لغز لجنة أبو رغيف
علي حسين
فى زحمة الفرح بالإنجاز الكبير الذي حققه مجلس النواب بموافقته على إقرار الموازنة،وأنها الخير التي سيغرق فيها العراقيون في السنوات المقبلة، لم يتوقف أحد أمام الكتاب الصادر عن جهاز الأمن الوطي والمذيل بعبارة “سري وشخصي” لكنه يتجول على مواقع التواصل الاجتماعي ،
والذي يتعلق بلجنة “ابو رغيف” وهي اللجنة التي تشكلت لمتابعة ملفات الفساد رغم اننا بلد يكره الفساد مثلما اخبرنا رئيس النائب مثنى السامرائي ذات يوم . الكتاب الصادر أمس يخبرنا أن اللجنة المتهمة بالتعذيب، ، قد أحيلت على التقاعد، وسيقول قارئ عزيز؛ وما الغريب في الأمر؟، لقد تعودنا على سماع مثل هذه الأخبار والآن مئات الناهبين لأموال العراق يتمتعون برواتب ضخمة، ولهذا فمثل هذه الأوامر والكتب الرسمية صارت خبراً عادياً لا يستفز المواطن أو يثير اهتمامه وغضبه. فماذا يعني في بلاد الرافدين أن يقوم أشخاص بمخالفة القانون؟، وماذا تعني إحالة مسؤول كبير متهم بالسرقة والنهب إلى التقاعد؟، وماذا يعني مثل هذا الأمر الذي صدر من جهات رسمية: “إعفاء الموظف (ضياء مهدي صالح) من منصبه الحالي (مدير عام) في (مجلس الخدمة الاتحادي) المنسوب سابقاً إلى هيئة النزاهة الاتحادية، والإيعاز إلى مجلس الخدمة الاتحادي بإحالته إلى التقاعد، لارتكابه أفعالاً تشكل جريمة نشأت عن وظيفته وارتكابها بصفته الرسمية، وتعتبر أفعالاً خطيرة تجعل بقاءه في الخدمة مضراً بالمصلحة العامة”؟.. ياسلام على المصلحة العامة .
أذكرك عزيزي القارئ بأنني كتبت قبل ما يقارب الست سنوات عن رئيسة كوريا الجنوبية، “بارك غوين”، وهي دامعة العينين تقدّم اعتذارها للشعب، حيث صدر حكم القضاء الكوري بسجنها 20 عاماً، ومصادرة أموالها وتغريمها 16 مليون دولار عداً ونقداً بسبب قضية فساد انتهت بإزاحتها من موقعها الرئاسي. آنذاك، خرج الشعب الكوري في تظاهرات كبيرة يندد بإساءة استخدام سلطة رئيس الدولة الموكلة للرئيسة من الشعب. كما اتهمتها صحف المعارضة بأنها كانت تنوي الحصول على هدايا من رئيس مجموعة سامسونغ، ولم تكتف المحكمة بذلك بل أنها أودعت رئيس مجموعة سامسونغ السجن وحكمت عليه بخمسة أعوام، ولم يشفع له أنه يُدخل إلى كوريا سنوياً أكثر من 200 مليار دولار.
والان اسمحوا لي بسؤال بريء أذا كانت هذه اللجنة متهمة بارتكاب افعال تخال فالقانون وان الذين حققت معهم ابرياء من دم الفساد ، فلماذا لا يقدمون الى المحاكمة ، وهل الذين حققوا معهم ابرياء وان جمال الكربولي ومن معه حافظوا على اموال العراق ؟
هل هناك مسؤول عراقي يعترف بأنّ اللغة العربية تضمّ مفردة اسمها “سجن”؟، وهل استخدمت لمحاربة الفساد؟.أعتذر فقد استُخدمت ضد نشطاء وصحفيين كان همهم الوحيد كشف الفساد، فكانت النتيجة أن مواطناً يُسجن لأنه يكتب عن الفساد ومواطن آخر يُطلق سراحه بعد أن سرق مليارين ونصف المليار من الدولارات.