في الذكرى الثانية لرحيله سعدي يوسف الإنسان والشاعر و الشيوعي الوطني
محمدجواد فارسهدية صباحيةلصباغي جزمة جورج بوش، ولي النجف الدميو لأحفاد لصوص الحربو أبناء الاقطاعين العرب الأغرابلمافيا التهريبوزهرة لوردات الحربوأبناء الاقطاعين الكرد الأغرابلرجال الدين المحترمينولخريجي كليات الجاسوسية في واشنطنأو لندنأوبودابستلأحزاب تشرف نفطا أخضرللكتاب المأجورين بدولار للصفحةللوزراء الأوباشلزبانية التزوير، ونجاري كرسي النائبللنسوان ممن أدمن معاشرة النسوة أو ضباط المارينزلحسينيات الطلقة ، واحدة، بمؤخرة الرأسلمساجد قطع الرأس ٠٠لكمليللناس جميعا في كوكبنا الأرضيأقولليأخذ كل منكم ، هذا الصبح ، هديته ٠٠رأسا، في طبق مضفور من حيات جهنمأي عراق هذا ؟أي عراق جاء به السفاء الخونةورجال الدين المحترمون ؟أي عراق جاء به أردأ من سكن البيت الأبيض ؟أي عراق يحد له ، في الغابة ، حتى الله !لندن 6/11/2006 سعدي يوسف من ديوان [أغنية صياد السمك و قصائد نيويورك ]نعم أن الشعر ديوان العرب ، ففي العراق ومنذ ملحمة كلكامش التي سطرت أجمل الكلمات الشعرية ، قبل سبعة الف عام في حضارة وادي الرافدين ، وتبعها بعد فترة طويلة الشاعر العراقي المتني و بعده معروف عبد الغني الرصافي و جميل صدقي الزهاوي و محمد سعيد الحبوبي و محمد مهدي الجواهري و محمد صالح بحر العلوم و بدر شاكر السياب و نازك الملائكة و لميعة عباس عمارة و عبد الأمير الحصيري و عبد الرزاق عبد الواحد و عبد الوهاب البياتي و القائمة تطول ، سطروا بقصائدهم تاريخ العراق ، و اليوم نستذكر قامة شعرية تركت بصماتها في التاريخ المعاصر شعريا أنه ابن البصرة الفيحاء سعدي يوسف ، مدينة مدرسة النحو اللغوي و التي سميت بمدينة (النحو البصري) و حيث هناك مدينة الكوفة وسميت(النحو الكوفي ) ، سعدي يوسف له عدة دواوين شعرية ترجمة إلى لغات عالمية كاللغة الانكليزية التي كان يجيدها و اللغة الفرنسية و حصل على جوائز عالمية و بأستحقاق لجزالة شعره و كذلك لرسمه للصورة شعرا معبرا وجميلا في محتواه ، في تصويره للمدن العراقية و خاصة ثغر العراق الباسم البصرة الفيحاء مدينة الطفولة و الصبى، كتب الشعر عن المرأة العراقية و عن الحركة الوطنية في تاريخها المجيد ، وعن ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ، أنه سجل المأثر الوطنية للشعب العراق في انتفاضته المجيدة ، منذ وثبة كانون المجيدة عام 1948 والتي أسقطت معاهدة بورت سموث وحكومة فاضل الجمالي ، و في معركة الجسر والتي سقط فيها الشهداء ، بهيجة ، جعفر الجواهري و الالوسي و اخرين ، و كذلك ارخ لانتفاضة عام 1952 فلاحي ازيرج و انتفاضة عام 1956 التي خرجت تظاهرات في كل مدن وقصبات العراق تضامنا مع الشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي البريطاني الاسرائيلي الفرنسي ، وفي الحصار على العراق ما تبعه من تدمير العراق ومن ثم احتلاله ، انفرد سعدي من بين الشعراء و المثقفين العراقيين ، بموقف مشرف بادانة الاحتلال و مناصريه و من شاركهم ، ففي ديوانه (أغنية صياد السمك و قصائد نيويورك) ٠كتب سعدي يوسف قصيدته في هذا الديوان ( ام قصر ) يستذك صمود العراقيين الوطنيين ضد الغزو هذا الصمود الذي لقن المحتل درسا و لولا ايران تساعدوا قوات الاحتلال بالتفاف عليهم لما اسيطاعوا الدخول ٠ يكتب سعدي يوسف في قصيدته أم قصر :سنطلق من < ام قصر > حمائمنافي خليج النوارس و الطائرات المغيرةنطلقها في خليج البوارجو العارو الناقة الذهبيةلم يبقى بحارةقتلواأو تواروا خفافا بسعف نخيل القرىغير أناسنطلق من <أم قصر > حمائمنامثل ما انطلق العيديوم ركزنا الرماح ، وقلنا لهول ألم بنا ياهلانحن لن نسلم المنزلانحن نحفر في كل نسمة بحر ، خنادقنا و المقاهي العجيبةتحفر في الماء أسمائناثم تأويل إلى جنة في القرارلندن 11/7/2007سعدي يوسف كان معتدا بوطنيته و شيوعيته من خلال تاريخه النضالي و مستمدا أفكار من خلال ماكتبه مؤسس حزب الشيوعيين العراقيين يوسف سلمان يوسف ( فهد ) و يتذكر هذا النص لفهد : كنت وطنيا و عندما أصبحت شيوعيا أزدات وطنيتي ٠واخترت من ديوانه هذه القصيدة : الشيوعي الأخير يقرأ أشعارا في كندا ٠[ أن من المنطق أن تندرج هذه القصيدة في ديوان الشيوعي الأخير يخل الجنة لكن الرحلة الكندية كانت أوسع و أبعد ] ٠ضاقت به الدنياو لكن لم يضق ، هذا الشي عي الأخير بهاوكان يقول للاشجار موعدها، و أن طال الخريف سنين او دهراوكان يقول أيضا؛ خمس مرات تلوت الشعر في وطنيلأبتدئ الرحيلوكان٠٠٠لكني سمعت بأنه قد كان في كندالأسبوعين!ماذا كان يفعل؟ليس في كندا ، شيوعييون بالمعنى القديم ،وليس في فانكوفر امرأة معينة ليسبق ظلها انى مضتبل ليس في ( الروكي ) نخيل كي يقول أشتقت للشجر المقدس ،قلت خير أن أسأل أصدقاء له ٠٠أجابوني : لقد كان الشيوعي الأخير، هنا ، نقول الحق ٠٠٠بل إنا سهرنا ليلةفي مطعم معه ، وقدكنا نغني ، و النبيذ القبرصي يشعشع الأقداح و الوجناتماذا ؟ نحن في فانكوفر الخضراءلابغداد ٠٠٠لكن الشيوعي الأخير مضى!إلى أين ؟اشترى صبحا ، بطاقته، إلى عبارة تمضي بههونا ، إلى جزر المحيط الهادئ ٠٠الأيام في أيامنا عجب !و أقرأفي رسالته الأخيرة :أيها المسجون في أوهامك السوداء ،و الكتبالتي ليست بلون قميصك! .أسمعني ٠٠٠و لا تقطع علي سراب أسفار ي،.لقد هبطت بي العبارة البيضاء.عند جزيرة بالباسفيك ٠٠أقول: فكتوريا !فيندفع الشميم ، و تخرج الخلجان.سابحة ستأتي عندنا الحيتان فجرا، أو أسود البحر ٠لا تتعجل الانباء٠٠٠فكتوريا هي الأم العجيبة، جدة الهندي و الملهوف،و الأنثى المقدسة ٠ الطواطمعندها حرس وروح الدب ، والاسماك هائلة تقافز بين كفيهاوماذا كنت أفعل في الجزيرة؟انت تعرفني تماما ٠كنت ،مثل نضال امس ، احرض الطلاب ٠٠٠كيف ؟قرأت من أشعار سعدي يوسف ٠٠٠البحار، صاروخ توماهوك، إعصار كاترينا ،وقتلى في بلاد الرافدين ٠ولحية القديس و الت ويتمان ،أشجار البحيرات العميقة ٠و البارات عندإجازة الجندي، تبدو بغتة عوامة في النيل ٠و يبدو النخل أزرق في البعيد ٠النسوة الغرثى يلبن ٠عواؤنا؟ أم أنها تلك القطاراتالتي تمضي إلىليل المدافن في الصحارى ٠٠٠أيها الجندي دع بلدي ، و دعني في الجحيم ٠قرأت من اشعارسعدي يوسف ٠٠٠الأمر الغريب، كأن هذا الشاعر الظليل يعرفني، و يعرف ما أريد ٠٠٠كأنه أنا !لست أفهم ما أقول ٠٠٠لندن 31/10/2006هكذا كان سعدي يوسف معبرا عن ما يجول بخاطره، العراقي الوطني ، عرفته منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي في دمشق العروبة دمشق المضيافة ، إنسانا دمث الأخلاق و ابتسامته تعلوا شفتيه و التقينا عام 1997 في تشيع شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري في مقبرة الغرباء في السيدة زينب و جلسنا بالقرب من مرقد المفكر الماركسي هادي العلوي نتحدث و سألته عن الدكتور حيدر ولده البكر و الذي اعرفه بعد أحداث اليمن الجنوبي ، قال سعدي لي انه اليوم سيكون من ضمن مستقبلي المعزين بالجواهري الكبير ، وهو في العزاء وصله خبر وفاة حيدر و كان الخبر صاعق له ، و في لندن وقبل هجوم فيروس كرونا ، و بدعوة كريمة من الشخصية الوطنية العروبية المناضل عبد الله الركابي التقينا في بار في منطقة هامر سمث مع سعدي يوسف وزوجته إقبال كاظم و المناضل الوطني الشيوعي عدنان عباس و انا كاتب السطور وزوجتي رحيمة السلطاني في جلسة جميلة تخللتها أحاديث في الذكريات و السياسة و ماحل في وطننا بعد الاحتلال ٠فلسعدي يوسف في ذكرى وفاته الثانية السكينة و له المجد والخلود٠طبيب وكاتبلندن تموز 2023