(الزمان) تحتفي بتوقيع كتابي آل جعفر والسلمان وسط حضور نخبوي نوعي.

(الزمان) تحتفي بتوقيع كتابي آل جعفر والسلمان وسط حضور نخبوي نوعي

صحفيون يثمّنون جهود إرساء تقاليد ثقافية تعزز ثقة الجمهور بالمحتوى الوطني

بغداد – قصي منذر – ابتهال العربي

اشاد اكاديميون وادباء وصحفيون بجهود (الزمان) في ارساء تقاليد ثقافية تعزز ثقة الجمهور بالمحتوى الوطني وتكرس خصوصية المطبوع الصحفي في اثراء الحياة العامة، خلال احتفالية (الزمان) بتوقيع كتابي الصحفيين رباح آل جعفر وهشام السلمان ،التي اقيمت وسط حضور نخبوي نوعي امس الجمعة. وثمنوا مبادرات رئيس مجموعة الاعلام المستقل الاستاذ سعد البزاز في رعاية ودعم الادباء والمثقفين في داخل العراق وخارجه. ورحب رئيس التحرير أحمد عبد المجيد خلال افتتاح الاحتفالية بالحاضرين، وقال (سعيدون بوجودكم تحت سقف (الزمان) التي تحبونها وتحبكم، ونحن اذ نحتفي باثنين من كتابها البارزين اللذين انجزا اصدارين مهمين بعنوان سنوات الحبر، وقرن على الصحافة الرياضية)، واضاف ان (هذا التقليد دأبت عليه الجريدة منذ سنوات للاحتفال بكتابها ومبدعيها الذين يصدرون مؤلفات جديدة، ونأمل ان نستمر بذلك ،حتى يتم ارساء شيء يفيد الثقافة ويعزز حضورها بين الجمهور)، واشار الى ان (هذا الاسبوع احتفلنا مرتين ،الاولى في منتصفه بالزميلة مديرة التحرير ندى شوكت التي منحها البزاز قلادة الابداع بحضور الزملاء الصحفيين، والاحتفالية الثانية بقامتين مهمتين في العمل الصحفي)، وجدد عبد المجيد (شكره للحاضرين على تجشمهم عناء المجيء الى الاحتفالية).

مؤسسة عريقة

من جانبه ، ابدى آل جعفر (سروره وهو موجود تحت سقف هذه المؤسسة العريقة التي دأبت باستمرار على جمع كل القامات الابداعية)، معربا عن (شكره لجميع الحاضرين الى احتفالية توقيع كتاب سنوات الحبر) وقال ان (اكثركم كان شاهدا على هذه السنوات في بلاط صاحبة الجلالة يوم كان للجلالة بلاطا وكانت لها جلالة ،حيث سيكون الكتاب بين ايديكم وفيه مواقف وذكريات وغرائب وحكايات ،جمعنا فيه عملنا في الصحافة العراقية التي كانت تنشر عبر مقالات (الزمان) التي كان رئيس تحريرها يحثني باستمرار على الكتابة ويذكرني كلما انقطعت ،فشكرا له على المتابعة اولا وعلى هذه الاحتفالية ثانيا). واهدى آل جعفر ،النسخة الاولى من كتابه (سنوات الحبر) الى المصمم الدكتور فلاح الخطاط ، مثمناً رؤيته في اخراج الغلاف وصفحاته الداخلية ،فيما أهدى السلمان النسخة الأولى من كتابه (قرن على الصحافة الرياضية) الى رئيس رابطة المشجعين مهدي الكرخي ،الذي عد الاهداء اثمن الهدايا التي قدمت اليه خلال رحلته التشجيعية الطويلة. وبينما إنشغل آل جعفر باهداء نسخ كتابه ، تحدث السلمان عن اصداره ،وقال (افتخر بالوقوف بين هذه القامات الكبيرة من الصحافة للاعلان عن كتابي ، واود الاشارة باعتزاز كبير الى دعم (الزمان) ، وهذه حقيقة لا اجامل فيها، ففي عام 2007 اقامت (الزمان) معرضا للصور الارشيفية للرياضيين العراقيين المتوفين والذين هم على قيد الحياة في ملعب الشعب الدولي والمرة الثانية عندما اصدرت كتاباً عن حياة شيخ المدربين الراحل عمو بابا والذي كان بطلب منه ،لكن شاءت الصدف ان يرحل الى مثواه الاخير قبل توزيع وتوقيع الكتاب)، ومضى الى القول ان (الجريدة بادرت مرة اخرى برعاية احتفالية توقيع الكتاب، والان تحتفي بكتابي السابع عن الرياضة وتاريخ الصحافة الرياضية، فسعيد جدا اللقاء بكم). بدوره ، استعرض الصحفي جمال العتابي ، علاقته التي جمعته اول مرة  بآل جعفر وقال كانت في جريدة الرأي وخلال سنوات الحصار التي وصفها بالصعبة والقاسية ،حيث بدأت رحلتي بالتنقل اليومي بين جريدة الرأي صباحا ومن ثم اذهب مساء الى جريدتي الاتحاد والاقتصادي ، وتخللتها فترات بين جريدة الناصرية)، واضاف ان (تجربة الرأي تختلف عن التجارب الاخرى، وعملي مع آل جعفر له اثره الخاص في نفسي ،لانني تعلمت منه درسا لن انساه ،وهو ان العمل الصحفي في المؤسسات لاعلاقة له بالعلاقة والارتباط الاخوي)، واشار الى انه (كان يتابع عموده الاسبوعي واعود بعد القراءة لطرح السؤال عليه باندهاش عن الثراء في المادة والموضوع واللغة ومتى تقرأ وتكتب ،فعرفت ان هذه الخبرة المعرفية هي خزين معلوماتي ،لذا اتمنى له النجاح في هذا المنجز كاضافة للادب العام والصحافة).

شتات الافكار

وافصح الاكاديمي والصحفي طه جزاع ،عن مخاوفه من ان تصيب آل جعفر لعنة ابن الرومي الذي كتب عنه مقالا. وقال في مداخلة انه من (الصعوبة ان نلملم شتات افكارنا في دقائق معدودة ، واقول في البدء ممتنين لـ (الزمان) لانها تجمعنا دائما وتمنحنا فرصة للاحتفاء بكتاب وصحفيين عراقيين مثل الكاتب آل جعفر الذي اصدر الكتاب ،وانا على يقين انه قادر على انجاز اربعة كتب اخرى بنفس المدة).

قراءة الكتاب

واضاف (لقد كلفني آل جعفر بقراءة الكتاب قبل طبعه مع تقديم الملاحظات،وكنت اخشى ان تصيبه لعنة ابن الرومي المعروف عن شخصيته ، المتشائمة ، الضجرة وفيها جانب من القساوة اضافة الى النكبات الشخصية التي تعرض لها وهي فقدان زوجته واولاده وبيته)، واشار الى ان (المفكر عباس محمود العقاد سبق ان تحدى الكتاب، وكتب عن ابن الرومي ،لكنه لم يمض في طبعه مسافة أسبوعين حتى دخل السجن ، وكذلك السنهوري عندما وقع اصدار ابن الرومي جرى ازالته من الوزارة ،والوزير الذي خلفه تعرض لنفس الموقف)، واضاف انه (عندما تسلم آل جعفر اصداره الجديد تعرض لحادث على اثره كسر ساعده ولم يستطع توقيع الكتاب ،وكلفني حينها بتوقيع نسخ المطبوع وارساله الى بعض الاصدقاء)، وذكر انه (في احد الايام سألني ياسين الحسيني رحمه الله عن آل جعفر الذي كان يكتب مقالاً تحت عنوان هؤلاء اعرفهم ، كم يبلغ رباح من العمر حتى يكون صديقا لشيخ الازهر وللشيخ جلال الحنفي وغيرهم؟ ، فكانت اجابتي ان آل جعفر لديه عمر بايولوجي واخر روحي يمتد به الى مئات السنين ،يتعايش فيه مع الكتاب نفسيا وروحيا ، ولذلك هو يكتب عنهم وكأنه صديقهم ويعرفهم وهذا تفسير ممن يتسائل عن سبب علاقته مع الشخصيات المعروفة).  من جهته ، قال الكاتب حسين الذكر في مداخلته (اتحدث عن رحمة ابن الرومي التي جاءت بالسلمان خلال الاسبوع الذي نجتمع فيه مرتين الاولى عند تكريم الزميلة شوكت وكان يوما مشهودا اثلج صدورنا)، وقدم الذكر (شكره لرئيس التحرير على اللقاءات السابقة ، اما لقاء الاحتفاء باصدرات الكتاب فاعده توثيق للزميلين الكاتبين، وبالتالي هو للصحافة العراقية، بالرغم ان البعض يرى ان الصحافة الورقية يحمل نعشها ،لكن يثبت لنا رئيس التحرير، العكس باستمرار رونقها)، وتابع (لقد عرفت السلمان منذ سنوات واعتبره مجاهداً في الصحافة؟ الرياضية ،كونه ترك بصمة صحفية واسهم في التحليلات التلفزيونية ، وهو الان يشغل مدير الاعلام في اللجنة البارالمبية). وافصح الدكتور هاشم حسن عن (المقالة الافتتاحية للبزاز قبل سقوط بغداد عندما كنا في مكتب (الزمان) في الاردن ومن ثم  اجتمعنا معه ووقعنا مع مجموعة من الصحفيين على ميثاق عهد اعددناه سويا يتضمن التخلي عن الصنمية وعبادة الشخص والاحزاب واحترام كرامة الانسان).

 واضاف (كان لدي موعد عائلي لمجيء شقيقتي الوحيدة من امريكا وكنت مشتتاً بين الذهاب لاستقبالها في المطار او الحضور لاحتفالية (الزمان) ،لكنني حسمت الامر ولبيت الدعوة لحضور توقيع كتاب آل جعفر)، واشار الى انه (عندما قرأت مقالات آل جعفر ،شعرت انني خذلت نفسي لانني لم اقرأ جميع ما كتبه)، مؤكدا ان (آل جعفر استطاع ان يوازن  بين الادب والصحافة والحفاظ على الصياغة الذهبية للكلمة في تعبيره عن افكاره).

واعرب الصحفي المخضرم عادل العرداوي عن (سعادته بتوقيع آل جعفر اصداره الجديد ،واثنى على خطوات رئيس التحرير للعمل المتواصل ودعم الصحفيين والكتاب)، واضاف (وانا في الطريق تمكنت من نسج بيت ابوذية مفاده (شكثر باعمارنا خسرنا وربحنا حفظنا بعينك التسهر ربِ احنا (الزمان) اليوم جمعتنا برباحنا البي نربح كتاب اجمل هدية).

 وبارك الصحفي الرائد زيد الحلي ،لآل جعفر اصداره (سنوات الحبر). وقال (جمعنا العمل الصحفي مع رباح ،فهو شخص انيق)، وقدم الحلي شكره لـ(الزمان) على هذا المسعى الذي دأبت عليه منذ سنوات. كما اشار الشاعر عبد المنعم حمندي الى ان (هناك موضوعاً مهماً لم يتطرق له الحاضرون الا وهو افتقارنا لحراس الذاكرة، وأرى ان آل جعفر الذي عرفته منذ الثمانينات وتربطني به علاقة طيبة حتى الان انه ابدع وتميز وهو حارس الذاكرة ويذكرنا برموزنا واساتذتنا من العلماء والفلاسفة وعلاماتهم الفارقة وماقدموه للمجتمع).

تقليد ثقافي

وكانت (الزمان) قد توقفت عن هذا التقليد الثقافي بسبب جائحة كورونا، منذ عام  2021لكنها تواصلت في بقية حلقات نشاطاتها غير المكتوبة بالاحتفال بالكتاب والرموز الإبداعية، فقد احتفلت في شهر اذار الماضي بالشاعر العراقي البارز فاروق سلوم المغترب في السويد.