تنبؤات فأرة . . فرقة (حسب الله) ستستلم مقر الجامعة العربية !
حدثتني فأرة الجيران . . و أئتمنتني على سرها فأستحلفتني بان لا ابوح به لأحد ، ولكن ليس في الامر حيلة ، بعدما فُضح السر و تسرب الى مدارك اكثر الناس التي تبحث و تفتش بين السطور ، وتعيد استقراءاتها عند المقارنة و الاستنتاج العقلي والمنطقي لكل الامور، وكما هو في المثل الشعبي : (يقرأون الممحي والمستور) .
فوجدت نفسي مرغما على افشاء هذا السر إليكم مع الاعتذار لفأرة الجيران العزيزة : وهي ترجو تصديق كلامها ، بالرغم من كون جسمها و راسها صغيرين ، إلا انها تملك خيالا وتصورات واسعة لا تصدق ، وهي تنازع حياتها من اجل بقائها، بين االكواسر و الضواري و القطط من بني البشر .
حيث زعمت بأنها صالت و جالت وتسكعت في كل بقاع المعمورة ، واقتفت آثار كل صعاليك الأمة في البوادي والقفار ، و توسدت كل عتبات ابواب الفقراء والمساكين ، واسترزقت تحت موائد كل المترفين والسلاطين ، وسلكت كل اشكال المجاري وعنابر المياه الثقيلة، فلم تجد مكاناً أأمنْ من مراتع العرب بصرح جامعتهم الكبير، الذي يفوق سعة و كرماً لمضايف ( ابن طيزون ) وحسبما تصفه انه صار واحداً من فنادق الإتكيت السياسي بالخدمة الراقية ذات التسعة نجوم . . و كلها نجوم راكعة لنجمة داوود السداسية رقم عشرة .
وهو يتميز بحسن الاناقة و االلياقة ، و الموائد البروتكولية العامرة , كاملة الدسم . . فصارت محسودة بما هي عليه من بني جنسها واكثر البشر الاحياء الذين يسكنون المقابر والمزابل . . مما دعاها للاطمئنان اكثر على تحصيل قوتها و أمانها و لفترات طويلة ، ما دامت الادارة و الاسلوب والمنهج مستمرين ، مما اكسبها نظامها الغذائي والنفسي طيلة الحقبات السابقة , حصانة مناعية ضد المطهرات و المبيدات المستخدمة لمكافحة القوارض ، قد تفوق الحصانة الدبلوماسية للاعضاء الدائميين انفسهم.
كما نقلت مشهد دقيق ،عن وجود طابور طويل من رجال السياسة ، ينتظرون الترشيح و التعيين على دورته القادمة ، وما بعد القادمة ، و ما بعد بعد القادمة ، الى أن تنتفي الحاجة تماما من هذه الجامعة ، ومن سيمتلك الجوكر منهم سيحصل على فرصة اكبر بالترشيح لمنصب امين عام الامم المتحدة مرة واحدة او رئيسا للحكومة .
وكأن طبيعة العملية تمر بأدوار استحالة دودة القز : بيضة . . يرقة . . عذراء داخل شرنقة . .حشرة بالغة (فراشة)جاهزة للتحليق والترشيح لأعلى المناصب و الاحزاب , ولازالت فأرة الجيران تسترسل بوصفها قائلة وهي مغمورة بالسعادة والاطمئنان : بأن هذا الصرح شاهق و ساحر يبهر انظار الناظرين من اغبياء الامة ، وكل بني جنسي ومن اشباه الفئران من لهم ذيول كالقرود و الببغاوات و الحمير ، حين ينظرون إليه (مع كل الدمى الآدمية والثعالب بداخله ) نظرة وجل واحترام وتفاؤل بأحقاق حقوق الامة و الاوطان ، و المنقذ الى جنة الفردوس.
ولا زالت تروي بوصفها للاندر كراوند (الطابق تحت الارضي ) وطبيعة الممرات والدهاليز المظلمة التي تقود الى المطبخ السياسي ، واقسامه التابعة إليه مثل غرفة ادارة عمليات هذا المطبخ المصمم اساساً على استخدام ضوء الشمعة الخافت تحرزاً من كشف مايدور وتسرب معلومات البروتكولات واسرار وصفات الطبخات السياسية من قِبل الجن الازرق ، ولا يسمح بدخول هذا المطبخ، إلا لأمهر الطباخين الحائزين على اعلى الشهادات و المؤهلات من اشهر المطاعم العالمية ، مثل ( المكدلاند و الكنتاكي ) حصراً.
ويشتغل هذا المطبخ على نظامين بأعداد الطبخات ، بواسطة الميكرو ويف بالطبخات السريعة و الجاهزة ، وكذلك على جمر الفحم بالطبخات الهادئة . . وهناك غرفة ادارة المطبخ التي يمنع دخولها إلا من مديرها المخول و رئيس الطباخين ، وهي مزودة بمنظومة اتصالات تعتمد على خطوط ساخنة بواسطة الاقمار الصناعية وترتبط مباشرة مع مراكز القرار السياسي العالمي كوكالات توزيع رئيسية ، مسؤولين عن السلفنة و التصدير و التوزيع مع مفاتيح هدية مجانية لفتح ابواب الازمات والفتن .
وتضيف : تقسم سياسات المطبخ مع خدمة الزبائن الى تصنيفات مختلفة , الاولى تشمل المتذوقين من الموالين المَرضي عنهم . . فهؤلاء تقدم لهم وجبات بسيطة غير متكلفة . . أي روتينية ، لأن مزاج معدتهم رائق طول الوقت ، وموافقين على كل ما يؤتمرون به والجلوس بالاحضان ، ولديهم شهية فوق المعقول لهضم كل شيئ دون امتعاض و هم دائمي الشكر والسجود لولي النعمة لدرجة محسوديتهم من الله نفسه على عدم جحودهم للظالمين .
و الثانية . . من المتحفظين والحيارى والمترددين , فهؤلاء يحتاجون الى توفير كل مستلزمات الترغيب وفتح الشهية و إثارة التذوق بالتأهيل النفسي والمعنوي وتقديم الرعاية المكثفة لتذويب طبقات الجليد ، التي قد ترفع التحفظ بالتصويت على القرارات المسيسة لمصالح محدودة ومشبوهة ، مما يستوجب توظيف خدمة ( الشبيك لبيك . . و اطلب و اتمنى , فحتى لبن العصفور سيكون بين يديك) .
و الثالثة . . من المغضوب عليهم و الضالين , فهؤلاء بتحفظاتهم وامتناعاتهم الدائمة عن التصويت ضد تمرير كل مايسعى اليه مركز القرارات بفرض سياسات مزدوجة المعايير او غمط واضح للحقوق القومية ، فهؤلاء تعد لهم وجبات خاصة من الزقوم و القولانج واليقطين مع الماء الحميم .
وهناك قسم ملحق خلف المطبخ يستخدم للطمر الصحي لكل مخلفات الطبخات السرية التي اصبحت خارج الصلاحية و دفن كل المشاريع و الحقوق القومية التي عفى عليها الزمان تحت مصطلح ( اكسباير ) . . و اهمها قرارات 242 و 338 وحقوق اللاجئين .
وكل القرارات الاخرى التي كانت تمهد للعدوان واحتلال الاوطان العربية كما في قرار سيئ الصيت بمباركة الحصار الاقتصادي على الشعب العراقي بدون رحمة و وازع من ضمير ، الذي دام ثلاثة عشر سنة بجريرة سياسة دكتاتورية ظالمة من حكامه .
و اخيرا وليس اخراً محاولة تجزئة الارض العربية وكما في مباركة انفصال جنوب السودان ، وطرد سوريا واقامة الحصار على شعبها لتركيعه و إذلاله قبل سلطتها ، و تشجيع حلف الناتو و دوله الغربية الاستعمارية بالتدخل المتبجح في استقلال ليبيا والتفريط بحقوقها المحفوظة زعماً بدستور الجامعة العربية . .
وتتابع فأرة الجيران كلامها وهي تصف جولتها اليومية ونشاطاتها في المطبخ و اروقة الدهاليز وطريقة التسلل للطوابق الاخرى وتقول : فبعد الانتهاء من اعداد الوجبات السياسية بالمطبخ و بعد التفرغ من غسل الصحون والضمائر ، وطمر الحقائق في قسم الطمر الصحي ، تقوم بالتسلل الى ثلاجات هذا المطبخ لتجد فيها مايزكم الانوف للروائح المنبعثة من الطبخات المجمدة التي مضى عليها زمن طويل خارج الصلاحية تكتنفها البكتريا السامة وهي تنذر بمجرد تسربها الى الخارج ،بفضائح جديدة و ويلات مزلزلة .
وعندما تصل الى الطوابق العليا لتمر بين المقاعد المخصصة بالدمى ، تقوم بممارسة رياضتها المفضلة بتسلق الخيوط الهمايونية الشفافة المتدلية من الاعلى ، وهذه لا ترى (حسب ادعائها ) بالعين المجردة ، وهي مصممة اصلا لتحريك الدمى الادمية ، عند طلب التصويت على قضايا مصير الامة .
وانتهى كلام الفأره وهي تودعني حزينة مدمعة العينين ، انها وبعد كل ماشاهدته بأم عينيها سواءاً بالتلصص في قسم غسل الصحون والضمائر، أو ماشاهدته في طريقة الاعداد للطبخات السرية بتشذيب و بتر كوارع الحقيقة ، او بفرم وطحن الدواعي و الحجج المنطقية ، والطمر بحفرة الطمر الصحي ، و بالدفن على الطريقة الفرعونية , أو بكل ماسمعته عند التنصت من وراء الابواب من جميع اللغات واللهجات بالانكليزية او الفرنسية او العبرية واخرها بالبعرانية بلهجة البداوة من أعراب الجزيرة .
وقبل ان تختم كلامها الفأراوي صرحت بأخطر تنبؤاتها التي لاتخطئ ابداً ، حيث كلما قورنت بتنبؤات ( نوستر داموس) فكانت هي الاصوب دائماً , و تنبأت بأن مرتعها الآمن الحالي بفناءات ودهاليز و اروقة جامعة العرب، ستفقده في المستقبل القريب المنظور و فور انتهاء مهمة الجامعة . . بالإعلان عن فشلها النهائي، و ستسبق بعلامات، اولها مساعدة حلف الناتو على النيل من استقلال قطر عربي عضو دائم مثل ليبيا ، وتجزئة وحدة السودان باقامة دولة الجنوب ( وهذا ما حصل فعلا )، وتوطيد استعمار امريكا لبعض المناطق السورية ، وقبل ان تصبح كل سورية ارضا ذليلة لاسرائيل ، ونتائج الحرب الظالمة على مقدرات الشعب اليمني المقهور داخل وطنه بواسطة الحرب الظالمة من قبل الحلف السعودي تحت مبررات تصدير الديموقراطية ، والتباكي على حقوق وحريات الشعوب .
و اخيرا بالطبخة الجديدة للنيل من حقوق وسيادة لبنان الوطنية , و أردفت قائلة : بأن آخر ما تريد ذكره بتنبؤاتها ، تؤكد نية وزارة الثقافة و المسرح المصرية وهي تسعى جادة لاستلام هذا المبنى الملائم جدا لتحويله الى اكبر مسرح عالمي للدمى المتحركة مع انغام فرقة حسب الله .
والدعوة ستكون عامة للجميع (حسب ادعاء فأرة الجيران) ، وبالتزامن مع اعياد شم النسيم القادمة ،وسيستهل منهاج الافتتاح بوقوف دقيقة حداد واحدة ، ترحماً على وفاة جامعة العرب و الى الابد ، ومن ثم لينشد الجميع اوبريت الليلة الكبيرة ،على انغام (فرقة حسب الله) . . بتاع الحمص
يقول : حمص حمص تل ما ينقص عالنار بيرقص و فريره للعيّل . . يابو العيال ميّل . .
خدلك سبع فرارير . . زمارة . . شخليلة . .
عصفورة يا حليلة طراطيرررررر يا واد طراطيرررررر طراطيررررر طراطيرررر اطيررررر
بقلم الكاتب
عدنان سلمان النصيري