صرخ به: عد إلى أفريقيا!
على شاشات التلفزيون الفرنسي شاهدت في نشرات الأخبار نائباً في المجلس النيابي يبدي رأيه في رفض إيطاليا لاستقبال باخرة مهجرين اسمها «أوشن فايكنغ» تحمل 234 مهاجراً من بلادهم إلى الغرب مع 53 من الأطفال أملاً بحياة أفضل في الغرب. رفضت إيطاليا استقبالهم بعدما صارت تحت حكم يميني، والنائب في المجلس النيابي الفرنسي يطالب باستقبالهم، وتصادف أن هذا النائب أسود البشرة أفريقي الملامح، وبدلاً من أن يحاوره زميل له في المجلس النيابي صرخ به: عد إلى أفريقيا! غارلوس بيلونغو أسود البشرة لم يرد على زميله في المجلس النيابي، ولكن اعترض كثير من النواب على هذا المنطق العنصري الذي اعتبروه عودة إلى العنصرية الأوروبية. واتفق نواب المجلس مع رئيسة الوزراء بمعاقبة النائب الذي قال لزميله النيابي «عد إلى أفريقيا»، بل وعاقبوه وكان العقاب حرمانه من حضور الجلسات في المجلس النيابي الفرنسي طوال أسبوعين، بالإضافة إلى عقاب مادي من مخصصاته كنائب. وهذا العقاب رائع لأنه يعبر عن رفض زملائه في المجلس النيابي الفرنسي للعنصرية البشعة. النائب الأسود أفريقي الملامح كان هادئاً وضبط أعصابه ولم يرد على زميله حول عودته إلى أفريقيا كمن يقول كقرد عد إلى شجرتك، بل تعامل مع النائب المضاد لزنوجيته الخارجية بهدوء وصمت، مما يؤكد أنه يستحق منصبه، وأن البشرة ليست أكثر من قشرة خارجية للإنسان، ولكن كيف نقنع العنصريين في الغرب بذلك؟
مهاجرون حلماً بحياة أفضل
يهاجرون من جحيم بلادهم ولا يدرون أنهم سيجدون جحيماً غربياً آخر في استقبالهم. وهكذا وصلت باخرة «أوشن فايكنغ» التي تحمل 234 مهاجراً من جنسيات مختلفة بينهم حوالي 50 طفلاً وطفلة كما ذكرت الإذاعات، وحاول من فيها الهبوط منها في مرفأ إيطالي، ورفضت إيطاليا استقبالها لهم في أي من مرافئها. وهكذا اتجهت باخرة المهاجرين «أوشن فايكنغ» إلى فرنسا. وتعددت الآراء بين من يعلن أن فرنسا لا تستطيع استقبال بؤس العالم كله (مارين لوبان مثلاً) ومن رضي باستقبالهم لأسباب إنسانية. وتأزمت العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا وإيطاليا، ولكن بلداناً أوروبية أخرى أبدت استعدادها لاستقبال بعض المهاجرين الذين صارت حياتهم بائسة على ظهر الباخرة، وهكذا تقاسمت ألمانيا وسواها كما فرنسا هذه الدفعة المهاجرة. وفي نظري، لإعفاء أولئك المهاجرين من الذل والرفض هنا وهناك، فالحل الوحيد دائماً أن نجعل من بلداننا ويجعلون من بلدانهم مكاناً صالحاً للعيش بدلاً من تسول الإقامة في بلدان أخرى.. وما أكثر اللبنانيين الذين يهاجرون أو يحلمون بالهجرة بعدما تعبوا من محاولة إصلاح الأحوال في بلدهم الذي كان يدعى سويسرا الشرق وصار جحيم الشرق!
البنوك وهموم لبنان
كثيرة هي الهموم اللبنانية.. ومنها عجز المودعين في البنوك عن استعادة أموالهم. وهكذا نطالع كل أسبوع خبراً عن مودعة أو مودع يحاول استعادة بعض أمواله لأنه بحاجة إليها، وهذا من حقه. ولا أعتقد أصلاً أنه مرغم على إبداء السبب الذي يدعوه لاستعادة بعض ماله (من مرض لابن أو أخت أو أم) فالمال ماله وليس مضطراً للقول لماذا يريد استعادة ماله أو بعضه من البنك اللبناني، ومن حق كل إنسان أن يتصرف بماله كما يحلو له دون أن يذيع سبب ذلك أو يبرره!
وصارت البنوك في لبنان محروسة؛ أي حراسة السارق ضد صاحب الحق.. ونقرأ كل أسبوع تقريباً أخباراً عن (اقتحام) مودعة أو مودع لأحد البنوك اللبنانية للمطالبة بأمواله أو بعضها، ووقوف رجال الأمن ضدهم بل وضرب بعضهم أحياناً!
وهكذا يتم في لبنان حماية السارق وضرب صاحب الحق. هل يعقل ذلك؟ ومن يرضى بحكم لا ينحاز إلى صاحب الحق بل ويقوم بحماية سارقه منه؟
أحمل علم فلسطين في قلبي
قرأت عن بطل العالم السابق في المصارعة (نورماغوميدوف) رفع علم فلسطين في أبوظبي الإماراتية كما سبق أن فعل المصارع النمساوي فيلهام أوت في فيينا رافعاً علم فلسطين.. وجدت ذلك إنسانياً ورائعاً. ومن طرفي، أحمل العلم الفلسطيني في قلبي وفي أبجديتي، وألوح به وأنا أتذكر شهداء فلسطين الذين اغتالهم العدو الإسرائيلي، وأذكر منهم كمثال غسان كنفاني.
تراه يراني من الأبدية وأنا أحمل العلم الفلسطيني في قلبي وألوح به في وجه العالم؟
الحب لم ينقرض!
عالم الحب ما زال يخفق في بعض القلوب، وهكذا حين بتر تمساح في زيمبابوي ذراع شابة جميلة مخطوبة، لم يتخل عنها خطيبها. بل تزوج منها ومن يدها المبتورة هدية العرس يد اصطناعية كي لا تشعر حبيبته وزوجته بالنقص!
ثمة مشاعر نبيلة كثيرة انقرضت من عالمنا، لكن الحب ليس من بعضها. وفي عالمنا المتوحش، نحن بحاجة لسماع قصص حقيقية للحب الكبير.. فالحب ليس بحاجة حقاً إلى احتفالات خارجية كبيرة، فهو يقيم في القلب؛ ولذا، عقد قرانها في المستشفى.