حقوق قد تجهلها بعض المسلمات
كان والدي رحمه الله شديد التدين. درس الدكتوراه في باريس ولم يذق الخمرة، وصار رئيساً للجامعة السورية قبل أن تسمى جامعة دمشق، كما كان وزيراً للتربية والتعليم، لكنه قبل ذلك كله ظل رجلاً شديد التدين. وحين كنت طفلة، كنت أصلي خلفه صلاة التراويح.
وحين صرت طالبة جامعية سألته مرة: لماذا من حق الرجل تطليق زوجته وليس من حق المرأة تطليق زوجها؟ قال لي: هذا ليس صحيحاً، وتستطيع المرأة المسلمة تطليق زوجها شرط أن تطلب أن يكون لها «حق العصمة» مقابل أن لا تتقاضى من زوجها الآتي غير الحد الأدنى، من «مقدم الصداق».
زواجي من بشير المسلم: ذكريات!
لقد فقدت زوجي حين رحل إلى خالقه وهو في مطلع السبعينيات من عمره، لكنني لن أنسى يوماً موقفه من تطليق المرأة لزوجها.
فليلة عقد قراننا في قصر الداعوق البيروتي حيث يقيم، كان شهودي خالي الدكتور أمين رويحة المقيم في لبنان، والشاعر نزار قباني وسواهما.
وكان من شهود زوجي عمه وجاره رئيس الوزراء اللبناني يومئذ، وسواه من الأسرة، قبل عقد القران، وقلت ليلتها لزوجي الآتي إنني أريد أن يكون «حق العصمة في يدي» أي أن أستطيع تطليقه حين أشاء كما يستطيع هو تطليقي… ووافق بلا تردد، وقال: «إن ذلك من حقك».
ودخل إلى صالون (الزواج) وقال ذلك للشيخ العاقد، والطريف أن خالي هو الذي احتج قائلاً: هذه هي غادة المشاغبة التي تسبب المشاكل، لكن د. بشير قال له: أنا موافق على ذلك. بل إنني راغب في ذلك. وهكذا كان، وكان خالي الوحيد من أسرتي الذي حضر عقد قراني، فقد كانت الطرقات إلى سوريا مقطوعة بسبب الثلج الذي غطى «ظهر البيدر».
حقوق المرأة المسلمة
(حق العصمة) في يد المرأة تجهله الكثير من المسلمات، ويجري التعتيم عليه، لكنه أحد حقوق المرأة المسلمة التي يجري التعتيم عليها.
وأعتقد أنه من الضروري الإعلان عن ذلك في الأقطار العربية كلها وسواها؛ لتعرف المرأة أن الإسلام لم يظلمها، لكن البعض يحاول التعتيم على حقوقها. بالمقابل، تتجاوز بعض الغربيات حقوقهن باتهام الرجل ظلماً بأنه حاول الاعتداء عليها، وقد يكون ذلك صادقاً أو كاذباً.
لا نريد ظلم المرأة ولا الرجل
تتكاثر هذه الأيام في الغرب اتهامات المرأة الغربية للرجل بأنه حاول الاعتداء عليها وتطلب بمعاقبته وبحصولها على تعويض مالي.
وتضامنت النساء الغربيات ضد الرجل (المعتدي)، لكن بعض الرجال بريئون والتهمة ملفقة طمعاً في المال من بعض النساء أو الشهرة. والمشكلة في اتهام المرأة للرجل بمحاولة الاعتداء عليه (جنسياً) هو الافتقار إلى الشهود، إذ يبدو أن بعض الاتهامات كاذبة. وقرأنا مؤخراً في المجلات والصحف الفرنسية عن براءة الأستاذ في جامعة جنيف (عربي الأصل) من تهمة مماثلة، وحكمت له المحكمة بالبراءة. من أولئك الممثل كيفن سباسي الذي حكمت المحكمة مؤخراً ببراءته من محاولة إنشاء علاقة مع أربعة (من الرجال!). وبعد أعوام من المعاناة مع المحاكم، نال حكم البراءة. والذين تم اتهامهم مؤخراً بينهم مشاهير في عالم السينما الغربية، ومن الضروري عدم استخدام المرأة (أو الرجل!) هذه التهمة إذا كانت كاذبة.
جيرار ديبارديو: بريء؟
خرجت بعض المجلات الفرنسية وعلى غلافها صورة النجم الفرنسي جيرار ديبارديو، واتهام العديد من النساء له بالاعتداء عليهن جنسياً. والمشكلة في هذا النمط من الاتهامات هو الافتقار إلى شهود مع أو ضد. والمحكمة لا تدري ببساطة من تصدق. فما كل الاتهامات من نمط اتهام جيني هيرموسو روبياليس الإسبانيات، والتهمة قبلة! ما حكاية تلك القبلة؟
قبلة… هل كانت عفوية وبريئة؟
منذ فترة حين انتصر فريق منتخب السيدات الإسباني لكرة القدم عالمياً، قام رئيس الاتحاد الإسباني بتقبيل اللاعبة جيني هيرموسو. من طرفي، وجدت القبلة مبالغة في التقدير والفرح للنصر في المباراة، ولكن الصحافة الغربية كلها وجدت في القبلة اعتداء على المرأة، وتم وصف سلوكه بأنه غير مقبول، وتم إيقافه عن العمل كخطوة أولى. تأملت صورة تلك القبلة فوجدت في وجه اللاعبة جيني هيرموسو الكثير من الدهشة أكثر من الرفض، فهي لم تدفعه بعيداً عنها! هل يمكن لقبلة علنية تحت عدسات المصورين أن تدمر المستقبل الرياضي لرجل مثل روبياليس؟ ربما، والأمر يخص الإسبان. ولكن ذلك يذكرنا بأشياء أخرى.
يقتل الشرطية زوجته السابقة
في فرنسا قتل مؤخراً رجل سيدة شرطية كانت تصطحب أولادها إلى المدرسة، قتلها في الشارع (وكان زوجاً سابقاً لها) وهرب، وألقي القبض عليه. هذه جريمة لا يمكن الدفاع عنها، وفتحت ملف عدد النساء المقتولات على أيدي الرجل في فرنسا والذي تجاوز 155 امرأة بكثير.
لماذا؟ هل يستفز نجاح المرأة في الحياة العامة بعض الأزواج السابقين خاصة، والذكور عامة؟ لكنهم سينالون العقاب، ولكن بعد أن فقدت المرأة حياتها والأطفال أمهم… والزوج السابق إلى السجن!
خبر شبه طريف
أختم كعادتي غالباً بخبر ليس كئيباً. ثمة مصور ألماني يحول معمرين (بلغوا عامهم المئة) لعارضي أزياء!
لم يدهشني الخبر. منذ أعوام كنت في مكتب البريد قرب بيتي حين جاءت مسنة وطلبت مني مساعدتها في إرسال بريدها بواسطة الآلة التي تحصي النقود وتعطيك الطوابع. وسألتها لماذا لا تفعل ذلك، فأنا على عجل. قالت ببساطة، لأن عمري 100 سنة!
وكانت تجر معها عربة التسوق. وأدركت أنني لم أصدقها، فأخرجت بطاقتها الشخصية وفيها تاريخ ولادتها وفوجئت بأن عمرها 100 سنة!
أتمنى أن أكون مثلها إذا كان قدري أن أعيش هذا العمر كله، ويظل القلم يركض بين أصابعي كعكاز سحري!