لسان المرجعية الناطق
يوسف السعدي
عندما توصد الابواب وتمتحن الازمات المجتمع، يجي رجال استثنائيون تهابهم الرجال والارض، يفتحون مدن البهجة و يفككون معادلات الوعي.. رجل من الطراز الخاص بدأ من القمة وانتهى منها، ورجل الاسرار والاصرار الهادئ، في عصر صخب والثائر حين يكون اصبع الوطن على زناد التحدي.
الشخصية التي تركت بصماتها على الساحة العراقية والعربية والاقليمية والدولية، مهندس التفاوض حول الملف النووي الايراني لتخفيف حدة الصراع الدولي في المنطقة، مقدم نظرية حكم الاغلبية ورفض المعادلة الظالمة بحكم الاقلية، مهندس فدرالية الوسط والجنوب التي ندفع ثمن رفضها اليوم، حيث استشعر امكانية تبدل مواقف الدول الكبرى، اتجاه الشيعة والأغلبية، لهذا فأن الفدرالية ضمان من رمال المواقف الدولية المتحركة..
كان الرجل الاقوى في الساحة العراقية، ولسان المرجعية الناطق، وامينها المؤتمن في العملية السياسية.
كان لاعبا خفيا من اجل الدستور، تحرك بالضغط والمناورة السياسية والدبلوماسية للدستور، شجاع وجرئ وصلب، فقال لان الله منحني عمرا اضافي، وكان من يفترض اعدم مع اخوتي، وان ما عملت به ضمن واجبات الشرعية، لذلك لا اخشى الموت، كان محورا في توحيد جميع البيوت السياسية، وأسس لمشروع وطني عراقي جامع.
كان محل ثقة شهيد المحراب، ويعتمد رأيه واستشارته، في الامور السياسية والجهادية والاجتماعية، وكان يتعامل مع الشهيد وفق الضوابط الشرعية، ويعتبره قائد وطاعته واجبا شرعيا قبل الاخوة.
نبوغه المبكر واهتمامه الواسع بالعلم والمعرفة ورفقة بالشهدين الصدر، كان حلقة وصل بين الصدر الاول والجماهير لانه قريب منهم وكان عضوا لجنة مشورة لصدر، والحكيم صنع منه طينة متفردة قادرة على سبر اغوار العواصف التي احاطت بالبلاد، لإعادة بلورتها بشكل حلول ناجزة
كان الامريكان لا يريدون تدخل المعارضة العراقية، على رغم من قدرتها على أسقاطه، وكان لابد من استعداد المعارضة لمرحلة ما بعد صدام، ولا بد للمعارضة من رجل حكيم، يدير شؤون التفاوض ويتدبر قراراتها ببعد استراتيجي، كانت مهمة رجل واحد اتفقت علية اطراف المعارضة وقبله المجتمع الدولي، فدخل كآمين وحارس لمصلحة الشعب العراقي ونظامه، وفيما بعد عمل على لم شتات كل قوى المعارضة، تسنم المناصب القيادية في طرف حساس جدا.
بقي جنديا وخادما للعراقيين، ومدافعا عنهم في كل المحافل، وداعيا لنصرتهم ورفع المظلومية الكبرى، فكان يتحرك بإيقاع وطني، وهاجس انساني سعيا من اجل الخلاص، الذي تحقق بعد سقوط الصنم في بغداد عام 2003، لتبدأ مرحلة اخرى من مراحل جهاد والكفاح، من اجل العراق وشعبه، أنه رجل صعاب في زمن المحن رجل القرار.
احتلال وصراع سياسي وصراعات دولية وتدخلات اقليمية، و وسط هذا الزخم الكبير من تراكمات وتعقيدات، كان عليه ان يتخذ قرارات صائبة وصعبة، وهذه تحتاج لشجاعة القيادة السياسية..
هذا الموضوع من السمات البارزة فيه، كان وضع سياسي ينتظر وثبة رجل يأخذ بزمام ويتصدى لمسوليه تاريخية، في لملمة العراق المنهار، يمتاز بالعفاف والنسك والايثار ترافقه طوال حياته، ويرى ان مصالحه الخاصة تتحقق من خلال المصالح العامة، ولا يحب كسب منصب شخصي، وهذا ما دعاه لتنازل عن رئاسة وزراء رغم شعبيته الكبيرة.
المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي وهو ليبرالي، ذكر ان الاتفاق النووي الايراني 5+1 العالمي ما بين إيران والغرب، كان مهندسه السيد عبد العزيز الحكيم طاب ثراه، ويعترف بأنه أفضل شخصيه سياسية مرت على العراق.. لذلك نقول مهما ظلمك الاعلام والحاسدون والحاقدون، ستبقى كبيرهم ايها المظلوم يا باني العراق الخالد..
سلام على عزيز العراق كلما اورق في القلب، حبا جديدا للوطن، وكلما تدافع الرصاص على سواتر التحرير، فهو رجل التحرير والمصير وحكاية الضمير