عصا الحسين
يوسف السعدي
زيارة الاربعين موعد اللقاء مع الدماء التي احيت الاسلام، وامتزجت بالعقيدة ورسمت اروع الصور، للحرية والإيثار والتضحية، ورفض الظلم والعبودية ومبايعة الظالمين..
كربلاء يوم الأربعين الحسيني، تسقط فیها كل الأسماء والعناوين والقوميات والجنسيات واللغات، ويبقى فقط الحسينيون الولائيون، الذين ينادون صباح الأربعين لبيک یاحسین.
تلك المناسبة تظهر للعالم بأسره سجايانا الكريمة، والصورة المشرقة لشيعة اهل البيت عليهم وألهم السلام، وشيعة العراق بوجه الخصوص، وهذا ما اكدته اقوال الزائرين من مختلف البلدان، بل وصل الامر الى المقارنة بين التعامل الذي يحصل مع الحجاج، والذي يحصل مع زوار الاربعين، والاشادة والشكر على المستوى الرسمي للعراقيين.
هذه المناسبة اصبحت انموذجا للسلام والتعايش السلمي، ورمزا للوحدتين الوطنية والإسلامية على مستوى العالم، بما يعزز إظهار هويتنا الإنسانية والإسلامية والعربية والوطنية، وما تتحلى به أخلاقهم السامية، وتجود به نفوسهم الأبية، وأياديهم الطيبة من مظاهر الكرم والسخاء والجود.
تلك الزيارة المليونية تنشر رسالة الإمام الحسين لنجاة العالم، وتمثل مسيرة تأصيل وتجذير وتعميق المنهج الحسيني، في ذاكرة التاريخ وضمائر الشعوب، فهذه الملايين الزاحفة تمثل استفتاءً واضحاً، حول هوية العراق ورفضه لما يمس دينه وقيمه.
هذا الذي ادى الى قيام حرب ناعمة، هدفها المشاغلةَ عن الأهداف المنشودة من الزيارة الشريفة ومقاصدها المقدّسة،
لذلك تظهر كل عام الدعوات المشبوهة، التي تطلقها أبواق الفتنة والنفاق، والتي تتنافى والقيم السامية لشعب العراق، منها
وصف بعظهم الشعائر الحسينية بدون معنى، ومحاولة نسب الخدمات الى جهات اخرى، لتبيض تاريخها وحاضرها، او
يقولون لماذا تتعطل الحياة في العراق أياما في زيارة الأربعين؟
وهناك محاولات لتقسيم التشيع إلى عربي وفارسي..
قمع السلطات الظالمة لاي مكان فيه شيعة، يسعون الى احياء سيرة الحسين باي شكل من الاشكال، في مقابل ذلك العناية الالهية تظهر عظمة الحسين ومحبيه، من خلال مشاركة كتاب من من دول ومذاهب واديان متنوعة، وكذلك زيارة رؤساء الاديان الاخرى، الى كربلاء ومشاركتهم بالزيارة، تدحض كل ادعاءات الحرب الناعمة، وبذلك تكون زيارة الاربعين عصا الحسين التي تلقف ما يلقون..
خطوة جيدة من وزارة الاتصالات، بإصدار طوابع بريدية توثق الزيارة الأربعينية، لكن تبقى مسؤوليتنا هي تقوية الجانب الاعلامي الشعبي، في ابراز ثقافة الخدمة الإعلامية الشعبية للمسيرة، فلو قام كل زائر وخادم بالتقاط ٥٠ لقطة أو فديو صغير، مما يشاهده من نقاط مضيئة على مدى أيام المسيرة، كلها سيكون لدينا مئات الملايين، من اللقطات التي تستطيع أن تغرق وسائل التواصل الاجتماعي، وبمختلف اللغات التي أصبح تأثيرها اليوم أهم من تأثير البث الفضائي.