حكايا من الحي العتيق .
محمد السعدي.
حكايا من الحي العتيق ”تحت هذا العنوان صدرت عن ” دار المها ” للطباعة والنشر والتوزيع للصديق أبن اللوه حاتم جعفر روايته ، والذي أهداني نسخة منها مشكورا. تمتد الرواية على مدى ٢٥٧ صفحة وعلى القطع المتوسط . وكان ضمن خطتي عدة كتب منوعة في برنامجي المرن في القراءات المختلفة ، وقد أجلت جميعها ، وباشرت بقراءة رواية صديقي ” أبو علاء ” حاتم جعفر . حكايا من الحي العتيق . الحي السكني ، الذي يعج بصخب الحياة والعلاقات والمفاجأت والحكايا بين ساكنيه وضيوف أهل الحي ومستطرقيه . أعادتني قراءة الرواية الى زمن بعيد والى تفاصيل قد تخصنا جميعاً في زمنن ما ، قد أفتقدناه طويلاً ، لكنه ساكن في ذاكرتنا وذكرياتنا يداهمنا متى ما قرأنا أو طرق سمعنا ذلك الحلم البعيد ، الذي بقى يراودنا ويغوص في أعماق روحنا ذلك الشوق السرمدي في حنين غربتنا .
الحي العتيق ، الذي يغوص حاتم جعفر في طرقاته وأسرار بيوته وتجمعاته هو حينا جميعا ، وأنا ألاحق شخصيات الحي في درامية العمل الروائي أعيش اللحظة والوقت الذان قضيتهما مع ناس وأهل أحن لهم في كل لحظة في ذاكريتي المشردة منذ أربعة عقود .. كل شخصية في الحي العتيق من هدو الى شلال المهدي أعادتني الى حينا القديم وشخصياته وتشابه أحداثه كأنها قواسم مشتركة في حياتنا . كلما تابعت ثيمة الشخصيات والوقائع شعرت بلهفة الحنين والإنتماء الى سنوات قضت من حياتنا بعيداً عن طرقاته وناسه والحكايا. تمكن حاتم جعفر في تناوله لشخصيات الحي العتيق ، أن يجسد برؤية واقعية مجسات وتقلبات ذلك الحي الذي ظل يطارده في غربته الطويلة ، ولم يفك عنه إلا أن أنتزعه من ذاكرته الحية في أهدائه الى ذلك الحي وناسه وأصدقائه . لغة الرواية وأسلوبها وحبكتها وبنائها الدرامي وبناء الشخصيات تدعوك الى التوقف على أحداثها مرة قادمة .
