الأوساط الفنية و الثقافية تنعي الفنان الرائد “بدري حسون فريد”
الموت يغيّب إسماعيل جلبي عن 90 عاماً
نعت الاوساط الفنية والثقافية الفنان الكبير الرائد بدري حسون فريد الذي اعلن عن وفاته مساء الجمعة السابع عشر من الشهر الجاري في محافظة اربيل وخصصت مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت صفحات من مواضيعها اليومية للراحل وعن نبأ رحيله فيما كتب عدد من الفنانين والمثقفين يرثون الراحل وعدوا رحيله خسارة مؤلمة للمسرح والدراما العراقية وان نجما لامعا جديدا قد هوى لينضم الى النجوم العراقية التي رحلت في الداخل والخارج ، والراحل توفي في أحد مستشفيات مدينة أربيل، عن عمر ناهز التسعين عاماً.
في العام 2010 وقبل مغادرته الى محافظة اربيل ليستقر هناك زرناه في شقته الصغيرة في منطقة الكرادة ببغداد واجرينا معه حديثا كشف فيه عن معاناته بعد ان تم تهجيره من منطقته ببغداد ومصادرة مكتبته الثرة المتخمة بالكتب والمؤلفات من قبل جهات مجهولة رافضة تسليمها واعادته له وناشد حينها الراحل الجهات المعنية ووزارة الداخلية والثقافة بضرورة التدخل لاعادة المكتبة التي كانيروم اهدائها الى وزارة الثقافة والسينما والمسرح لللاستفادة من محتوياتها لكافة الطلبة الدارسين في المسرح بعدها مرجعا مهما للدراما العراقية .
يذكر أن الفنان بدري حسون فريد ولد في مدينة كربلاء عام 1927 ودخل معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية عام 1950 ثم حصل على بعثة دراسية لدراسة المسرح في معهد (كودمان ثيتر) في مدينة شيكاغو الأمريكية للفترة 1962 – 1965 ليحصل على البكالوريوس والماجستير بتفوق. وغادر العراق في نهاية عام 1995م مستقرا في المغرب حيث عمل مدرسا لمادة التمثيل في جامعة الرباط حتى عودته إلى الوطن عام 2010.
وفي الخامس من شهر تشرين الأول من عام 2010 عاد إلى العراق ودخل في غيبوبة نتيجة لجلطة دماغية عام2017 , وللراحل العديد من الأعمال الفنية منها مسرحية الشارع الملكي وعدو الشعب والساعة الأخيرة وبيت أبو كمال والحصار ومركب بلا صياد وبطاقة دخول إلى الخيمة والجرة المحطمة وجسر ارتا وهوراس والحاجز وخطوة من ألف خطوة والردهة والعديد من المسرحيات الأخرى.
كما شارك في بطولة مسلسل النسر وعيون المدينة عام 1983 التي دارت في أجواء المحلة البغدادية في خمسينيات القرن العشرين على خلفية ما حدث بينهما في ماضي الأيام. وحصلت مسرحيته الحصار التي أخرجها على جائزة أفضل إنتاج متكامل عام 1971 كما حصل على جائزة أفضل مخرج للموسم المسرحي عام 1973 عن إخراجه لمسرحية مركب بلا صياد، وجائزة أفضل ممثل مسرحي للموسم المسرحي 1974 عن دوره في مسرحية الطوفان الكاهن آنام، فضلاً عن حصول مسرحيته الردهة لأفضل إخراج في وزارة الثقافة عام 1995.
وكشف المخرج الكبير ناصر حسن في تصريحات صحفية بعد وفاته عن أن المخرج والفنان العراقي الراحل، بدري حسون فريد، توفي بعد صراع طويل مع المرض، وكان قد أصيب بالصدمة بعد رؤية منزله في بغداد وقد سوي بالأرض عقب عودته من خارج البلاد عام 2010 الأمر الذي دفعه إلى مغادرة العاصمة العراقية نهائياً والاستقرار في مدينة أربيل.
وقال ناصر حسن وهو أحد المقربين من القامة العراقية الكبيرة، الراحل بدري حسون فريد، إنه كان يخضع للعناية المركزة في أحد مستشفيات أربيل منذ زمن طويل بعد إصابته بجلطة دماغية، قبل وفاته ،وتابع ناصر ان الراحل خرّج العديد من الأجيال من معاهد الفنون الجميلة ببغداد خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ونحن جميعاً مدينون له، لقد كان معلماً كبيراً وصديقاً مخلصاً للكرد وهو يعيش باربيل منذ 7 أعوام.
وأوضح أنه بعد عودة الراحل بدري حسون من الخارج إلى بغداد، وجد منزله وقد سوي بالأرض حيث قامت جهة حكومية بمصادرة المنزل وإنشاء مبنى آخر مكانه، الأمر الذي جعل الراحل يُصاب بالصدمة وعلى إثر ذلك قرر الاستقرار في كردستان , وكان إلى جانب المخرج والفنان العراقي الكبير، بدري حسون فريد، لحظة وفاته داخل المستشفى، زوجته الممثلة العراقية ابتسام فريد.
ويستعد العراقيون المقيمون في الأردن لتأبين الفنان الراحل بدري حسون فريد في جلسة يقيمها، الايام المقبلة الملتقى العراقي للثقافة والفنون في بيت الثقافة والفنون بجبل الحسين في العاصمة الأردنية عمان، وسيتحدث فيها الناقد عواد علي عن الفنان بدري حسون فريد وأهميته في الفن المسرحي والدرامي العراقي.
محطات من حياة الراحل
ولد الفنان بدري حسون فريد في مدينة كربلاء عام 1927 أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة كربلاء دخل معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية عام 1950 وتخرج منه في عام 1955 ليحصل على الدبلوم والأول على دورته.
حصل على بعثة دراسية لدراسة المسرح في معهد (كودمان ثيتر) في مدينة شيكاغو الأمريكية للفترة (1962 – 1965) ليحصل على البكالوريوس والماجستير بتفوق.
غادر العراق في نهاية عام 1995م مستقرا في المغرب حيث عمل مدرسا لمادة التمثيل في جامعة الرباط حتى عودته إلى الوطن عام 2010. في الخامس من شهر تشرين الأول من عام 2010 عاد إلى العراق ودخل في غيبوبة نتيجة لجلطة دماغية عام 2017
أخرج في أمريكا مسرحية الشارع الملكي تأليف تنسي وليامز على مسرح الاستوديو في معهد كودمان ثيتر وهي من متطلبات نيل شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي عام 1965. عندما عاد إلى الوطن عمل مدرسا في معهد الفنون الجميلة / قسم المسرح ببغداد عام 1966. أخرج للمسرح بعد عودته للعراق مسرحية عدو الشعب لـ (ابسن) على مسرح معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1967. أخرج مسرحية الساعة الأخيرة تأليف ميخائيل سيبستيان لفرقة المسرح الشعبي عام 1969.
أخرج مسرحية بيت أبو كمال لفرقة المسرح الشعبي وهي من تأليفه وعرضت على المسرح القومي ببغداد عام 1969. أخرج مسرحية الحصار تأليف عادل كاظم وقدمت على المسرح القومي عام 1971 ومثلت العراق لأول مرة في مهرجان دمشق المسرحي وعرضت على مسرح الحمراء يومي 16 و17 نيسان عام 1971.
أخرج مسرحية مركب بلا صياد تأليف أليخاندرو كاسونا لأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وعرضت على المسرح التجريبي عام 1973. أخرج مسرحية بطاقة دخول إلى الخيمة تأليف عبد الأمير معلة وإنتاج فرقة المسرح الوطني وعرضت على المسرح القومي عام 1974. أخرج مسرحية الجرة المحطمة تأليف هاينرش فون كلايست إنتاج أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على المسرح التجريبي عام 1975.
أخرج مسرحية جسر ارتا تأليف هرمان هسه تقديم الفرقة القومية للتمثيل عام 1985. أخرج مسرحية هوراس تأليف بيير كورنيه وقدمتها الفرقة القومية للتمثيل وعرضت على مسرح الرشيد عام 1987. كتب وأخرج مسرحية الحاجز قدمتها أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1993.
كتب واخرج مسرحية خطوة من الف خطوة قدمتها أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1994. أعد مسرحية الردهة عن قصة أنطوان تشيخوف الشهيرة ردهة رقم 6 وأخرجها وقد انتجت من قبل أكاديمية الفـــنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1995. قدم في المنفى مونودراما المصطبة ممثلا وهي من تأليف وإخراج جواد الاسدي وعرضت في كل من بيروت والرباط.
مثل في العديد من الاعمال المسرحية وكان أشهر دور له في مسرحية الطوفان تأليف عادل كاظم وأخراج إبراهيم جلال عندما قام بدور الكاهن آنام وعرضت المسرحية في مهرجان دمشق الثالث عام 1973. كتب العديد من المسرحيات للمسرح العراقي كان اشهرها مسرحية نشيد الأرض ومسرحية بيت أبو كمال. كما ألف مسرحيات عديدة أخرى نذكر منها الحاجز وخطوة من الف خطوة والجائزة.
مثل في العديد من الأفلام السينمائية منها ارحموني ونبوخذ نصر والقادسية وبابل حبيبتي والعاشق. أبرز إنجازاته الفنية حصلت مسرحيته الحصار التي أخرجها على جائزة أفضل إنتاج متكامل عام 1971. حصل على جائزة أفضل مخرج للموسم المسرحي عام 1973 عن إخراجه لمسرحية مركب بلا صياد. حصل على جائزة أفضل ممثل مسرحي للموسم المسرحي 1974 عن دوره في مسرحية الطوفان الكاهن آنام. حصلت مسرحيته الردهة لأفضل إخراج في وزارة الثقافة عام 1995.
الحمامي يتكفل بنقل جثمان الراحل
تكفل وزير النقل كاظم فنجان الحمامي بنقل جثمان الفنان العراقي الكبير بدري حسون فريد، والذي رحل الجمعة في مدينة اربيل وواعز الحمامي بحسب بيان للنقل نشر على موقع الوزارة ان شركة الخطوط الجوية العراقية تتولى نقل جثمانه عبر طائراتها، مؤكدا ان واجب وزارة النقل ان تقدم خدماتها لجميع المواطنين لاسيما من قدموا خدمة لهذا البلد في المجالات المختلفة، سيما وان الفقيد ترك الاثر في العديد من الاعمال الفنية والمسرحية التي قدمها