حول الحشد الشعبي
يوسف السعدي
كان ضم الحشد للمنظومة العسكرية الوطنية بصورة مباشرة، خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح، لحمايته واستثمار الخبرة المتراكمة التي تكونت لدية وترسيخ الشعور الوطني، والتضحيات العقائدية التي يمتلكها..
من جانب أخر فهي تنقله من حالة حماسية عفوية, لوضع عسكري وأمني منظم، ويجعله أحد الأركان الأساسية للمنظومة الأمنية، بتوفر الغطاء القانوني لتحويله لمؤسسة عسكرية ضمن القوات المسلحة العراقية، لحفظ حقوقهم واستمراريتهم ضمن الإطار الرسمي والشرعي للدولة، فلا مكان لمسميات غير الوطن, ولا راية غير علم العراق, ولا سياق غير الرسمي والقانوني، لانهم قاتلو بشجاعة وإخلاص وكانوا خير سند الجيش والقوى الأمنية، وقدموا التضحيات الكبيرة وصمدوا وصبروا وانتصروا.
يمثل للعراق قوة وطنية مهمة، لأنه يمثل أرادة للعراقيين البطلة وشجاعتهم في تحرير أرضهم، ومثلت كل أطياف الشعب العراقي، وهي قوة عسكرية شعبية لبت نداء المرجعية، فضحت بالغالي والنفيس، دافعوا عن العراق و استعادوا الأرض، ولولاهم لكانت داعش في بغداد، فإعادوا الأمن والسلام الى البلاد، فيجب ان تضمن حقوقهم، ضمن مؤسسات الدولة.. وهو ضرورة استراتيجية في منظومة دفاع الوطني العراقي..
يجب ان لا ينكر دور الحشد، ويصبح مؤسسة منظمة ترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة ويفصل عن القوى السياسية لحمايتها، لتحقيق الأهداف المرسومة لها في قانونها، يجب أن يتحول إلى ثقافة شعبية عامة, لتعرف الأجيال القادمة ماذا فعل الحشد، فيؤلف عنه وتنجز أعمال فنية، متاحف و المعارض عن شهداء وبطولاتهم.
نتيجة لأسباب وظروف حصل انهيار وتقهقر في الجيش ، ولان إعادة بنائه يحتاج إلى وقت، وتجديد عقيدته العسكرية، وتمتين ظروف نفسية وكلف بمليارات، وهي امور لم تكن لتتوفر على عجالة، و عدونا عقائدي يحتاج إلى ضد نوعي يحمل عقيدة صحيحة يقف ويقاتل، جاءت الفتوى لتحقق الإضافة النوعية، وساعدت لبناء قوات عقائدية وطنية، بسبب تواجدهم بالخطوط الأمامية وذلك لامتلاكهم عقيده الشهادة التي تعطي زخم للمجاهد.
ثقافة الحشد الدقة ومراعاة المال العام والخاص، والممتلكات والأرواح، وتعامله قمة الإحسان والتكريم والتقدير، فكان الإنجاز بكفاءة عالية، اقصى عملية تحرير استمرت 20 يوم, لان عملية التخطيط والاستطلاع كانت لأشهر، والتنسيق العالي بين فصائله فلم يحصل بينهم خلاف أو مع القوى الأمنية الأخرى، هذا يدل على الاحترافية عالية في العمل، نال بها على إعجاب وإشادة العالم.
أشرقت شمس الحشد مبينة تطورا عسكريا لافتا, ومؤسسة يشيد بها الجميع في الانضباط وتنفيذ التوجيهات، بعد سنوات العجاف، فأكسب العراق هيبة وقوة جديدة ومكانة من خلال الحشد، الذي اصبح رقما صعبا ليس في معادلة العسكرية العراقية بل حتى في المعادلة الإقليمية والدولية، وهو ضربة قاسمة لكل من كان ضد قوة ذات منجزات تخيف الأعداء..
استعادة العراق لحضوره وقوته، يجب عدم تفريط بها، وبأي قوة تحميها، ليبقى يدا ضاربة للعراق وشعبه امام مشاريع توسع، افشلها وجوده ، وكان له شرف انقاذه من براثن الارهاب والامارات الظلامية.
يرسخ الحشد صورة المقاومة في العراق، كاسم له في ساحات المقاومة بصمات وفي سيرته ومسيرته علامات، و العراق منذ وافشال مشروع التقسيم، عاد الى الطريق الصحيح بمواجهة العدو، واصبح يعاد تقديره استراتيجيا .. فصار بعد من الساحات او جبهات آلتي تخافها اسرائيل, بفضل تضحيات شهدائه وقادته.. فصار الفرات حلما ، واصبح العقل السياسي الصهيوني ينظر إلى الحشد كقوة تغير كبير في المنطقة، وصار العراق يعد مقاوما للتطبيع بعد أن ظنوا أنهم حيدوه, لكنه فضح وفكك شبكة العملاء, وممولي ودروع الكيان الصهيوني.
مقترح القانون الذي قدم من قبل الدكتور عبد الهادي الحكيم، لم يصبح قانون لولا الموقف الجريء للسيد عمار الحكيم, فلولاه لما تم اقرار القانون, فقد كان هناك كتاب لسحب القانون من سياسي كبير, لكن حضور الحكيم كان موقفا مشرفا لتحضر القوى الشيعية بكامل عددها، ونواب منصفين فأعطى للحشد وضعة القانوني والدستوري، وكان سببا بأقناع الكتل بالتصويت..
الحكيم الذي حذر من الزهد بالحشد، واكد أن قوة الحشد تكمن في انضباطه، داخل المنظومة العسكرية الرسمية، بقرار موحد وقيادة موحدة، عنوان قانوني دستوري صحيح