أسرار آخر لقاء بين الرئيس الأسبق ووزير الخارجية الروسي
صدام: سنقاتل.. سنقاتل.. سنقاتل
موسكو
كشف الدبلوماسي الروسي السابق أرتيوم كابشوك عن تفاصيل غير مسبوقة عن اللقاء بين الرئيس العراقي صدام حسين ووزير الخارجية الروسي يفغيني بريماكوف قبل غزو العراق بشهر واحد.
وفي حديث إلى برنامج (قصارى القول) الذي يقدمه الاعلامي سلام مسافر، قال كابشوك، المذيع ومقدم البرامج في في شبكة آر تي، إن (البداية كانت بسيطة، في 22 شباط 2003 تلقيت اتصالا من وزارة الخارجية حيث أبلغت أن هناك مهمة إلى دولة عربية.. عندما وصلت إلى المطار اكتشفت أن الشخص الوحيد في انتظاري هو بريماكوف، وحصلت على التفاصيل على متن الطائرة التي لم يكن فيها سوانا وعنصر حراسة وطاقم الطائرة).
وأفاد بأن (بريماكوف جلس إلى جواري وبدأ يشرح لي مضمون الرسالة الشفهية التي كان يحملها من الرئيس)، فعرفت خطورة اللحظة.. المهمة لم تكن سهلة، هو سألني رأيي (هل تعتقد أنه يمكن أن ننجح في هذه المهمة؟)، فأجبت بالقول (إن هذه من أصعب المهمات التي أشارك بها، خصوصا أن الأمور كانت واضحة أنها تتجه نحو الغزو).
وأضاف (عندما وصلنا للقاء صدام في أحد القصور، كان على طبيعته، لم يكن يظهر عليه التوتر والقلق، معنوياته كانت عادية ومرتفعة بعض الشيء.. نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز كان يريد الاطلاع على فحوى الرسالة لكن بريماكوف رفض أن يقدم أي تفصيل له، وأصر على لقاء صدام منفردا بداية).
وأوضح كابشوك أن (الجلسة الأولى كانت على انفراد واستغرقت دقائق، كان صدام وبريماكوف وأنا ومترجم عراقي لم يتسن لي أن أتعرف على اسمه، هو يترجم من العربية إلى الروسية وأنا من الروسية إلى العربية.. الكلام الذي قيل في اللقاء الانفرادي الأول كان قصيرا وقدم فيه بريماكوف الرسالة التي قال إننا نقترح أفكارا نأمل أن تساعد في إنقاذ الموقف).
وأشار إلى أن (العنصر الأول تنحي الرئيس عن السلطة، وفي الترجمة استخدمت كلمة تنحي وليس التنازل.. صدام كان صامتا ويصغي باهتمام شديد وبدأ يسجل الكلام. العنصر الثاني للمبادرة أن تجري انتخابات عامة حرة ونزيهة. أما العنصر الثالث فهو اقتراح بقاء صدام بموقف قيادي سياسي مهم، موقع حزبي.. العنصر الرابع أن يتم التوجه إلى الشعب الأمريكي برسالة تطمين بأنه ليس للعراق نوايا شريرة)، مؤكدا أن (صدام لم يجب على هذا الكلام أبدا).
ولفت كابشوك إلى أنه (عندما انتهى اللقاء الانفرادي، طلب صدام حضور أعضاء القيادة العراقية، طارق عزيز وسعدون حمادي وعبد الحميد محمود التكريتي. وفي هذا اللقاء بدأ يعلق والرد الأول كان هذه رسالة أمريكية صهيونية، فهو كان مهووسا بهذا الموضوع.. لم يشرح موقفه الرافض، بل أصبح يعاتب بريماكوف ويذكره بما حصل عام 1991 عند الانسحاب من الكويت. وقال آنذاك خذلتموني.. وهنا الأجواء أصبحت متوترة، فرد بريماكوف وقال في ذلك الوقت (أنتم تأخرتم وليس نحن).
وبين أن (اللقاء استمر 15 دقيقة، وانتهى من تلقاء نفسه.. وهنا ربت صدام على كتف بريماكوف قائلا: “نحن سنقاتل سنقاتل سنقاتل”. أعتقد أنهما لم يتصافحا.. طارق عزيز وصدام اتجها إلى مخرج الصالة، وقال عزيز سنلتقي بعد عشر سنوات، بريماكوف أدار وجهه لي وقال بعد عشر سنوات لن أكون موجودا).