حوار مع جريدة الكومبس . أجراه الصحفي ”عمار السبع .
جريدة الكومبس تصدر بمملكة السويد للناطقين باللغة العربية .
سؤال .. حدثنا عن بداياتك وما هو تأثير قرية الهويدر في نشأتك الادبية ؟
من هناك بدأت الحكاية .. من بين جدران بيتنا الطيني القديم المعلق بين نهرين جارفين يتدفقا جريانا صافيا من الماء الزلال ، بين عتبة باب بيتنا والممشى الترابي كنطرة عبور ، مما كان يسبب قلقا دائما ومزعجا الى أمي ، خوفا علي من السقوط في النهر ، لانه سقطت ذات مرة وجرفني النهر لولا أبن جيراننا عباس أبن ميزر لكنت في عداد الموتى ، ويكاد لا يخلوا عاما الا وجرف أحداً من أهالي القرية ، وذاكرتي تختزن كيف تم إنقاذ بنت جيراننا منال بنت أحمد أبو نايلون ، كنت أركض مع الناس بمحاذاة النهر لكي ننتشل الصبية منال من الغرق والموت ، مما سببت لها عاهات لازمتها طيلة حياتها .
لقد ولدت في عائلة فقيرة وكانت والدتي مفجوعة باستشهاد أخيها الضابط الشيوعي خزعل السعدي عام ١٩٦٣، وظل وشاح أمي الأسود معلقا على مشجب طفولتي ، كنت أرافقها وأنا طفل الى مأتم الموتى في ” قرية الهويدر ” ممسكا بذيول عباءتها السوداء ، ويشدني المشهد متألما الى أمي وكيف كانت تنحب وتلطم وتجهش بالبكاء ، إنها أخت الشيوعي الذي قتله الانقلابيين ، من هنا بدأت تتشكل البدايات والبحث والثأر وغرس روح الانتقام في داخلي من القتلة والمثابرة ، وعبر القلم تمكنت من التعبير عن ذاتي والإبداع الادبي .
فالبيئة هي التي حددت مساراتي ، في كل الاحوال لم تكن بمحض إرادتي وأختياري ، لكن لو خيروني اليوم بعد هذه التجارب المريرة والمعرفة الطويلة فلن أختار غير الفكر الماركسي بمثله وقيمه الانسانية وبناء الانسان ، الذي أنتمي له ، واكتشفت بعد سنوات طويلة من النضال والقراءة والتجربة أن أغلب العراقيين ، الذين أنتموا للاحزاب لم يكن عن وعي ودراية وأطلاع ، وأنما بفعل وتأثير البيئة والعشيرة والقبيلة ، ولهذا لم نتمكن من تجاوز مخلفات الماضي حيث بقيت عالقة في نمطية تفكيرنا ولا يمكن عبورها الا بالدراسة والمعرفة والتقصي والشجاعة .
أضرب لك مثلاً حياً وواقعياً ، أبنتي سدير جاءتني يوما وقالت لي أريد أصير شيوعية وأنتمي الى حزب اليسار السويدي ، قلت لها لا مانع لي لكن على شرط ان تقرئي عنه كثيرا كتاريخ ونضال ومواقف ، وعندما قرأت وذهبت لأول إجتماع ، قالت لي مجرد كلام وثرثرة وأنشاء .
وايضا مرة سألت رفيق قديم على أعتاب أبواب الانتخابات السويدية ، من راح تنتخب ؟ عالجني سريعا بالجواب السريع حزب اليسار وهو لم يقرأ عنه حرفاً واحداً ، مجرد لانه أسم براق كأسم اليسار . ومرة أحضرت أمسية لاحد قادة حزب اليسار السويدي . وسألته ما مفهوم اليسار بالنسبة لكم ، وهل تعتبرون نفسكم ماركسيين لينينين ، أجابني بالرفض نحن حزب أجتماعي أهدافنا بعيدة عن مباديء الشيوعية .
أنا شخصيا بعد سنوات طويلة من النضال والقراءة والمعرفة والتقصي لحد الفضول والاطلاع في بواطن الكتب والتاريخ المنسي ، بدأت أنبش في جراح الماضي وأدس فيها كثيراً من الملح ، مما لم يحس بطعمه عديمي الذوق ببهارات الوطن ، ولهذا بدأت أتكلم بصوت عالي بعيداً ، عن الدبلوماسية والمداراة مما أثارت حقد النفوس المريضة والمترددين والمهزومين .
نعم … أنا غادرت الهويدر منذ عام ١٩٨٣ ، لكن هي لم تغادرني بقيت توشوش فيني كل يوم أين حللت ورحلت هي التي وشوشت إبداعي ودعتني أن أكتب للبحث عن ذاتي ، فلا عدة للكتابة لي الا الحنين لقرية الهويدر وذكرى الماضي .
يومياً … يشدني الحنين لها والى مرابع وملاعب طفولتي والى مقاهيها وشوارعها الضيقة ومقهى دردي وأبو ستار والحاج إبراهيم جولاغ وسأبقى أعشقها وهناك أمل كبير أن أعود لها يوماً ، حتى لو كنت ميتا ً.
منذ طفولتي ، كنت أرافق والدي الى دكانه الصغير بين مقاهي قرية الهويدر ، كنت أصغي بعينيه وآذنيه لما يدار من أطراف حديث في داخل دكان أبي عن البؤس والكدح والظلم السياسي والاجتماعي والجياع الحالمين بحياة الكرامة ، فهذا هو التاريخ دفعني أن أكتب للتعبير عنه من خلال الادب الانساني .
سؤال …. تقيم منذ سنوات طويلة في السويد ماذا أخذت منك الغربة وماذا أضافت ؟.
أخذت مني الكثير ، وأيضا أعطتني الكثير على مستويات التجربة والاستقرار والعائلة والكتابة والآمان وحرية التعبير بحدود آليات نمط النظام الرأسمالي ، في مالمو السويدية أستقريت بعد معاناة طويلة وتجربة مرة بين السجن والجبل ومعاناة البلدان التي قذفتني الرياح لها ، وكانت النتائج تكوين عائلة مع فلذات كبد يطيرن العقل وثمرات نضالي بيدر وسدير ، هنا قرأت كثيرا وكتبت كثيراً ، وخرجت حول الكثير من المواقف برؤى مختلفة وأنطباعات جديدة عكس المسلمات التي قيدت من أبداعنا وبحثنا ، وما زلت أبحث في بطون التاريخ سهرانا مع كتبي في عتمة الليل السويدي الهاديء .
وأيضا فقدت الكثير منذ عام ١٩٨٣ قريتي وناسها الطيبيين ، أهلي ماتوا هناك بدون نظرة آخيرة للوداع ، أبي وأمي ، وثلاثة أخوة ماتوا هناك بعد إحتلال العراق ، أبناء عمومة وأخ وأبناء أخوات وأصدقاء ورفاق ، ماتوا وأنا حزين عليهم ، وعندما أتذكرهم أشعر بالألم واليأس .
لكن من يقف اليوم ويشاهد حجم الدمار والخراب الذي لحق بأهلنا وأرضنا وتاريخنا سيعصر الألم قلبه وسيحطم الضمير كيانه وسيلعن الامريكان وعملائهم وكل من سوق لهم ولمشروعهم من عديمي الوطنية وطائفيين ومنبوذين .
سؤال …. أصدرت العديد من الكتب الادبية .. حدثنا عن كتاب الشعبة الخامسة وما قصة هذا الكتاب وكيف مرت ظروف كتابته ؟
اصدرت أربعة كتب في السويد أولها كتاب الحلم والشهادة عن حياة الضابط الشيوعي خزعل السعدي والآخر رصد الحياة السياسية العراقية وما نجم عنها بعد إحتلال العراق عام ٢٠٠٧ ”حرب الديمقراطية أحداث وسياسات ” . أما كتاب سجين الشعبة الخامسة حكايته أكثر ألما وخوفا وسطوة .. بدأت به عام ١٩٩٦وكنت مترددا خوفا من سطوة الجلاد لصرخته العالية بأدانة أساليب التعذيب الوحشي من قبل البعثيين . صدرت الطبعة الاولى عام ٢٠٠٥من قبل دار فيشون في السويد . ونال إهتمام المؤسسات السويدية ووزارة الثقافة مما دعموه ماديا بطبعة ثانية . واستحق مكانه في أروقة المؤسسات السويدية ورفوف المكتبات ثمة سجناء في السويد عندما خرجوا ، قالوا لي قرأنا كتابك في السجن ، حيث السلطات السويدية توزعه على المعتقلين ، أما الطبعة الثالثة فكانت في بغداد عن دار ميزوبوتاميا لصاحبها الكتبي الصديق المغيب مازن لطيف . أما الطبعة الرابعة فكانت من حصة دار الرافدين للنشر في بيروت وبغداد . وأيضا كتابي الآخير ” بيني وبين نفسي ” من حصة دار الرافدين للنشر والطباعة .
الشعبة الخامسة … هو سراديب الاعتقال في بناية الشعبة الخامسة في مدينة الكاظمية ، إنها قصة إعتقالي عام١٩٨٧ لمدة ٨٧ يوما ، حكاية رويتها بحرفية وأمانة تاريخية ما مررت به من أحداث في جحيم ذلك المكان المرعب والمخيف ، بعد فترة في زنزانتي فقدت أنسانيتي لحجم الاهانات وأساليب التعذيب التي تعرضت لها على مدار فترة إعتقالي ، وعلى حد قول الاديب الروسي فيودور دوستويفسكي ما أحقر الانسان عندما يآلف الألم والبكاء ، إنها إمتحان قاسي للمناضل في مواجهة عدوه ، وكيف تراوغه أن شعرت بفسحة أمل بالافلات من مخالب أسنانه الحادة ، وكيف تموت إذا تطلب الموقف ؟ . وهذا ما كنت أتمناه يومياً وأنا أشعر بالخيبة والهزيمة وحجم الذل اليومي الملقاة عليه . يقول لينين .. الثوري من يراوغ شرطيه ..
في أجواء كتابته ترددت كثيراً ليس الا شعورا بالعار والخوف ، وفي بعض تفاصيله كنت أبكي وأسأل نفسي أشلون كنت أتحمل هذا الحجم من الاهانات والتعذيب ، إنه شهادة تاريخية وصرخة مدوية ضد الحياة السياسية في العراق وتحديداً عقلية البعثيين في تعاملهم مع خصومهم .
سؤال …. كيف تتعاطى مع مصطلح مثقفو الداخل والخارج .. هل ثمة فرق ؟.
شكرا على هذا السؤال .. كنت كثير التصادم حول هذه التسمية ، وأنا شخصيا لا أجد فرقا بين هوية المثقف لانه هو أبن بيئته ، لكن المهم قيمة نتاجاته وتأثيرها في الوعي الجمعي ، في مطلع التسعينيات روج كثيراً حول هذا المصطلح ، في تهمة جاهزة لكل مثقفي الداخل لا قيمة لهم لانهم جزء من ماكنة البعث الاعلامية ، مما وضع بيننا وبينهم فواصل في الفهم والتجاوب والتضامن لا شك بان مثقفي الداخل تحملوا عبئاً كبيراً من سياسات النظام تجاه الثقافة والمثقفين وهم كانوا على أحتكاك دائم ويومي مع رغبات النظام في تبعيث الثقافة ولا مفر لهم من الخلاص ، قد يتم المناورة بهذا الموقف أو ذاك ، لكن تبقى حبيسة نفس النظام .
ساروي لك موقفيين عشتهما شخصيا . الاول عام ١٩٨٨في دمشق على هامش مهرجان المسرح العربي في فندق الشام حضر من العراق الفنان عزيز خيون للمشاركة في مسرحية ” واقدساه ” للمخرج التونسي منصف السويسي ، لا أستطيع أن أصف لك حجم البأس واليأس من مثقفوا الخارج في الهجوم على الفنان العراقي عزيز خيون في بهو فندق الشام ، وهما الأدرى بأساليب البعث وقسوته .
الموقف الثاني … عندما وصل الشاعر عدنان الصائغ الى مدينة مالمو السويدية شنت عليه حملة كبيرة باعتباره كان شاعراً محسوب على ماكنة السلطة الإعلامية ، وأقيمت له أمسيتين في حينها واحدة في الجمعية الثقافية العراقية ولم يحضرها الا خمسة أنفار كنت أحدهم أو بالاحرى . كان مسبقاً موجود حضور لكن عندما حانت اللحظة لالقاء الامسية الجميع ترك مقاعده وهرب ، بقيت أنا مع اربعة أشخاص ، وللاسف الشديد عندما أعتلى الشاعر عدنان الصائغ المنصة . ترك موضوع الشعر وأساس الامسية وعنوانها ، وبدأ يبرر موقفه وتبرأته ويتمسكن بخضوع وخوف واضحين ، مما حدا بي أن أقوم من كرسي وأوجه له كلاماً بأن أنت غير متهم حتى تدافع أمامنا بهذه الطريقة وأن كتبت للنظام ما الذي يخفيك ونحن باعلامنا نتفنن بفضح دكتاتوريته وفاشيته ، فقول يا عدنان انا كتبت لانه لا مفر لي وبدون توسلات ومسكنة وتوسل . لماذا هذا الخوف من موقفك إنه هذا البعث في العراق ومن يريد أن يزاود عليه فليتفضل في مقارعته . وللآسف عندما أستتبت أموره عبر تسلقه من خلال ناس مدعيين راح يوجه سهام حقده على الذين ناصروه ، مما يؤكد ضعف موقفه وحجم تملقه لرجالات ومؤسسات النظام السلبق
وأيضا أنعاد الموقف في أمسية ثانية في مكتبة روزنكورد ، ونفس آيات التوسل والبراءة والرعب .
لكن نفس هؤلاء مثقفو الخارج ، عندما صدام حسين أجتاح الكويت . أصدر الكويتيين مجلة في لندن باسم صوت الكويت فتزاحم عليها هؤلاء في الكتابه والتبجيل ، وعندما عاد الامريكان الكويت مع قوى التحالف من سيطرة العراقيين عليها ، توقفت المجلة وطالبوا هؤلاء بحقوقهم وهملت ولم تلبى ، في يومها تبرع أمير الكويت مليون دولار الى تجميل حديقة الحيوانات في لندن ، طالبوا هؤلاء بتسويتهم بالحيوانات في تقديري ، وأنا كنت أبن الشارع العراقي بحكم عملي الحزبي وشبكة من العلاقات بمثقف الداخل إذا مرر حرفاً واحداً في غفلة الرقيب في نقد الدكتاتورية يساوي كتب تصدر في الخارج من حيث التعبئة والتأثير .
سؤال …. البعض يقول أن هذا الزمن هو زمن الرواية .. ما هو تقيم للرواية العراقية في العقد الاخير ؟
لايمكن الحديث عن الرواية العراقية في العقد الاخير قبل الرجوع الى الماضي العراقي من تاريخ الرواية العراقية ، في سياق ترسخها كصيغة رئيسية للتعبير والخطاب الادبي في العراق . العراق يمتلك تاريخاً مميزاً في الكتابة السردية . نموذجا محمود أحمد السيد ، كان كاتب قصة مميزاً وفي زمن ما زالت الكتابة السردية في العراق محدودة . والرواية العراقية لا تقل شأنا عن الشعر في إحتلالها مساحات واسعة من ابداعات وأهتمامات العراقيين . والامثلة عندنا كثيرة من مبدعي العراق في كتابة الرواية من أحمد خلف وغائب طعمة فرمان ولطيفة الدليمي وفؤاد التكرلي ومحمد خضير ، وفي العقد الاخير ظهر جيل جديد من المبدعيين في عالم كتابة الرواية وبأسلوب أدبي جديد أستمدت أحداثها من أرض الواقع العراقية وبتقنية وأدوات أكثر تعبيرا عن حياة العراقيين ولو توقفنا عن أهم الاعمال والكتاب لبرز أمامنا قائمة طويلة من المبدعيين .
أحمد السعداوي وروايته .. فرانكشتاين في بغداد .. والتي حازت على الجائزة العالمية للرواية العربية لعام ٢٠١٤، والذي أعتبر أهم عمل روائي وأختير من بين ١٥٦ رواية .
أنعام كجه جي وروايتها ” طشاري ” وتعني الفراق والضياع . أحداث الرواية تتحدث عن عمق وتأثير الشتات في العراق ، حيث تدور الاحداث عن قصة طبيبة عراقية وأبنائها الثلاثة موزعين في ثلاثة قارات يبحثون عن مكان جديد ينتمون اليه ، وهناك أسماء عديدة بتول الخضيري ورشا فاضل وجنان جاسم حلاوي وقحطان جاسم وشاكر الانباري وسلام إبراهيم .
فالرواية العراقية لها زمنها الماضي والحاضر والمستقبل وما يمر به العراق من وضع صعب سيفرز كتاب رواية مميزين وأعمال مميزة تجسد ما آل اليه الوضع في العراق على كافة الاصعدة .
سؤال …. ما هي أبرز تحديات المثقف العربي المقيم في السويد وكيف يتمكن أن يصل أعماله الى الثقافة السويدية ؟
” الجسور مقطوعة بين الثقافة السويدية والعربية ”
هناك كم كبير من المثقفين العرب في مملكة السويد ، جاؤوا إليها بسبب أوضاع بلداننا السياسية المضطربة ، ولكثرة نتاجاتهم ونشاطاتهم لكنها لم تصل الى المرجو والى الان لم تستطيع أن تخترق المجتمع الجمعي السويدي . برزت أمامهم معوقات كثيرة في مخاطبة العقل السويدي على أقل تقدير المثقف منه بسبب ضعف في آلية الخطاب وقوته والتي هي من واقعيته . واللغة شكلت مانعاً كبيراً في التفاعل والتعاطي مع الثقافة السويدية ، مازال مثقفينا يكتبون بلغة الام ، ولاتوجد مؤسسات ولا دور نشر تتبنى هذه النتاجات في ترجمتها الى اللغة السويدية ، هناك حالات نادرة تمكنا بها من وصول صوتنا العربي ونتاجاتنا في الحضارة الانسانية عندما حاز نجيب محفوط على جائزة نوبل للاداب ، تركت تداعياتها على الثقافة السويدية ، لكن سرعان ما أنطمرت ، ونحن أيضا كعقلية عربية لم نستوعب نتاجات الآخرين على أرض السويد .
ربما لم تشدنا أو تثير أهتمامنا نتاجات الكاتب السويدي يوناس كاردل لانه شاذ جنسيا .
قرأت مقالات عديدة للكاتب الجزائري المقيم في السويد يحي أبو زكريا لتقريب الصورة وتفاعلها بين الثقافة الغربية والعربية فمع كثرة مثقفينا في السويد لم نتمكن من دغدغة مشاعر السويدين .
سؤال …. ما هو مشروعك الادبي القادم ؟
منذ سنتان وأنا منكبا على كتابي الجديد ممكن لي أن أصنفه ضمن تسميات الادب السياسي . حمل عنوان .. ترانيم على شريعة نهر ، والذي تغير عنوانه فيما بعد الى ” بيني وبين نفسي ”. هو ذلك النهر الذي لايقبل أن يودعني رغم أني ودعته مغصوباً ، وما زلت كلما هاجمتني الليالي والكوابيس وتخوت مقهى الحاج جولاغ وحلة مدارس البنات وتربع أمي على عتبة باب بيتنا أفز مفزوعا من فراشي لاوقظ العم أبو داود العربنجي واليساري ليروي قصته وخلافه مع شخصية نكه ، ذلك الامبريالي القروي ذوو الصوت الجهوري في الدفاع عن أمريكا وسياستها في المنطقة ، هذان نموذجان للصراع بين الفكر التقدمي والرجعي ومن خلالهما سأنقل القاري بتصاعد دراماتيكي الى حلبة الصراع السياسي بيننا كشيوعيين والبعثيين ودخول الاسلاميين على الخط .