مهرجان جامعي دولي في المغرب يلامس العوالم الافتراضية للمسرح
الرباط ـ «القدس العربي» : أسدل الستار، أخيرًا، على الدورة الخامسة والثلاثين من المهرجان الدولي للمسرح الجامعي في الدار البيضاء، الذي أقيم برعاية العاهل المغربي تحت شعار «المسرح والعوالم الافتراضية» بمشاركة فرق جامعية من السعودية وإيطاليا وألمانيا وبنغلاديش والمغرب. وتشكلّت لجنة التحكيم من الممثل والمسرحي المغربي محمد الشوبي (رئيسا) وعضوية كل من الصحافية والناقدة المسرحية المغربية بشرى عمور، وأستاذة المسرح الرومانية أنكا سيميلار، وأستاذ المسرح الإيطالي كلاوديو دو ماكليو، والأستاذ الجامعي المغربي محمد بنزيدان.
وتابعت اللجنة مع جمهور المهرجان الأعمال المسرحية التالية: «وماذا بعد؟» لكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات /المغرب، «أسطورة» لكورس فلورنت برلين/ألمانيا، و»زمن الصفر» لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في الدار البيضاء /المغرب، و»أپينا» لأكاديمية مسرح روما /إيطاليا، و»زهرة الخريف» لجامعة الملك سعود/ السعودية.
كما عاينت المسرحيات التالية: «خط أسود» لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في الدار البيضاء /المغرب، «أمطار ناعمة» لشركة مسرح صوفيا اميندوليا /إيطاليا، «لم يحن الوقت للفرار» جامعة دكا/بنغلاديش، «جفاف الجلد المصبوغ» لكلية العلوم بنمسيك في الدار البيضاء /المغرب، «شموخ» للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير في الدار البيضاء/المغرب.
وخلصت لجنة التحكيم إلى مجموعة من التوصيات، حيث دعت الفرق المسرحية إلى
استبعاد الاعتماد على عنصر السرد في طرح القضايا الوجودية والاجتماعية والسياسية، والتركيز أكثر على العناصر الدرامية الضرورية للفرجة المسرحية. كما لاحظت أن بعض العروض اتسمت بالرؤى التشاؤمية للقضايا المطروحة دون أدنى قدر من تقديم بصيص أمل أكثر تفاؤلاً يأخذ بيد المتفرج نحو حياة أفضل كما تنص على ذلك نظرية التراجيديا عند أرسطو. وبما أن الإضاءة تعدّ أحد عناصر الصورة السينوغرافية جمالياً وإبداعياً ودرامياً ودلالياً، تؤكد اللجنة على ضرورة الاهتمام بها على نحو أفضل بما يحقق دورها الدلالي والجمالي.
وحثت أخيرا على العناية المستمرة بآليات الممثل خصوصا بشاعرية الجسد والعواطف والصوت والتخيل، وتقويمها من خلال تمارين مستدامة بدل استعمالها لفترة وجيزة وإغفالها بعد ذلك.
وأثنت لجنة التحكيم على التعاون المثمر والإيجابي بين الجهة المنظمة للمهرجان (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء) من ناحية والشركاء التظاهرة لتكوين لبنة من لبنات التعاون بين المؤسسات الوطنية من أجل تطوير عجلة الثقافة وتشجيع الطلبة ليرقوا جميعا نحو مستقبل مشرق خلاق ومنتج بروح التسامح والتعايش.
أما بخصوص الجوائز، فقد كانت الجائزة الكبرى من نصيب مسرحية «جفاف الجلد المصبوغ» لكلية العلوم بنمسيك في الدار البيضاء من المغرب، بينما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لمسرحية «وماذا بعد؟» لكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية بسطات/ المغرب.
وفاز بجائزة النص رفيق مرشيد عن مسرحية «خط أسود» لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في الدار البيضاء / المغرب، فيما آلت جائزة الإخراج المسرحي لريم ميكاوي عن مسرحية «أسطورة» لكورس فلورنت برلين/ألمانيا؛ أما جائزة السينوغرافيا فكانت من نصيب «أمطار ناعمة” لشركة مسرح صوفيا اميندوليا /إيطاليا.
ومنحت جائزة الكوريوغرافيا لمسرحية «أپينا» لأكاديمية مسرح روما /إيطاليا. وكانت جائزة أحسن ممثلة مناصفة بين موسومي مو عن مسرحية «لم يحن الوقت للفرار» جامعة دكا/ بنغلاديش، وسامية العسولي عن مسرحية «جفاف الجلد المصبوغ» لكلية العلوم بنمسيك في الدار البيضاء /المغرب.
أما جائزة أحسن ممثل فآلت مناصفة لكل من عبد الصمد صادق عن مسرحية «جفاف الجلد المصبوغ» لكلية العلوم بنمسيك في الدار البيضاء/المغرب، ويوسف الغليظي عن مسرحية «زمن الصفر» لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في الدار البيضاء/المغرب. وأبرز بيان للمنظمين أن الدار البيضاء عاشت طيلة فترة المهرجان تداولات فكرية وتكوينية وإبداعات شبابية وأسئلة متناسلة داخل الإبداع وخارجه وحوارات صريحة ومباشرة بين الفنون والثقافات والأجيال، مؤكدا أن الدورة 35 من المهرجان أدت متطلباتها ولامست رهاناتها وكانت في مستوى اللحظة، كما نزلت إلى أرض الواقع وحققت البعد من شعارها «المسرح والعوالم الافتراضية»، الذي تمت ملامسته على مستوى بعض العروض وعلى مستوى التواصل وإيصال رسالة المسرح، وغيرها.
وأكد البيان الذي أوردته وكالة الأنباء المغربية، أن الدورة نجحت في كسب عدة رهانات من بينها الرهان المتمثل في أن الجهة المنظمة (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك الدار البيضاء)، مرتبطة جدليا بالشباب كمختبر ومجايلة، باعتبارها فضاء علميا أكاديميا تتوافد عليه أفواج من المتعلمين، مما يجعل الكلية والجامعة مستثمرة في شبابها، مبرزا أن كلية بنمسيك التي تحتفي بأربعين سنة على التأسيس وأداء المهام الأكاديمية ومهام البحث العلمي، تزخر بكفاءات شبابية وحيوية على عدة مستويات وداخل كل الشعب والتكوينات.
وأضاف أن أحد الرهانات الأخرى «تترجمه الدينامية القاعدية للجهة المنظمة التي تجمع بين مكوناتها أطر وأساتذة وطلبة كلية الآداب بنمسيك، وكأن هذا المهرجان أطروحة الكلية وأبوابها المفتوحة التي تكسر من خلالها جدار الحرم الجامعي وتخرج إلى الناس وتنفتح على المحيط السوسيو ثقافي والجغرافي في القاعات العمومية عبر أحياء مختلفة الوشيجة تحمل رسالة حوار الثقافات وتلاقح شبيبة العالم».
وأورد تقرير للمسؤول الإعلامي للتظاهرة المسرحية أحمد طنيش، أن رشيد الحضري رئيس المهرجان، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أشاد خلال حفل اختتام الدورة بالحصيلة المتميزة والغنية فنيا وثقافيا وعلميا وإنسانيا، على مستوى تنوع العروض المسرحية الجامعية الدولية والوطنية وجودتها وجدية الورشات التكوينية وعمقها البيداغوجي، وحماس النقاشات العلمية والفنية التي تلت العروض.
كما نوه بطبيعة التواصل الدائم بين المهرجانيين لتبادل الخبرات الفنية والتقنية والحضارية والثقافية وأساسا الإنسانية، انتصارا للدور الرمزي في صناعة الجمال والحب والتعايش والتسامح تثمينا لقيم الإبداع التشاركي التفاعلي بين شباب العالم، وإرسال رسائل الوفاء من خلال التكريمات والتي تميزت هذه السنة بتقديم التحية للإجازة المهنية للدراسات المسرحية بكلية الآداب بنمسيك والتي خرجت أجيالا من المهنيين المسرحيين، من خلال ربان هذه الإجازة ومنسقها العام الأستاذ ميلود بوشيد، وعرابي الإجازة المهنية في المسرح الأستاذين، محمد فرح وقاسم العجلاوي.
وأشاد رئيس جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، الحسين أزدوك، بالجهد والمجتهدين وجديتهم المشهودة التي قادت نجاح وتميز الدورة 35 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، منوها بالعمل الذي يمضي في طريق العالمية بامتياز، ويؤكد على أن الجامعة المغربية تقوم بدورها البناء في ترسيخ الصورة الايجابية للمملكة المغربية، وتبرز قدراتها.