معينة وفي سياق معيَّن , إن عالم الأصوات المشبع بالمشاعر الحقيقية التي تناقض أحياناً بعضها البعض وتستبعده، يملأ فضاء الكتب ويضفي عليها صفة «وثيقة العصر الأصلية».
وهكذا يمثل «التوثيق الجديد» نوعاً أدبياً نامياً ذا سمات فنية مرنة الحركة، ويمكن أن نحدد المعايير التي تميز هذا النوع الأدبي بما يلي : وحدة فكرة المؤلف التي تربط «تعدد الأصوات» في البناء النصي للنتاج الأدبي على مستوى المضمون؛ وجود الفكرة / الصورة للحدث الأكبر التي تنظم السرد على المستويين الدلالي والتركيبي؛ الوحدة الأسلوبية المتكاملة لنص المؤلف (ما فوق المونولوج) في بنية النتاج؛ وجود مجموعة من النغمات التي تسهم في ترتيب البنية البوليفونية (المتعددة الأصوات ) للنتاج في المخطط التركيبي.
المصادر:
- ماركوفا، تسميات الأنواع الأدبية الخاصة بالمؤلف في النثر الروسي المعاصر بوصفها مؤشر على أزمة الوعي بالأنواع /ت.ماركوفا// مجلة قضايا الأدب،2011، العدد 1، ص280-290.
- اليكسييفيتش، س. ليس للحرب وجه أنثوي. مينسك، 1985-317 صفحة.
- اليكسييفيتش، س. فتيان الزنك. مفتونون بالموت. صلاة تشيرنوبيل. موسكو، 1998، – 608 صفحة.
- اليكسيفيتش، س. آخر الشهود، كتاب قصص ليس للأطفال. موسكو ، 1985.-175 صفحة.
- خاليزيف، ف.ي. نظرية الأدب، موسكو، 2000 -398 صفحة.