في ذكرى رحيل الآثاري بهنام أبو الصوف: ما علاقة الآشوريين المعاصرين بالقدماء؟
علاء اللامي*
قراءة في مقالة بقلمه: الآثوريون الحاليون وعلاقتهم بالآشوريين سكان العراق القدماء: قراءة في الإثنية التاريخية وسط حقل ألغام الهويات في العراق.. مع رسالة شخصية بقلم العلامة طه باقر حول الموضوع.
تمر اليوم ذكرى رحيل المؤرخ والآثاري العراقي البارز بهنام ناصر نعمان أبو الصوف الموصلي، الذي رحل عن عالمنا بتاريخ 19 أيلول 2012، وتحية لذكراه ولإنجازاته الكبيرة، ولوقفته العلمية الشجاعة ضد الزيف والتزوير والانتحالات العرقية أقدم هذه المقالة والتي هي عبارة عن حوارية أجراها معه عبد السلام صبحي طه حول موضوع انتساب جماعات معاصرة إلى الآشوريين والكلدانيين القدماء المنقرضين، و سأخصصُ بدوري دراسة وافية موثقة أستعرض فيها مختلف أوجه هذه الانتحالات وكيف نشأت ولماذا وأين، وآمل أن أتفرغ لهذه الدراسة بمجرد الانهاء من بعض المشاغل الكتابية الراهنة وفي مقدمتها إنجاز “معجم اللهجة العراقية”. لقد انحاز الراحل أبو الصوف إلى العِلْم ومقولاته، ووقف ضد هذه الانتحالات غير العلمية رغم أنه هو شخصياً محسوب من حيث الهوية القومية والدينية على هذه الجماعات المنتحلة، ولكنه ثبت عند موقفه ورأيه العلمي فوُجِّهَت له شتى الاتهامات الظالمة وشنت ضده حملة إعلامية تشنيعية قاسية بدلاً من أن يرد أصحابها على حججه وأسبابه التي طرحها، غير أن تلك الحملة لم تنجح في ثنيه عن قول الحقيقة والدفاع عن وجهات نظره العلمية المشفوعة بالأدلة والمعطيات التأريخية اللغوية والآثارية.
*في هذه المناسبة التي أحيي فيها ذكرى الراحل أبو الصوف أغتنم الفرصة لأسجل التحفظ الآتي: إنَّ أغلب الباحثين العراقيين في شؤون التاريخ والآثار والإناسة وعلم الاجتماع العراقيين وخاصة من العرب – باستثناء الراحل طه باقر – يلتزمون الصمت حيال هذا الموضوع، إنْ لم يكونوا من المصفقين والمروجين لتلك الانتحالات، ولا يجرأون على مواصلة الدرب الذي سار عليه الشجاع بهنام وزملاء آخرون له من أمثال موفق نيسكو الذي كتب الكثير من الدراسات والمقالات حول هذا الانتحال وأطلق على المنتحلين اسم “المتأشورين”، لقد سكت البعض وصفق البعض الآخر وقفز على معطيات التأريخ واللغة ولجغرافيا ربما طمعاً بما توفره الجماعات والشخصيات تنتحل الانتساب الى الآشوريين والكلدانيين القدماء والمقيمة في دول غربية عديدة، من ترويج إعلامي واسع وإمكانيات فنية في إصدار الكتب والمجلات وتنظيم الندوات والاستعراضات الثقافية لهؤلاء الصامتين.
إنَّ من حق جميع الناس والجماعات الدفاع عن ثقافاتهم ولغاتهم وأصولهم والاحتفال بمناسباتهم الشعبية، وليس من حق أحد قمعهم ومنعهم من ذلك كمبدأ عام، ولكن ليس على حساب الحقيقة العلمية أو لتحقيق أهداف نفعية ومصلحية ولتضليل الناس. وإذا كان من الممكن التفهم والتعاطف مع محاولات اختلاق هوية إثنية مجازية باسم “الآثوريين” قبل قرن من الآن، لتفادي الظلم والقهر القومي والطائفي الديني المسلط على المسيحيين العراقيين وغير العراقيين من أبناء الطوائف والأقليات من قبل السلطنة العثمانية وللحفاظ على الكينونة المجتمعية، وهو ما عبر الراحل أبو الصوف بتأسيس “نوع الهوية تحفظ لهم كينونتهم، بعد أن اشتد الضغط على الاقليات العرقية والدينية بسبب اندلاع الحرب العالمية الأولى والمذابح التي ارتكبت ضد الأرمن”، فإنَّ هذا النوع من انتحالات النسب القومي والديني والطائفي والعشائري تفاقم وصار عملاً أيديولوجياً ودعائياً سياسياً ضمن مناخات ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق سنة 2003، وتأسيسه منظومة حكم طائفية عرقية التي أوجدت العديد من الدكاكين السياسية والعرقية والطائفية المسلحة والتي يبقى انتماؤها نفعياً وتكسبياً لا علاقة له بالعلم وشروطه. هنا، بالضبط، يقع المحذور وقد يتحول العلم إلى شاهد زور وبطاقة مرور سياسية يستعملها المنتحلون والمتكسبون باسم الحقوق الثقافية؛ ولذلك بات من واجب العلم أن يقول كلمته بهذا الخصوص ويقارب الحقيقة بطريقة منهجية علمية محايدة على لسان الباحثين النزهاء الشجعان وفي مقدمتهم بهنام أبو الصوف حول انتساب هذه الجماعات إلى أقوام وشعوب قديمة.
إنَّ نص المقالة الذي أنشره أدناه مأخوذ من نسختين لها تختلفان بعض الشيء، فبعض العبارات والجمل نجده في واحدة منهما ولا نجده في الأخرى، ولذلك نشرت النص الكامل بلا حذوفات تقريبا، ومعه نشرت رابطي النسختين كلتيهما ليتمكن من العودة إليهما من يريد العودة للمراجعة والتوثيق، وينتهي نص المقالة بنص الرسالة الشخصية التي أرسلها الراحل طه باقر إلى أحد الباحثين حول موضوع انتساب الآشوريين والكلدان المعاصرين والتي وردت في إحدى النسختين. وقبل المقالة أقول الآتي على سبيل التمهيد لها:
خلاصة المقالة:
*يرى الباحث بهنام أبو الصوف أن الآشوريين والكلدان القدماء شعوب رافدانية انقرضت وزالت من الوجود هي ولغاتها واندمجت بقاياها في جماعات أخرى، والجماعات التي تنسب اليوم نفسها إلى هذين الشعبين هم من الآراميين النساطرة، فهم لا يتكلمون اللغة الآشورية أو الكلدية البابلية إطلاقاً، ولغتهم الحالية هي السريانية، وهي لهجة من اللهجات الآرامية الشرقية. أما تسمية الكلدان والكلدانيين فقد أطلقت في القرن الخامس عشر حين (قامت الكنيسة الكاثوليكية – في روما – بجهد كبير لغرض تحويا أتباع الطائفة النسطورية الشرقية الى المذهب الكاثوليكي وقد نجحت جزئيا بذلك وحينما أرادوا إطلاق تسمية على معتنقي الكاثوليكية في العراق أسموهم بـ (الكلدان) وذلك باعتبارهم من أرض بابل (الكلدية) وليس لأنهم من سلالة الكلديين المنقرضين، إذن هي لا تعدو كونها مجرد تسمية للتعريف جغرافيا).
*أما بخصوص تسمية الآشوريين والآثوريين فيقول الراحل أبو الصوف ما خلاصته (أما عن جذور الاسم آثور من أشور فأنه في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ظهر مطران مسيحي (كلداني – كاثوليكي) واسمه المطران أدي شير ومؤلفه القيم الموسوم (كلدو – أثور)، من عندها ابتدأت هذه الأقوام تتداول مصطلح (آثور) كنوع من التأسيس لهوية تحفظ لهم كينونتهم، حيث اشتد الضغط على الاقليات العرقية والدينية واضطهاد الترك والكرد للأقليات بسبب اندلاع الحرب العالمية الاولى وحصول واقعة مذابح الأرمن بعد 1915 بسبب موقفهم المناوئ للدولة العثمانية حينها و مساندتهم لروسيا القيصرية مما عدَّ حينها صراع عسكري- ديني..وانسحب الأمر على جميع المكونات المعتنقة للديانة المسيحية في العراق حينها وأخذ كل مذهب يحاول تأسيس هوية معينة للتعريف والتميز والحفاظ على كينوته من الضياع والانقراض ووجد النساطرة ضالتهم بالتسمية التي أطلقها المطران (أدي شير) عليهم “الآثوريون”).
نص المقالة: الآثوريون الحاليون وعلاقتهم بالآشوريين سكان العراق القدماء… قراءة في الإثنية التاريخية وسط حقل الغام الهويات في العراق. بهنام أبو الصوف
“المقال أدناه من حوارية اجراها الباحث عبد السلام صبحي طه مع د. بهنام أبو الصوف – عمان في 18 ايلول 2011 – وقد تمت اضافة مصادر خارجية ذات صلة مهمة في نهاية المقال من قبل الباحث. وقد ورد فصل خاص بنفس الموضوع في كتاب مذكرات د. بهنام ابو الصوف الموسوم) رحلتي مع آثار العراق – دار المدى، 2014 – بقلمه”:
بعد سقوط الامبراطوريتين الاشورية والكلدية (البابلية الثانية ) في 612 ق.م و 539 ق.م على التوالي، انتهت تقريبا اللغتين الاشورية والبابلية من التداول في بلاد الرافدين والاقطار المحيطة، والتي كانت في فلك هاتين الدولتين ماعدا استمرار الخط المسماري في بعض المدونات الكهنوتية والتراثية, واخرها وجد في مدينة الوركاء في الزمن السلوقي بعد الاسكندر بسنوات ( حوالي 200 ق.م ) , وهكذا حّل محل اللغتين أعلاه في التداول وفي المكاتبات الخط واللغة الآرامية، واصحابها كانوا يتغلغلون الى بلاد الرافدين واقسام من ايران والخليج العربي خلال النصف الثاني من الالف الثاني ق.م, قادمين في الغالب من بلاد الشام, حيث كانوا قد استقروا في اواسط الالف الثاني ق.م مهاجرين اليها من شبه الجزيرة العربية كسابقيهم من الهجرات الأكدية والأمورية في الالف الثالث ق.م.
حلت اللغة الآرامية والخط الارامي في معظم بلاد الرافدين غربي دجلة وفي الشمال وكل بلاد اشور وهذا كما اسلفت اعلاه بعد سقوط الاشوريين والكلديين، تجاورهم الى الشرق من دجلة وفي كل بلاد إيران اللغة البهلوية والخط البهلوي (لغة وخط الدولة الأخمينية المنتصرة التي احتلت بابل في 539 ق.م)
انقراض اللغتين الآشورية والكلدية:
وبسبب هذه الاحداث لم يتبق في بلاد الرافدين اية لغة اشورية أو كلدية (بابلية) ما عدا مخلفات قليلة كهنوتية في المعابد والمراكز الدينية المحافظة، وهذه كانت ايضا في طريقها الى الانقراض، كما انقرضت قبل هذا بأكثر من ألف سنة اللغة السومرية من المعابد بعد سقوط آخر كيان سومري في اواخر الالف الثالث ومطلع الالف الثاني ق.م بعد سقوط دولة أور الثالثة في أور في 2006 ق.م.
إن آخر كيان سياسي للأشوريين بعد خروجهم من نينوى واشور كان في حرّان حيث قضى عليه نبوخذ نصّر (العاهل الكلدي البالبلي قبل 605 ق.م)، وعاد الى بابل لاستلام الحكم بعد وفاة والده نبوبلاصر، مؤسس السلالة الكلدية البابلية الأخيرة،
وتأسيسا على هذا نجد ان من كان يتكلم ويتعامل باللغة الاشورية لغة الحاكمين في الامبراطورية الاشورية وفي كل بلاد الرافدين واطرافها الشمالية والجبال وشمالي سوريا قد انقرضوا تماما في مطلع القرنين الخامس والرابع ق.م وما بعدهما حتى مجيء المسيحية الى هذه البلاد بعد انتشارها في بلاد الشام اولا.
في القرن الاول الميلادي كانت اللغتين السائدتين هما الآرامية في بلاد الشام مع اليونانية ( لغة المنتصرين في اليونان – بعد الاسكندر ) والفارسية (البهلوية ) في شرقي بلاد الرافدين وبلاد ايران ( وهي لغة المنتصرين الأخمينيين والبارثيين والساسانيين ) وحتى مجيء الفتح العربي الاسلامي في مطلع القرن السادس الميلادي ( بعد 537 م ) وبدأت اللغة العربية ومن ثم خطها يحل محل الفارسية في شرق العراق كما صار يزاحم الآرامية، (التي صارت تدعى الآن السريانية – من سورث أي سوريا ) بعد ان تبنى المسيحيون الجدد هذه اللغة وأطلقوا عليها السيريانية لأنهم اعتبروا الآرامية هي لغة الوثنيين فصارت معظم مدن بلاد الرافدين وبلاد الشام تتكلم العربية ( لغة الفاتحين الجدد )، وقد استمرت السريانية (وريثة الآرامية) في الكنائس ولدى بعض القطاعات المحافظة في بلاد الرافدين وبلاد الشام, الا انها أستمرت كلغة التداول خارج المدن وفي قرى وقطاعات منعزلة في كل بلاد الرافدين وبلاد الشام ولا زالت. حتى مسيحيو الجبال في الهكاري وجزيرة ابن عمر وشرقي بلاد الأناضول وقرى شمال العراق وشمال شرقه وأطراف بحيرة (وان) استمرت هذه الاقوام تتحدث بالآرامية ووريثتها السيريانية.
كثلكة النساطرة الآراميين:
اعتنق سكان جبال وقرى ومدن الجزء الشمالي الشرقي من العراق وامتداداتها في بلاد إيران والاناضول الديانة المسيحية بمذهب يدعى (النسطورية) نسبة الى الاسقف (نسطوريوس) أُسقف القسطنطينية والذي أسس، المذهب في 431 م. بعد حرمانه وطرده من الكنيسة الكاثوليكية الجامعة، ويطلق على كنيسة النساطرة -الكنيسة الشرقية.
في الحقيقة أن أتباع هذا المذهب وجلهم من سكان الجبال والقرى الشمالية للعراق وشمالي غرب إيران وشرق الاناضول هم بقايا الاقوام والقبائل الآرامية القديمة (كما تم تبيانه أعلاه).
في القرن الخامس عشر قامت الكنيسة الكاثوليكية بجهد كبير لغرض تحويا اتباع الطائفة النسطورية الشرقية الى المذهب الكاثوليكي وقد نجحت جزئيا بذلك وحينما ارادوا إطلاق تسمية على معتنقي الكاثوليكية في العراق اسموهم بـ (الكلدان) وذلك باعتبار انهم من أرض بابل (الكلدية) وليس لأنهم من سلالة الكلديين المنقرضين، إذن هي لا تعدو كونها مجرد تسمية للتعريف جغرافيا.
أما عن جذور الاسم (آثور من أشور) فأنه في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين ظهر مطران مسيحي ( كلداني – كاثوليكي ) واسمه ( المطران أدي شير) ومؤلفه القيم الموسوم (كلدو – اثور)، من عندها ابتدأت هذه الاقوام تداول المصطلح (آثور) كنوع من تأسيس لهوية تحفظ لهم كينونتهم، اشتد الضغط على الاقليات العرقية والدينية واضطهاد الترك والكرد للأقليات بسبب اندلاع الحرب العالمية الاولى وحصول واقعة مذابح الارمن بعد 1915 بسبب موقفهم المناوئ للدولة العثمانية حينها و مساندتهم لروسيا القيصرية مما عد حينها صراع عسكري- ديني..
انسحب الأمر على جميع المكونات المعتنقة للديانة المسيحية في العراق حينها واخذ كل مذهب يحاول تأسيس هوية معينة للتعريف والتميز والحفاظ على كينوته من الضياع والانقراض ووجد النساطرة ضالتهم بالتسمية التي أطلقها المطران (أدي شير) عليهم (الاثوريون).
الخبث البريطاني وزراعة المليشيات الطائفية:
حين حل الاحتلال البريطاني في المنطقة عقب خسارة الحلفاء الحرب وسقوط الامبراطورية العثمانية بعد 1918 وجد في المكون الآثوري عنصر حليف ومخلص بسبب عقدة الاضطهاد الديني والعرقي التي عانوا منها الامرين ابان الدولة العثمانية، شكل الانكليز فوجا عسكريا من الآثوريين باسم (قوات الليفي اي الموالين) ومنح بعض منهم الرتب العسكرية المختلفة، وبقي هذا التشكيل حتى مطلع الخمسينيات من القرن المنصرم واخذت هذه القوات تحرس القواعد والمطارات البريطانية في الموصل والحبانية والبصرة وربما كركوك.
وقد أجاد المحتل البريطاني المشهود له بدهائه وخبثه أن يوظف الموروثات والتسميات ويرقع منها ما يناسب كسب الاقليات بالعزف على اوتار التفرقة بنغمة تروق لكل منها (شيعة وسنة ومسيحيين …الخ)، فأخذ يدفع باتجاه استخدام مطلح اشوري بدلا من اثوري وان جنود فوج الليفي من سكنة القرى والجبال من النساطرة هم ورثة واحفاد الاشوريين المقاتلين الاشداء، وحينها تمت عملية التجيير الرسمي لمصطلح المطران (أدي شير) الآثوريين الى الاشوريين وتمسك الاخوة النساطرة بهذه التسمية الى حد الساعة.
إذن المحصلة النهائية التي نخرج بها ان الاخوة (الآثوريين) بحسب مصطلح المطران (أدي شير) هم اراميون – سريان – من اتباع الكنيسة النسطورية (الشرقية) ولا يوجد اي سند مؤيد من جهة علمية تاريخية أو انثروبولوجية او عسكرية بريطانية او هيئة كنسية فاتيكانية تؤيد بالإثبات التأصيل التاريخي انهم احفاد الاشوريون (سكان العراق القديم). اتذكر حينما أخذت النقاشات والحلقات الدراسية في مراكز البحوث والمجاميع اللغوية تُعقد بتوجيه من الحكومة العراقية ممثلة بوزارة الثقافة وديوان الرئاسة (حينها) خلال التسعينيات من القرن المنصرم (لإبداء الرأي في موضوعة الجذور التاريخية للقومية الآثورية في العراق وهل هي سليلة الشعب الآشوري في العراق القديم، كما كانت بعض دوائر المعارضة في خارج العراق تسويقه حينها، كنا نجتمع د. فوزي رشيد، بهيجة خليل، د. عامر سليمان، ود. طارق مظلوم وأنا لإبداء الرأي العلمي بهذا الموضوع بسبب كم الدعاية والاستثمار الذي تم ضخه في الموضوع من قبل دوائر الاستخبارات والإعلام الأجنبية، وظهور فريق معارض تحت لواء الأكراد العراقيين أطلقوا على أنفسهم اسم الحركة الآشورية. ولقد أبدينا الرأي حينها بأن هؤلاء الإخوة يرتدون في أصولهم الى الآراميين الذين يمكن اعتبارهم ربما أولاد عم للكثير من القوميات والشعوب المجاورة كالفينيقيين والآشوريين والكلديين سكان العراق القدماء، وهم من الموجات الأولى التي دخلت بلاد الشام والعراق من اواسط الألف الثاني ق.م، وكونوا دويلات مدن وهم أصحاب حضارة عظيمة ولكن لغتهم و كتاباتهم سادت كل منطقة الشرق الأدنى القديم بعد سقوط الدولة الآشورية وحتى مجيء المسيح الذي كان يتحدث بالآرامية، والأناجيل الأولى و التوراة العبرية في نسخه الأولى كانت بالآرامية”
رسالة شخصية من العلامة طه باقر:
*ملاحق ومصادر: ملاحق متعلقة بالموضوع وقد تمت اضافتها من قبل الباحث ملحق)
1- رأي العلامة طه باقر في المسألة الآثورية واختلاف التسميات في رسالة جوابية للباحث السيد رياض رشيد ناجي الحيدري بتاريخ 10 نيسان 1973 وقد وردت في مقدمة رسالة ماجستير السيد الحيدري الموسومة “الآثوريون في العراق 1936-1918″:
*رسالة جوابية من طه باقر إلى مؤلف كتاب “الآثوريون في العراق”:
“إن كلمة آشوريين على ما هو معروف كانت تطلق في تأريخ العراق القديم على القوم المعروفين بهذا الاسم، الذين كونوا دولة كبرى في شمالي العراق وهم من الأقوام السامية ومن أقرباء البابليين وغيرهم من الأقوام السامية المعروفة”. وإن هذه التسمية، على ما هو واضح، مأخوذة من النسبة إلى آشور التي أطلقت على أقدم مراكز الآشوريين أو عاصمتهم المسماة آشور (قلعة الشرقاط الآن). ولا يُعْلَم بوجه التأكيد أيهما أصل للآخر، على انه يجوز الوجهان. كما لا يُعلم معنى الكلمة “آشور”. وكانت تكتب إما بهيئة آشور (ASHUR) أو آشّور (بتشديد الشين). وجاء اسم الآشوريين في المصادر الآرامية والعربية أيضاً على هيئة “آثور” و”أفور” و”آثوريون” و”آفوريون”. والإبدال بين الشين والثاء معروف في اللغات السامية. أما التسمية الحديثة التي يطلقها على أنفسهم الآثوريون الآن فإنها استعيرت من الكلمة القديمة مفترضين أنهم من أحفاد الآشوريين القدماء؛ على أن نقطة الضعف فيه هي أن اللغة التي يتكلم بها الآثوريون الآن ليست لغة آشورية ولا هي منحدرة من الآشورية القديمة، وإنما هي إحدى اللهجات الآرامية من الفرع الشرقي منها مثل لهجة الصابئة (المندائيين) في العراق، أي السريانية الشرقية. طه باقر – رسالة جوابية في 10/ 04/ 1973- هامش 1 في ص 9 – كتاب “الآثوريون في العراق” تأليف رياض رشيد الحيدري/ أطروحة ماجستير”.
مراجع:
-د بهنام ابو الصوف، جدل الهويات ما بين سكان العراق القديم (الاشوريون والكلديون) وسكان العراق الحديث (الآثوريون والكلدان).
-د. طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات، الاشوريين واصولهم
-يوسف ملك خوشابا حقيقة الاحداث الآثورية المعاصر
1-رابط أول يحيل إلى مقالة “الآثوريون الحاليون وعلاقتهم بالآشوريين سكان العراق القدماء: قراءة في الإثنية التاريخية وسط حقل الغام الهويات في العراق” وإلى العديد من المداخلات الإذاعية والتلفزيونية للراحل أبو الصوف أسفل الصفحة.
2-رابط ثان يحيل إلى نسخة أخرى مختلفة قليلا من المقالة “الآثوريون الحاليون وعلاقتهم بالآشوريين سكان العراق القدماء: قراءة في الإثنية التاريخية وسط حقل الغام الهويات في العراق”.
https://docs.google.com/document/d/1WMtKpTD7mf6DDxe-_T9iGmCMG5n0myLYXG3IaqvnQ7Y/edit?pli=1