المحتوَيات
(لَزوالُ الدنيا أهونُ على اللهِ من سفكِ دمِ مسلمٍ بغيرِ حقٍّ. حديثٌ نبوي)[1]
الدراسة الأول: نقد الخطاب السلفيّ الانتحاريّ وتفكيك مصادرات الاستشراق
الفصل الأول
مقدمات وتعاريف نظرية
قراءة في المصطلحات الرائجة
مقدمات نظرية تاريخية
تحفظات الاصطلاحية
تعريف السلفية
السلفية الجهادية
السلفية الانتحارية
السلفية السياسية البرلمانية
تعريف الأصولية
العنف السلفي التكفيري والآخر الطائفي
الفصل الثاني
الاستشراق المعاصر والإسلام
التفريق بين استشراق وآخر
مقاربات استشراقية للجهاد
الاستشراق المعاصر والإسلام
فرضيات وليم بولك
شهادة منصفة لآرمسترونغ
“الحرية” كصرخة حرب غربية
الفصل الثالث
“الإسلاموفوبيا” ثمرة السياسات الإمبريالية
ركائز أيديولوجيا الإسلاموفوبيا
عنصرية بيولوجية وأخرى ثقافية
أكذوبة تحيز الإسلام الجنسي ضد المرأة
عنصرية بيولوجية وأخرى ثقافية
أكذوبة الإسلام دين العنف البنيوي
جذور مقولة الاستبداد الشرقي
خلط الإسلام بالاستبداد الشرقي
إدوارد سعيد: لماذا الإسلام دون غيره؟
أصوليات العصر الحديث
الفصل الرابع
نقد مقولة الانتصار الغربي النهائي على العالم
مقدمات المقولة
الفرق بين الثقافيتين الغربية والحديثة
هشاشة مقولة “الانتصار الغربي النهائي”
السلفية الأميركية والقدر المتجلي
الفرق بين العلموية والعلمانية
نقد العلموية من اليسار
الوضعية القديمة بثوب جديد
تحويل العلم إلى دين جديد
أسئلة لا تبحث عن إجابات
زيف مقولات العقلانية والعلمية
الفصل الخامس
السلفية الانتحارية جذورها وتجلياتها
الجذور التاريخية للمقاتل الانتحاري
أول انتحاري في التاريخ المعروف
العربات المفخخة اختراع أميركي
حكم الانتحار في الإسلام
عمليات انتحارية في المشرق العربي
الفصل السادس
السلفية الانتحارية والاحتلال الأميركي للعراق
الزرقاوي وبدايات السلفية الانتحارية:
البرقاوي والتأسيس النظري
خلافات الشيخ ومريده
الخلاف يتفاقم والمضمون يترسخ
جردة بالفروق والخلافات
الفصل السابع
تفكيك المصادرات السلفية الانتحارية
عقيدة داعش القتالية
فقهاء داعش والانتحار
الجديد الميداني الانتحاري
هل كان البراء بن مالك انتحارياً؟
حقيقة الصحابي البراء بن مالك
أبو بكر الصديق يمنع تولية البراء القيادة
التتريس والانغماس في الصف
انقسام فقهاء وشيوخ السلفية
الفصل الثامن
تكفير الجميع إلا المبايع
استهداف المسلمين السنة
السلفيّة الانتحارية بنسختها الزرقاوية
تعريف الحشوية وتاريخها
التبرؤ من الحشوية
الزرقاوي يخالف ابن تيمية
الفصل التاسع
مصادرات السلفية الانتحارية
القتال النكائي الثأري والعصمتين
البرقاوي يحذر الزرقاوي
التطرف الليبرالي الاستشراقي المقابل
التكفير وحكم المرتد قديما وحديثا
الفصل العاشر
التكفير عند السلفية الشيعية
الفقه الشيعي والتكفير
تكفير بنكهة سياسية طبقية
سجال شيعي حول تكفير المخالف والمختلف
نقطة لقاء إيجابية
تجريم التكفير وإهدار الدم دستوريا
الدراسة الثاني: نقد الخطاب الطائفي دفاعاً عن صلاحِ الدينِ
الفصل الأول
صعود الخطاب الطائفي الانعزالي
الطائفة المجتمعية والطائفية السياسية
صراع اجتماعي أم طائفي؟
نشأة التشيع العراقي
نشأة التسنن العراقي
بدايات التأليف الطائفي
الشيعة من عهد البويهي إلى العثماني
رموز الاستفزاز السنية والشيعة
الفصل الثاني
عصر صلاح الدين الأيوبي
اتهامات بالجملة لصلاح الدين
وزارات وإمارات التغلب
البويهيون في بغداد
الأيوبي يتصدى للفرنجة بمصر
الفصل الثالث
اتهامات باطلة أخرى لصلاح الدين
هل أحرق صلاح الدين المكتبة الفاطمية؟
تهمة العزل الجنسي للأسرة الفاطمية
المجازر وحرب الإبادة
ملحقان
الملحق الأول: فقرات من مقالة تعقيبية للمؤرخ اللبناني الشيخ جعفر المهاجر
الملحق الثاني: فقرات من رد علاء اللامي على مقالة الشيخ جعفر المهاجر.
المقدمة
يعتمد هذا الكتاب في مقاربته لظاهرتي السلفية الانتحارية والطائفية الانعزالية، منهجية يمكن وصفها بأنها نقدية تحليلية منهجا، وتاريخية اجتماعية موضوعا، في تعاملها مع المادة التراثية موضوعها واستطالاتها المعاصرة. وهي مقاربة لا تخفي نوعاً من الانتقائية المنحازة التي تدعو إلى استلهام ما هو مضيء وإيجابي وكفاحي في التراث العربي الإسلامي والشرقي بعامة، وناقدة ومفكِّكة لكل ما هو معتم وسلبي ورجعي معيارياً وحضاريا فيه، وأيضا، وفي الوقت عينه للنزعة الاستشراقية العنصرية في تناوله أحيانا. ولكنها في تناولها للحَيْثِ التاريخي تحاول أن توازن بين هذه الانتقائية النقدية التحليلية والموضوعية الدقيقة، فلا تغلب رؤية أيديولوجية معينة على قراءة الوقائع والشخصيات التاريخية، بل ستعمد إلى الأخذ بالصرامة المنهجية المطلوبة في البحث التحليلي المقارِن التاريخي.
يضم هذا الكتاب بين دفتيه دراستين مستقلتين موضوعياً إلى درجة يمكن اعتبارهما كتابين منفصلين؛ ولكن الجامع بينهما، والمهيمن عليهما مضمونياً، يبقى هو الهمُّ المعرفي التاريخي والتراثي، الباحث عن الحقيقة بوقائعها وأفقها السياسي المَعِيش، ضمن أجواء السجال “السيافكري” المستمر والمتساوق مع صراع اجتماعي بلغ درجة الاقتتال الدموي والقتل والتهجير على الهوية الدينية الطائفية منذ عقود في المشهد الثقافي العربي والعراقي بخاصة، والبالغ ذروته العُنفيَّة الدموية مع صعود وانتشار الجماعات السلفية الانتحارية والأخرى الطائفية السياسية والاجتماعية المتواشجة بنيويا ووظيفيا مع مشاريع دول العدوان والاحتلال الغربي، التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية منذ 2003؛ سنة احتلال العراق، وما قبلها.
لقد ترافقت تلك المشاريع الغربية المعادية، وبشكل قصدي ومخطط له غالباً من قبل مؤسسات العدوان، مع تفاقم انقسام المجتمعات العربية والإسلامية التعددية دينياً وطائفياً ومذهبياً، انقساماً سياسياً ونفسياً عنيفا، بلغ درجة الاستقطاب والتناحر والاشتباك المسلح في حروب أهلية واقتتال داخلي مرير، وخصوصاً في ليبيا واليمن حيث استمر التآكل والتدمير الذاتي للدولة والمجتمع عبر الحروب بالوكالة لزمن طويل، وفي العراق وسوريا اللذين لم يَشفع لهما واقعُ أنهما بلدان ومجتمعان عريقان في التعددية الدينية والطائفية والإثنية، التي وسمت المجتمعات الشرقية والإسلامية عموماً في عصر الحضارة العربية الإسلامية البالغة ذروتها في بغداد العباسية، وميزتها بقوة عن المجتمعات الواحدية واللافظة للمختلف والمخالف في أوروبا.
ففي أوروبا انتهى التنوع الموروث والتعددية الدينية والإثنية غالبا بعد سلسلة الحروب الدينية إثر الإصلاح البروتستانتي في القرن السادس عشر وخاصة في حرب الثلاثين عاما وتوجت بمجازر طائفية دامية بلغت ذروتها في مجزرة “سانت بارتيليمي”، في فرنسا، وقد استمرت موجة الحروب الدينية التي عاشتها القارة العجوز حتى بدايات القرن الثامن عشر. ولم يبقَ فيها، وخصوصا في غربها إلا “جزر” تعددية مجتمعيا كالدولة الاتحادية السويسرية. لقد حافظت هذه الأخيرة على نوع رجراج من الثنائية الطائفية الدينية والتعددية اللغوية والقومية المستقرة والراسخة، ويمكن تعليل ذلك الرسوخ والاستقرار بكون سويسرا بلداً داخلياً لا يطل على بحر أو محيط، وقد انفرد بأنه ليس له ماضٍ استعماري وينفرد بنظام حكم نادر المثيل، يتمثل في ما يسمونه نظام “الديموقراطية المباشرة” القائمة على التناوب في الشأن التنفيذي، وحكم الشعب عبر الاستفتاءات الدورية حول جميع الشؤون الحياتية التي تهم المجتمع والدولة، مهما صغُرت، ومحدودية صلاحيات مؤسسات الحاكمة ورؤسائها. غير أن النهوض الأوروبي الغربي الذي تلا تلك المرحلة، جعل تلك الحروب والانتهاكات الدينية والطائفية التي دامت لعدة قرون شيئاً من الماضي ومخزناً للذكريات السوداء، وحلَّت محلها تداعيات وإفرازات عصر الغزو الخارجي واستعمار القارات الأخرى واضطهاد شعوبها بل وحتى إبادة بعضها حتى إزالتها من الوجود كما حدث في الشعوب الأصلية في القارتين الأميركيتين وأستراليا، وقد ترافق ذلك مع نشر وتعميق التجارب الانتخابية ودولة المؤسسات وترسيخ المبادئ العامة لحقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة في بلدان الداخل الأوروبي الغربي والأميركي بدايةً.
معنى ذلك، ضمن معانٍ أخرى، أن مقاربة هذه العناوين بالتحليل والحفر المنهجي والتفكيك النقدي، ليست من الترف الفكري المحايد برطانته الأكاديمية المعقدة وتردده في المسِّ بجذور المشكلات المتفاقمة، بل هي تستمد راهنيتها و”كفاحيتها” من راهنية وعمق المأساة التي تعيشها شعوبنا اليوم، في ظل دول فاشلة، ناقصة السيادة والاستقلال، ومُهَيْمَن عليها من قبل دول إمبريالية أو إقليمية استبدادية، ومهددة على الدوام بالعدوان المسلح من قبل الكيان الصهيوني “حاملة الطائرات الثابتة وغير القابلة للغرق”؛ على حد تعبير وزير الدفاع الأميركي الأسبق ألكساندر هيغ.
تتطلب هذه المقاربة النظرية التحليلية النقدية التاريخية، في الدراسة الأولى التي تحمل عنوان “نقد الخطاب السلفيِّ الانتحاريّ وتفكيك مصادرات الاستشراق”، والتي لا تخلو من التعقيد والتشابك أحيانا، حلَّ وتفكيك العديد من المشكلات والإشكالات المنهجية النظرية والاصطلاحية السلفية والأصولية، واستطلاع وتبيين الفروق بينهما ضمن سياقهما التاريخي والموضوعي العام. وسنناقش فيها المقدمات التعريفية والسياقية – النسقية للسلفية والأصولية، والفرق بينهما في اللغة العربية واللغات الأجنبية وفي الاستعمال الاصطلاحي السائد؛ محاولينَ تفحص التفرعات الداخلية للسلفية الإسلامية ودوافعها وجذورها الحقيقية والمزيفة، حسب محتوها وماهيتها المضمونية الاجتماعية والفكرية وتجلياتها الممارساتية شبه الفاشية.
ننتقل بعد ذلك إلى قراءة تحليلية لنماذج من النظريات والآراء والمقولات التي عبرت عنها كتابات بعض المستشرقين الأوروبيين حول ما يتعلق بمقولة “الجهاد” في الإسلام والحركات الإسلامية الجهادية المعاصرة؛ متوقفين نقدياً بشكل خاص عند فرضيات الباحث الأميركي وليم بولك، لنحلل بعد ذلك نماذج منتقاة من التحليلات واستنتاجات المنصفة للباحثة البريطانية كارين آرمسترونغ، وكيف شرَّحت بعمق العلاقة بين هذه الحركات الجهادية السلفية والسياق الجغراسياسي العالمي المعاصر الذي نشأت ونشطت فيه؛ مستعرضين تحليلها لجذور شعار “الحرية” كصرخة حرب عدوانية غربية، وكيف ولدت في القرن السادس عشر الميلادي مع بدء غزوات الفرنجة “الحرب الصليبية”؛ مقدمين قراءة تحليلية أخرى في محاور محددة من كتاب الباحثة الأميركية الهندية ديبا كومار في كتابها الموسوم “فوبيا الإسلام والسياسة الإمبريالية”، معرفين ببعض مظاهر الاستشراق الغربي وأسسه، متطرقين الى ما تسميه كومار “العنصرية الحيوية /البيولوجية” والأخرى الثقافية، ثم نتابع محاولات الباحثة نقد وتفكيك ما تسميه الأكاذيب الخمس التي يستند ويقوم عليها الخطاب الإسلاموفوبي كالتحيز الجنسي ضد المرأة، وامتزاج الإسلام بالعنف المتأصل فيه، وخلط الإسلام بالاستبداد الشرقي، واتهامه كدين بالعداء البدئي المزعوم للديموقراطية، خاتمين هذه القراءة بإضاءة على جذور ظاهرة الإسلاموفوبيا “الرُّهاب من الإسلام”، كما سلطها الراحل إدوارد سعيد في نقده لجوهر وآليات وتمظهرات الاستشراقية العنصرية الموجهة ضد الإسلام دون غيره من أديان، ووضع هذا العداء في سياقه التاريخي الاجتماعي الجغراسياسي العالمي الصحيح.
كما سنناقش ونحلل عناوين أخرى في السياق ذاته منها: أصوليات العصر الحديث ذات القشرة الليبرالية المزيفة كما ظهرت في ما يسمى نظرية القدر المتجلي (Manifest destiny) ذات الجذور السلفية البيوريتانية الإنجليكانية “التطهيرية” في الولايات المتحدة، وسنقوم بحفريات تاريخية للجذور التاريخية للمقاتل الانتحاري الذي لم يكن له وجود في كل التراث العربي الإسلامي. دارسين بعض الأمثلة على الأفعال الانتحارية الحربية في التاريخ القديم والحديث، متوقفين بإسهاب عند الحركات والتنظيمات السلفية الانتحارية والتي بلغت ذروتها في صعود “تنظيم قاعدة الجهاد” التي استقر اسمها في الإعلام لاحقا عند اسم “تنظيم القاعدة” التي تأسست في أفغانستان بين آب- أغسطس 1988 وأواخر 1989 / أوائل 1990، ثم “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام”، التي أمست تسمى اختزالا “داعش”. وسنتوقف بشيء من التفصيل والتوثيق عند تجربة منظمة أبي مصعب الزرقاوي المسلحة وبدايات السلفية الانتحارية وعلاقة مؤسسها بالشيخ عصام البرقاوي، وبدايات التأسيس النظري وخلافاته مع الزرقاوي. وفي الدراسة ذاتها سنتصدى بالتفكيك والكشف لمحاولات التنظيمات السلفية الانتحارية المعاصرة مصادرة وتوظيف عدد من الشخصيات والوقائع التراثية الإسلامية التي أرادت احتسابها على الفكر السلفي الانتحاري، وما هي كذلك على الإطلاق. حيث سنحاول أثبات براءة صحابة النبي العربي الكريم الأجلاء وتنزيههم بالأدلة التأريخية الموثقة من شبهة القتال الانتحاري التي ألصقتها بهم زورا السلفية الانتحارية المعاصرة، ومن هؤلاء الصحابة: البراء بن مالك، وعامر بن الأكوع، وهشام بن عامر، متطرقين إلى موضوعة التكفير وحكم المنتحر في الإسلام وحكم المرتد في الفقهين السني والشيعي الاثني عشري، مستعرضين سجالا إعلاميا فقهيا حول تكفير المخالف. ومحاولين إماطة اللثام عن محاولات السلفية الانتحارية المعاصرة توظيف بعض الوقائع والمصطلحات التراثية توظيفا انتهازيا لا علاقة له بسياقها التاريخي ولا بتفاصيلها الحقيقية التي تم تزويرها وتحريفها ومنها مثلا؛ القتل النكائي والتتريس والانغماس في الصف وقضية العصمتين في الحرب.
الدراسة الثانية في هذا الباب، هي بعنوان ” نقد الخطاب الطائفي الانعزالي دفاعا عن صلاح الدين الأيوبي”؛ وفيها سنتصدى بالنقد لحملة الهجاء المذهبي والطائفي والاتهامات الباطلة أو المبالغ ببعضها لهذا الرمز المسلم المقاوِم الكبير، والقائد الملهِم لأجيال المقاومين العرب والمسلمين خلال الحروب العدوانية التي شنها عليهم الغرب الاستعماري والإمبريالي في عصرنا. وسنحاول في هذه الدراسة وضع شخصية القائد الفذ عسكريا وأخلاقيا حتى باعتراف أعدائه الفرنجة “الصليبيين” صلاح الدين الأيوبي في سياقها التاريخي الحقيقي، وكيف بدأت شخصيته تتشكل في عصرها شديد الاضطراب والتقلب، وعن طبيعة علاقته قائدا، ومن ثم أميراً لإمارة شبه مستقلة في مصر بدولة الخلافة العباسية ببغداد، وقبلها بدولة الخلافة الفاطمية في مصر منذ أن دخلها متضامنا عسكريا معها ضد الغزو الصليبي، وصولا إلى قراره بإلغائها وإلحاق مصر بالدولة العباسية ومن ثم إقامة الإمارة الأيوبية، متابعين أرجح وأدق الروايات عن مسيرته الحربية ضد الغزو الإفرنجي “الصليبي” للمشرق العربي، ونقاط قوته وتألقه دون أن نغفل بعض أخطائه وكبواته أو نتجاوزها، متوقفين عند المعارك الملحمية التي خاضها، ومعاهدات الهدنة والصلح التي عقدها، مفندين الكثير من الاتهامات الباطلة التي ألصقت به حديثا بالتوثيق الدقيق والرجوع إلى أمهات الكتب التاريخية العربية الرصينة والمشهورة؛ خاصِّين ما سمي “صلح الرملة” بوقفة خاصة، ومثلها ثمة وقفة أخرى لتفنيد الاتهام الكاذب بمسؤولية الأيوبي عن إحراق المكتبة الفاطمية وفرض العزل الجنسي على ذكور الأسرة الفاطمية لمنع تناسلها.
أود في هذه المناسبة، أن أعبر عن جزيل شكري وعميق امتناني لجميع الأصدقاء والصديقات الذين اطلعوا على مخطوطة هذا الكتاب وأمدوني بالكثير من الملاحظات والنصائح والاقتراحات المفيدة، متمنيا على القراء والقارئات أن يتفاعلوا مع نصوص هذا الكتاب في بالكتابة النقدية المباشرة لي على عنواني الإلكتروني في نهاية الكتاب، ولهم ولهنَّ جزيل الشكر سلفا.
علاء اللامي
جنيف: صيف 2022
[1] – يُروى هذا الحديث النبوي الشريف بصيغ أخرى منها “لهدمُ الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل مسلم من دون حق”. ذكره بالصيغة الأولى البيهقي في “شعب الإيمان”، وبالثانية الطبراني، ورواه أيضاً الترمذي ومسلم، ورواه النسائي من حديث بريدة مرفوعاً: قدر المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا. وعدّهُ بعضهم حديثاً صحيحاً، وآخرون اعتبروه “يرتقي إلى الصحيح”.