“الإطار التنسيقي” و”عقلانيته المنافقة” في عدم مواجهة الوجود الأميركي
علاء اللامي*
يروى – دون أن أجزمَ بصحة الرواية – أن الرئيس المصري جمال عبد الناصر انزعج من مماطلة وتردد النظام القومي في العراق برئاسة عبد السلام محمد عارف في الوفاء بوعوده وإعلان الوحدة العربية الفورية مع مصر، ومعلوم أن هذا النظام جيء به أصلا في انقلاب 8 شباط 1963 بدعوى تسريع إقامة الوحدة والقضاء على رافضيها من اليساريين والقاسميين العراقيين وغيرهم. وحين سأل عبد الناصر الرئيس العراقي عن سبب هذه المماطلة قال له الأخير ما معناه “إن الوضع في العراق معقد وأن تركيبة الشعب العراقي مختلفة وأن وأن …إلخ”! وهنا قاطعه عبد الناصر بقوله:
-أومال قتلوا الراجل – عبد الكريم قاسم – وجماعته ليه؟ ماهو كان بيقول الكلام ده بالضبط؟
ذكرني بهذه المروية ما قاله المحلل السياسي “المقرب على الإطار التنسيقي” جاسم الموسوي في حديثه قبل يومين لإحدى الصحف البغدادية / الرابط1، والذي اعترف ضمناً وبكلمات واضحة بأن العراق ما يزال بلدا محتلا أميركياً بهدف ضمان أمن إسرائيل وأن المواجهة ضد الأميركيين خاسرة وأن العقلانية إنما تكمن في عدم المطالبة بإخراج قواته أو استهدافها والخروج على خطوطها الحمراء ومنها ضمان أمن إسرائيل!
صدقاً لم أجد الكلمات المناسبة للتعليق على هذا الهراء – الذي قد لا يمثل كل أطراف الإطار التنسيقي ولكن الموسوي لم ينفرد به بل كرره آخرون كالمالكي في لقاء تلفزيوني تطرقت له في منشور سابق، وقام السوداني بالعديد من الإجراءات والتصرفات التي تؤكد مضمونه المهادن للاحتلال والقابل بخطوطه الحمراء التي تعني بقاء العراق مستباحا ضعيفا بلا سيادة ولا استقلال، ينهشه الفاسدون المحليون والأجانب. لا تعليق إذن، إذ يبدو أننا غادرنا لغة المنطق والعقلانية الحقيقية وتحولنا إلى نوع من الهذر المنفلت والمنافق وغير المنضبط، وحسبنا أن نتذكر بعض مَن اتهمتهم قيادات “الإطار التنسيقي” بأشنع الاتهامات وفي مقدمتها “العمالة لأميركا” – وبعضهم كانوا حقا يستحقون التهمة ولكنهم لم يجرؤوا على أن يفعلوا ويقولوا ما قاله “الإطاريون” اليوم- زد على ذلك أن اتهامات الإطاريين بالعمالة لأميركا لم تستثنِ حتى المتظاهرين السلميين من شباب العراق الذين خرجوا يطالبون بوطن وحياة كريمة ولم تقف أميركا معهم أبدا مثلما وقفت مع الثورات الملونة المخترقة بل وقفت مع النظام الذي قتلهم وفبركت له مخرجا ومتنفسا من أزمته الخانقة بحيلة الانتخابات المبكرة التي أخرجتها بلاسخارت بدعم مرجعي ديني محلي فأعادت أحزاب ومليشيات الفساد إلى الحكم برضى أميركا هذه المرة! فقرات من تقرير إخباري:
*المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي جاسم الموسوي قال: إن عدم مطالبة الإطار التنسيقي بخروج القوات الأمريكية ناتج عن تفكير عقلاني، وهذا تبين في توقف استهداف القوات والمؤسسات الأمريكية، من قبل مجاميع محسوبة على الحشد الشعبي والإطار التنسيقي.
*وإن التحدي الحالي هو تحد داخلي أكثر من كونه تحديا خارجيا فضلاً عن أن فتح جبهة مع الأمريكان نتيجتها الخسارة.
*فالأمريكان كانوا قد أبلغوا الوفد العراقي أنهم هم من وضعوا السياسيين الحاليين في مناصبهم، وهم من أزاحوا نظام صدام حسين.
*الولايات المتحدة لديها خطوط حمر في الشرق الأوسط، لا يمكن تجاوزها، تتمثل بالقواعد العسكرية أولاً، الثروات ثانياً، المياه الدولية ثالثاً، وأخيراً أمن إسرائيل.
*القوات الأمريكية لا تنسحب من العراق بسهولة، السبب عائد لاستحالة إقناع القيادة الأمريكية دبلوماسياً بالانسحاب من العراق، وحتى الأساليب الأخرى كالعنف لن توصل العراق إلى نتيجة.
*الخبير الأمني فاضل أبو رغيف يبدي قلقه “من إمكانية وقدرات سلاح الدفاع الجوي، الذي لا يمتلك الرادارات المتطورة، التي تمثل أسس الأمن القومي لكل بلد”، يؤشر “عدم قدرة البلد المتحالف مع الولايات المتحدة على امتلاك أسلحة الدفاع الجوي، لأن الولايات المتحدة ترفض شراء المتحالفين معها أسلحة مصنوعة في بلدان أخرى، مع رفضها لهذا النوع من الأسلحة”.
*خلال العام الحالي، استلم العراق 5 رادارات أمريكية وفرنسية الصنع، وكانت “العالم الجديد” من أولى الصحف التي كشفت عن موعد وصولها وخارطة توزيعها، ولغاية الآن جرى نصب رادار واحد منها في قاعدة عين الأسد بالانبار.
*رابط التقرير الإخباري في الذكرى الأولى للانسحاب الأمريكي … الفصائل تدرك “الخسارة” وقلق من “الغطاء الجوي”:
https://al-aalem.com/news/70384-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A
-أومال قتلوا الراجل – عبد الكريم قاسم – وجماعته ليه؟ ماهو كان بيقول الكلام ده بالضبط؟
ذكرني بهذه المروية ما قاله المحلل السياسي “المقرب على الإطار التنسيقي” جاسم الموسوي في حديثه قبل يومين لإحدى الصحف البغدادية / الرابط1، والذي اعترف ضمناً وبكلمات واضحة بأن العراق ما يزال بلدا محتلا أميركياً بهدف ضمان أمن إسرائيل وأن المواجهة ضد الأميركيين خاسرة وأن العقلانية إنما تكمن في عدم المطالبة بإخراج قواته أو استهدافها والخروج على خطوطها الحمراء ومنها ضمان أمن إسرائيل!
صدقاً لم أجد الكلمات المناسبة للتعليق على هذا الهراء – الذي قد لا يمثل كل أطراف الإطار التنسيقي ولكن الموسوي لم ينفرد به بل كرره آخرون كالمالكي في لقاء تلفزيوني تطرقت له في منشور سابق، وقام السوداني بالعديد من الإجراءات والتصرفات التي تؤكد مضمونه المهادن للاحتلال والقابل بخطوطه الحمراء التي تعني بقاء العراق مستباحا ضعيفا بلا سيادة ولا استقلال، ينهشه الفاسدون المحليون والأجانب. لا تعليق إذن، إذ يبدو أننا غادرنا لغة المنطق والعقلانية الحقيقية وتحولنا إلى نوع من الهذر المنفلت والمنافق وغير المنضبط، وحسبنا أن نتذكر بعض مَن اتهمتهم قيادات “الإطار التنسيقي” بأشنع الاتهامات وفي مقدمتها “العمالة لأميركا” – وبعضهم كانوا حقا يستحقون التهمة ولكنهم لم يجرؤوا على أن يفعلوا ويقولوا ما قاله “الإطاريون” اليوم- زد على ذلك أن اتهامات الإطاريين بالعمالة لأميركا لم تستثنِ حتى المتظاهرين السلميين من شباب العراق الذين خرجوا يطالبون بوطن وحياة كريمة ولم تقف أميركا معهم أبدا مثلما وقفت مع الثورات الملونة المخترقة بل وقفت مع النظام الذي قتلهم وفبركت له مخرجا ومتنفسا من أزمته الخانقة بحيلة الانتخابات المبكرة التي أخرجتها بلاسخارت بدعم مرجعي ديني محلي فأعادت أحزاب ومليشيات الفساد إلى الحكم برضى أميركا هذه المرة! فقرات من تقرير إخباري:
*المحلل السياسي المقرب من الإطار التنسيقي جاسم الموسوي قال: إن عدم مطالبة الإطار التنسيقي بخروج القوات الأمريكية ناتج عن تفكير عقلاني، وهذا تبين في توقف استهداف القوات والمؤسسات الأمريكية، من قبل مجاميع محسوبة على الحشد الشعبي والإطار التنسيقي.
*وإن التحدي الحالي هو تحد داخلي أكثر من كونه تحديا خارجيا فضلاً عن أن فتح جبهة مع الأمريكان نتيجتها الخسارة.
*فالأمريكان كانوا قد أبلغوا الوفد العراقي أنهم هم من وضعوا السياسيين الحاليين في مناصبهم، وهم من أزاحوا نظام صدام حسين.
*الولايات المتحدة لديها خطوط حمر في الشرق الأوسط، لا يمكن تجاوزها، تتمثل بالقواعد العسكرية أولاً، الثروات ثانياً، المياه الدولية ثالثاً، وأخيراً أمن إسرائيل.
*القوات الأمريكية لا تنسحب من العراق بسهولة، السبب عائد لاستحالة إقناع القيادة الأمريكية دبلوماسياً بالانسحاب من العراق، وحتى الأساليب الأخرى كالعنف لن توصل العراق إلى نتيجة.
*الخبير الأمني فاضل أبو رغيف يبدي قلقه “من إمكانية وقدرات سلاح الدفاع الجوي، الذي لا يمتلك الرادارات المتطورة، التي تمثل أسس الأمن القومي لكل بلد”، يؤشر “عدم قدرة البلد المتحالف مع الولايات المتحدة على امتلاك أسلحة الدفاع الجوي، لأن الولايات المتحدة ترفض شراء المتحالفين معها أسلحة مصنوعة في بلدان أخرى، مع رفضها لهذا النوع من الأسلحة”.
*خلال العام الحالي، استلم العراق 5 رادارات أمريكية وفرنسية الصنع، وكانت “العالم الجديد” من أولى الصحف التي كشفت عن موعد وصولها وخارطة توزيعها، ولغاية الآن جرى نصب رادار واحد منها في قاعدة عين الأسد بالانبار.
*رابط التقرير الإخباري في الذكرى الأولى للانسحاب الأمريكي … الفصائل تدرك “الخسارة” وقلق من “الغطاء الجوي”:
https://al-aalem.com/news/70384-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-%D9%84%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AD%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A
Svara
Svara alla
Vidarebefordra