فضائيون بامتياز .
علي حسين
منذ سنوات وهذا الشعب الجاحد، يعتدي على حقوق نوري المالكي في البقاء على كرسي السلطة إلى أبد الآبدين، ويرفض أن يُمنح محمود المشهداني وسام الرافدين لجهوده في اللعب على أكثر من حبل، ويسخر من الاستعانة بحنان الفتلاوي في حل مشاكل البلاد ويحسدها على شرائها “بمالها الحر” قنوات فضائية، وتجده، وأعني الشعب، يولول ويتبرّم كلما قيل له إن حسين الشهرستاني وضع العراق في مصاف الدول الأولى في إنتاج الطاقة،
وإن الخطط الأمنية التي كان يضعها مهدي الغراوي تدرّس اليوم في أكاديمية ساندهيرست العسكرية البريطانية، وأخذت الألسن تلوك في سيرة أحمد الجبوري “أبو مازن” المسكون بإقامة دولة المزادات، لأنه أشرف على شراء منصب رئيس مجلس النواب، وبالتالي قدّم خدمة جليلة إلى هذا الشعب الذي لا يريد أن يحمد الله على نعمة محمد الحلبوسي .
ولهذا أجد نفسي متعاطفاً مع ساستنا “الميامين” وهم يجدون أنفسهم حائرين بين الولاء لكل دول العالم، وبين بطر هذا الشعب الذي لا يريد أن يقدّم شكراً للقيادة التي اجتمعت وخططت ثم قررت أن “تدلل” هذا الشعب بأن تغاضت عن غياب 120 نائباً يقبضون رواتب وامتيازات لكنهم لا يحضرون معظم جلسات البرلمان ويتمتعون بعلة دائمة للترفيه عن أنفسهم.
كنتُ قد حدّثتكم في هذه الزاوية، ماذا تفعل وسائل الإعلام عندما تكتشف أن مسؤولاً كبيراً قصّر ولو بشكل بسيط في عمله، ولا أريد أن أذكركم بحكاية نائب رئيس وزراء بريطانيا حونسون الذي استقال من منصبه، لأنّه اقام وليمه لادقائعه في وقت اعلان الحظر الصحي بسبب وباء كورونا ، فكان لا بد من أن يعتذر الرجل ويذهب إلى بيته مشيّعاً بسخرية الرأي العام، وبالأمس كدتُ أختنق من الضحك على سذاجة نائب في البرلمان السلوفيني اعترف لوسائل الإعلام بأنه لم يدفع ثمن شطيرة “ساندويتش” أخذها من أحد المطاعم، وبرر ما فعله بأنه استاء من “إهمال العاملين في المحل له”، وبعد هذا الاعتراف أعلن استقالته، وستقولون حتماً يارجل يابطران، هل هذا الخبر يجعلك تسقط على ظهرك من الضحك؟.. نعم ياسادة لأننا عشنا وشفنا مسؤولين سرقوا المليارات تحت سمع وبصر الحكومة، لكنهم لايزالون يطلبون من الشعب أن يهتف لهم في الساحات، ولأنني مواطن جاهل لم أكن أعي أنه في هذه البلاد لم يعد مسموحاً للمسؤول أن يعتذر لهذا الشعب، حتى وإن وضع البلاد على أعلى درجات سلم الخراب.
في الديمقراطيات الحقيقية يتجاوز الاعلام حدود المحرمات السياسية، وعندما يخطا السياسي او المسؤول تصبح كل افعاله تحت رحمة الصحف والفضائيات … فيما نحن لانزال نصر ان نغلق ابواب الحقيقة امام الناس ونرفع شعار ” معليكم ” .