تشير تقارير صحافية كثيرة إلى الأسباب الحقيقية الخفية في الحرب الضارية الدائرة بين الجيش السوداني بقيادة الجنرال الانقلابي التطبيعي البرهان ورديفته قوات الدعم السريع بقيادة زميله وحليفة محمد حمدان دكلو”حميدتي” المتهم بارتكاب مجزرة مقر القيادة العامة بحق المتظاهرين العزل في الثالث من حزيران 2019 والتي راح ضحيتها قرابة 120 قتيلا ألقيت جثثهم الى تماسيح النيل. فجريدة “الغارديان” البريطانية أشارت في تقرير لها إلى:
-أن قوات حميدتي تسيطر على مناجم الذهب في جبل عامر في دارفور وثلاثة مناجم أخرى في البلاد.
-أن دولة الإمارات العربية كانت قد استوردت أكثر من تسعين بالمئة من هذا الذهب وبطريقة التهريب غالبا ودون علم الحكومة السودانية المركزية. وكان البرهان وحميدتي كلاهما من حلفاء الدكتاتور عمر البشير سابقا قبل أن ينقلبوا عليه بهف قطع مسار الانتفاضة الشعبية ضد نظامه وتفريغها من محتواها الثوري الاجتماعي، وإن البشير نفسه هو الذي أطلق يد حليفه حميدتي في تهريب وبيع الذهب عن طريق شركة خاصة تملكها عائلة هذا الأخير.
وكالة رويترز أكدت في تحقيق أجرته قبل عام إلى وجود عمليات تهريب للذهب من أفريقيا تقدر بمليارات الدولارات سنويا عن طريق الإمارات التي تعتبر بوابة لتهريب ثروات شعوب أفريقيا وخصوصا في السودان وليبيا إلى أوروبا.
معلومات أخرى مختصرة:
-في النصف الأول من عام 2018 أنتج في السودان 63 طنا من الذهب اشترى بنك السودان الحكومي منها ثمانية أطنان فقط بأقل من سعر السوق وتم تهريب ما تبقى.
-في عام 2015 استوردت الإمارات سبعين طنا من الذهب السوداني كما قال وزير الصناعة والتجارة السوداني موسى كرامة نفسه.
-عدد شركات التعدين واستخراج الذهب هو 243 شركة منها إحدى عشرة شركة امتياز، إلى جانب الآلاف من الأفراد الباحثين عن الذهب.
– بلغ الناتج السوداني السنوي من الذهب بحسب أرقام الحكومة يتراوح بين 90 و120 طنا من الذهب أما حسب أرقام الشركات المنتجة فهو يتراوح بين 230 و240 طنا.
هذا عن الذهب أما عن الصمغ العربي غالي الثمن والذي استثنته الولايات المتحدة من حصارها ضد السودان لمدة عشرين عاما نظرا لأهميته الطبية والغذائية فنعلم التالي:
-مساحة زراعة الصمغ العربي تقدر بخمسمائة ألف كيلو متر مربع ما يعادل ثلث مساحة السودان.
-ينتج السودان ما يقرب من 75 بالمئة من الإنتاج العالمي على الرغم انه لا يستغل سوى عشرة بالمئة من الغابات المنتجة لهذه المادة.
– في عام 2016 بلغ انتاج السودان من الصمغ العربي 105 آلاف طن هرب منها أربعين طنا كما يهرب الذهب، وما تبقى صدر عن طريق القنوات الرسمية بقيمة 120 مليون دولار. وهذا من عشرة بالمائة فقط من الغابات فكم سيكون المبلغ لو أنتج السودان هذه المادة من مائة بالمائة؟
إضافة الى ما تقدم يملك السودان ثالث احتياطي في مادة اليورانيوم الخام الداخلة في صناعة الأسلحة النووية ويصل الى مليون ونصف مليون طن حسب أرقام غير رسمية. ويوجد هذا المعدن في دارفور وجبال النوبة وكردفان والنيل الأزرق والبطانة وولاية البحر الأحمر.
*أما من حيث الاستثمارات التي يعتبرها البعض سماسرة اللبرالية الجديدة خشبة خلاص الاقتصاد في أية دولة تدخلها فيبدو انها زادت من إفقار السودان وشعبه، ومن الدول صاحبة هذه الاستثمارات الأجنبية نذكر الصين وتركيا وقطر والسعودية والإمارات بما قيمة 74 مليار دولار حتى عام 2017. أما النتيجة فكانت ارتفاع الدين الخارجي على السودان 56 مليار دولار، وبلغ التضخم الاقتصادي 89 بالمئة وفقدت العملة السوداني قيمتها ما اضطر الحكومة في 2021 الى تعويم عملتها الوطنية جزئيا، فأدى ذلك إلى ارتفاع سعر الدولار إلى أكثر من 568 جنيها حاليا مقابل 55 جنيها، وهو السعر الرسمي قبل التعويم!