الاحساس بالدونية . . الدافع الأول للتبجيل و التقديس
قابلية الادراك العقلي للمخلوقات ومنها الانسان تخضع بالمحصلة النهائية لمعادلة واحدة ، تحت عنوان رئيسي واحد ، بالتوازن الطبيعي بين الظواهر المتقابلة و المختلفة بتقلباتها على وجه البسيطة .
و الامثلة لاحصر لها ، كما في كل ليل يقابله نهار ، وكل حرارة تقابلها برودة ، وهكذا بالخير و الشر ، والحركة والسكون.
وكل المتضادات الطبيعية الأخرى . . و بهذا ينسحب هذا القانون الطبيعي على درجات الغباء والذكاء ،اللذان سيشكلان اصل الفكرة المطروحة هنا ، بعيدا عن الفلسفات والوهميات المستمدة من وراء الطبيعة .
حيث هناك نوعين للغباء ، احداهما فطرياً ، و الاخر سلوكيأ مكتسباً ، يتحقق نتيجة عزلة الزمان أو المكان ، او بارتهان الارادات عن سابق قصد ، بالجهل المقنن ، وكذلك هناك انواع وحالات مختلفة من الذكاء أحدهما فطريا ، والاخر معرفيا يتطور مع ديناميكية العقل بالصقل و الابداع ، وهناك ذكاء عالي مستكن داخل العقول ، لا يحتاج إلا لشرارة بسيطة تحفزه بالتفجير ، ليؤدي عمله بشكل مبهر بالتفاعل و التماحك مع اكتشاف المزيد عن جوهر الأشياء بمقاييس عبقرية ، بعد تحريك مفاتيح الالهام ، والاطلالة على عالم اكثر رحابة وشفافية بالرؤية، لم يكتشف بعمق عتمته من القدرات الحسية العادية للاخرين .
ومن خلال تناول وتفكيك اهم اشكالية ، و وضعها على طرفي معادله طبيعية ، فأن ميزان الواقع يؤكد أن لكل شخص متمكن من امتلاك اهم عناصر الانتاج العقلي المتميز، بالذكاء والفطنة والتصور والدهاء، قد يضيف بمجملها عاملا بالغ الاهمية لارجحية التكافؤ ، الذي يتفوق بالمنافسة على الاف مؤلفه من طوابير الناس الاقل علما والاكثر جهلا، وتحت عناويين مختلفه ،اجتماعيا او سياسيا او عقائديا .
وتصبح العلاقة قائمة على اساس مايشبه راعي لقطيع من نعاج صاغرة تعاني ازدواجية الاحساس بالدونية ، مع الارتهاص الانوي الباطن بثلم نرجسية النفوس المتوثبة لاحتلال مواقع متقدمة بالطابور .
ومن هنا يبدأ الصراع الخفي بعملية تبرير عقدة هذا الضعف القهري ، وتحويل معطياته الى منحى أكثر قبولا للمهادنة مع الذات ، تحت عنوايين اخلاقية خادعة بتنظيم العلاقة الجديدة ، وعلى اساس الاحترام والتقديس للاخرين بمقاييس وثنية .
بقلم الكاتب
عدنان سلمان النصيري