الى أين تسير أمريكا بالعالم؟
رحيم الخالدي
تجنب كثيرون من المحللين في الفترة الماضية، الكتابة لإنشغالات وتأثير رمضان وأمور اخرى، لكن الأحداث المتداخلة ببعضها مشتبكة، كشبكة صياد لا يعرف ما تجنيه في آخر المطاف.. لكنها السياسة المبهمة لبعض الأسرار، عدا الذي يكشفه بعض الجريئين لنا، لكن تبقى القصة ناقصة جزءاً مهما وهو النهاية فهل سنرى نهاية أمريكا! .
الشيطان الأكبر كما سماها الراحل الامام الخميني (قدس) وهي كذلك لها أذرع كأذرع الأخطبوط، متواجدة في كل دول العالم وخصوصا المنطقة العربية، فتراها تراوغ بين السعودية والامارات، بحربهم ضد اليمن، من جانب وآخر إيران العقدة الرئيسية في المنطقة، والعراق ولبنان من جهة أخرى، بالنهاية كل من يمثل خط المقاومة، تراها مترصدة لكل حركة منها، لتكون جاهزة في التدخل بذرائع شتى، وهذا آثر سلباً علي مجمل الأوضاع..
في سبعينات القرن الماضي، تدخلت بشكل سافر في أمريكا الجنوبية، ودعمت فصائل كالكونترا، لكن إنكشاف الأمر دعى أمريكا بالتخلي عنها، والنتائج يمكن للمتطلع البحث عنها.. كل ذلك بغرض أخذ موطئ قدم لها ضد الفكر الماركسي المؤيد للإتحاد السوفيتي في وقته، وكان التصدي من قبل فيديل كاسترو فازعجهم وأوقف المشروع برمته وبقيت كوبا الدولة الوحيدة التي لم تستطع أمريكا إركاعها.
منذ عام مضى ولا زالت الحرب الأوكرانية مع روسيا مستمرة وتشتد، وكان هدفهم كما يبدوا إنهاك روسيا.. فلم يتحقق وإن طال أمد الحرب، بل كانت النتائج عكسية مع الخيارات الصعبة، التي وضعت أمريكا في موضع لا تحسد عليه، ناهيك عن بريطانيا التي تدعم الحرب بصمت دون ضجيج..
بالطبع هذا لا يغفل عنه الروس، فهم بين الحين والأخر يهددون بالضربة النووية الإضطرارية، في حالة حصول تدخل مباشر، من أي دولة اوربية حتى لو كانت بريطانيا .
أمريكا تريد بقاء الحرب حتى آخر جندي أوكراني.. ولهذا تحث أوربا على مساعدة الجيش الأوكراني، سواء بالمعدات او الأسلحة او المرتزقة، ناهيك عن الأموال.. في سبيل إستنزاف روسيا وعزلها، وهذا لحد يومنا لم يتحقق، بفضل الحنكة التي يتمتع بها بوتن والخبراء العسكريون، فما حققته وزيرة المالية لم يخطر ببال أمريكا، فان إقتصاد روسيا إزدهر حينما قررت روسيا جعل التعامل معها بالروبل الروسي .. والأحداث الجارية تبرز عكس التوقعات الأمريكية..
آخر الأحداث التي تلتهب في العالم، ما يجري في القدس، والرد الفلسطيني حول تدنيس الأقصى، والتطرف من قبل نتنياهو، فقد حرف المسطرة وجعلهم قاب قوسين أو أدنى من التفكك، الذي يخشاه قادة الصهيونية العالمية، والتمنيات بهدم الأقصى وبناء الهيكل، سيكلفهم كثيرا كون محور المقاومة وأبرز قادتها، كما يبدوا بالمرصاد حتى لو إضطروا لدخول حرب شاملة، لكن هذه المرة تختلف وليس كسابقاتها .
التوقعات تقول أن عصر هيمنة القطب الواحد، قد إنتهى وقته سيما وأن القطب المنافس، الذي جمع روسيا والصين وإيران وكوريا كقوة منافسة، قد قضى على الأحلام وتكملة التوقعات، أنَّ في الأفقْ حرباً أهلية أمريكية، قادمة لا محالة..
يضاف لذلك نزول قيمة الدولار وخفض إنتاج نفط أوبك، الذي أٌبرم بين الدول المصدرة، وإنتهاء مسألة إغراق السوق، قد أغضب أمريكا فهي ترى ما لا تريد تصديقه من أفول نجمها القادم..