هل صار برشلونة مزعجاً إلى هذا الحد؟
تشهد هذه الأيام ما اصطلح على تسميتها “فضيحة تيغريرا” للتحكيم، المتورط فيها نادي برشلونة الإسباني، تطورات متسارعة ليس على مستوى مسار التحقيقات ونتائجها وعواقبها، لكن بسبب تصريح رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفيرين الذي دخل على الخط ووصف التهم بالخطيرة والكبيرة، لذلك تحقق فيها السلطات القضائية الاسبانية، ولجنة الانضباط في الاتحاد الأوروبي، وتنفيها إدارة البارسا التي خرجت بدورها عن صمتها، لتندد بالحملة التي تتعرض لها، وتطالب باستقالة رئيس الاتحاد الاسباني خافيير تيباس على خلفية تقديمه أدلة كاذبة للمدعي العام لأجل توريط النادي الكتالوني بتهمة تقديم أموال لأحد مسؤولي لجنة التحكيم السابق من أجل تسهيل مهمة الفريق في مبارياته بين 2001 و2018.
السلطات الاسبانية وجهت قبل شهر، لادارة البارسا، تهما بالفساد وخيانة الأمانة وتزوير السجلات التجارية في قضية مدفوعات مالية مشبوهة كان يتلقاها نائب رئيس لجنة التحكيم الاسبانية من الرئيسين السابقين ماريا بارتوميو وساندرو روسيل، فاقت سبعة ملايين يورو من خلال شركة يملكها السيد “نيغريرا”، واعتبرتها النيابة العامة الاسبانية بمثابة رشوة لشراء الحكام، خاصة وأن التحويلات توقفت بمجرد رحيل المعني عن لجنة التحكيم سنة 2018، بينما اعتبرتها ادارة البارسا بمثابة تكاليف أتعاب مالية للشركة حصل مقابلها الفريق على نصائح وخدمات ومعلومات في مجال التحكيم، ولم تكن مقابل تسهيلات أو أي شكل من أشكال الانحياز أثناء المباريات التي لعبها البارسا على مدى سبعة عشر عاما، حقق فيها بطولات وألقابا بعيدة عن كل الشبهات.
لكن خروج رئيس الاتحاد الأوروبي عن صمته بتصريحات وصفت بالتدخل الصريح في محاولة للتأثير على مجريات التحقيق، دفعت ادارة البارسا الى الخروج عن صمتها هي أيضا ونفت كل الاتهامات وطمأنت الرأي العام من خلال مطالبة رئيس رابطة الليغا الإسبانية خافيير تيباس بالاستقالة من منصبه بسبب تقديمه شكوى غير صحيحة على النادي، وتقديم أدلة كاذبة الى المدعي العام لتجريم البارسا، كما حاولت من قبل إدارة ريال مدريد الضغط على مسؤولي الرابطة والقضاء لإدانة البارسا ومعاقبته بحرمانه من التتويج بلقب هذا الموسم، ولما لا انزاله الى الدرجة السفلى وتجريده من الألقاب التي توج بها طيلة فترة تواجد “نيغريرا” نائبا للجنة التحكيم، وهو الأمر المستبعد حدوثه حتى ولو ثبتت تهمة الفساد التي تسقط بالتقادم في اسبانيا.
معروف أن القوانين الاسبانية تسقط العقوبات على المخالفات التي تم ارتكابها قبل خمس سنوات، ما يعني أن البارسا لن يعاقب محليا على المستوى الرياضي، لكن أوروبيا اذا ثبتت التهم سيتعرض لعقوبات تصل إلى حد حرمانه من المشاركة في مسابقة دوري الأبطال، لذلك طالب تشفيرين من لجنة العقوبات الإسراع في إصدار قراراتها قبل الصيف المقبل، وكأنه يريد من جهته معاقبة البارسا على موقفه من بطولة السوبرليغ الأوروبي التي يعتبر من مؤسسيها والداعمين لتجسيدها في وقت يقف ضدها الاتحاد الأوروبي والاتحاد الدولي وحتى بعض الحكومات، كما أن إعادة انتخاب السلوفيني تشيفيرين رئيسا للاتحاد الأوروبي البارحة ينذر باستمرار الضغوطات على الاتحاد الاسباني والسلطات القضائية في اسبانيا.
الضغوطات تضاعفت وتجسدت هذه الأيام في الحملة الاعلامية التي تقودها الصحافة المدريدية وصناع الرأي الذين يسعون لادانة البارسا أمام الرأي العام المحلي والدولي بتحريض من رئيس الرابطة خافيير تيباس المطالب من إدارة البارسا بالاستقالة، وضغط من رئيس الاتحاد الأوروبي المطالب بدوره بالابتعاد عن التضخيم، على حد تعبير الصحف الكتالونية وعشاق البارسا، الذين يعتقدون أن عودة فريقهم الى الواجهة صارت تزعج.
إعلامي جزائري