حالات في الساعة.. لماذا ارتفعت نسب الطلاق في العراق إلى هذا الحد؟
كشف مجلس القضاء الأعلى في العراق عن إحصائية لمعدلات الطلاق والزواج المسجلة في الشهر الماضي، حيث تم تسجيل أكثر من 200 حالة طلاق يوميا في المحاكم العراقية، وهو ما يعادل 8 حالات في الساعة الواحدة.
وأوضح المجلس أن المحاكم العراقية سجلت خلال الشهر الماضي أكثر من ستة آلاف حالة طلاق مقابل ثلاثة آلاف حالة زواج موثقة في المحاكم العراقية.
نسب الطلاق في العراق
ورجحت نقابة المحامين العراقية أسباب ارتفاع حالات الطلاق إلى ضغوط الحياة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والبطالة، إضافة إلى الزواج المبكر والعنف الأسري، داعية إلى ضرورة إجراء حملات توعية كبيرة فيما يخص ضرب النساء وتعنيفهن في العراق.
وطالبت النقابة بزيادة عدد المتخصصين الاجتماعيين لتأدية دور إصلاحي في هذا المجال.
أسباب ارتفاع حالات الطلاق
وفي هذا الإطار، توضح الأكاديمية والباحثة الاجتماعية نضال العبادي أن مشكلة الطلاق في العراق كبيرة وصعبة في الوقت نفسه، ولها جوانب سلبية كثيرة نتيجة التدهور الاجتماعي في البلاد، كما أنها ليست ظاهرة وليدة الساعة بل هي ممتدة عبر الزمن.
وترجع العبادي ارتفاع نسب الطلاق في البلاد إلى عوامل عدة من بينها، الاستخدام المتزايد للإنترنت بشكل غير جيد، ما أدى إلى تفكك العلاقات الأسرية والزوجية، بالإضافة إلى ضعف المعلومات الزوجية لدى الزوجين حول الحقوق والواجبات، فضلاً عن البنى التحتية لبناء القاعدة الزوجية والتي تؤدي إلى بناء أسرة سليمة خالية من العاهات الاجتماعية.
ومن العوامل التي أدت أيضا إلى ارتفاع نسب الطلاق، حسب العبادي التدخل الكبير من قبل ذوي الزوجين أو أقربائهم، الأمر الذي أدى إلى توتر العلاقة الاجتماعية والتفكك الأسري والطلاق.
وتضيف الباحثة العراقية أن الزواج المبكر أيضا من الأسباب التي قد تؤدي إلى الطلاق، حيث أن الزوجين لا يعرفان ما هي متطلبات الحياة الزوجية، وما هي الواجبات وما هي الحقوق، في ظل غياب التوعية من قبل الأسرة والإعلام وبرامج الأسرة والمجتمع.
وتتابع أن الظروف الآن تغيرت وأصبحت متطلبات الحياة كثيرة، مشيرة إلى أن حالات الطلاق ما قبل 2003، لم تكن بهذه النسبة الكبيرة الموجودة حاليا، نتيجة عدم وجود متطلبات مثل وسائل التواصل الاجتماعي التي تؤثر كثيرا على الحياة الأسرية.
وفيما تلفت العبادي إلى أن أغلب القضايا في المحاكم العراقية هي بسبب وسائل التواصل، أشارت إلى ان نسبة الطلاق حسب الدراسات الاجتماعية وصلت إلى أكثر من 92% بسببها.
وبشأن نظرة المجتمع للمرأة المطلقة، تؤكد أن هنالك نظرة سلبية جدا من قبل المجتمع العراقي، وكل المجتمعات سواء كانت العربية أو الغربية، التي تنظر إلى المرأة المطلقة على أنها امرأة ليست بالمستوى المطلوب، بسبب النظرة السائدة تجاهها بأنها لم تتحمل مسؤولية الحياة الزوجية.