أوراق صفراء من الصندوق الاسود…
مذكرات المناضل محمد السعدي
نبيل_عبد_الأمير_الربيعي
صدر عن دار أبجد للترجمة والنشر والتوزيع للكاتب والمناضل محمد السعدي كتابه الموسوم (أوراق صفراء من الصندوق الاسود)، من القطع المتوسط إذ تضمن 627 صفحة. والكتاب يحمل (67) مقال، وكل مقالة اطالعه يزداد انبهاري بما يحمله من معلومات واجابات كنت أبحث عنها طيلة السنوات الماضية؛ ,وحول ضبابية مسيرة الحزب الشيوعي العراقي حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، من العمل الأنصاري وما دار حول المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي العراقي عام 1985م من انقسامات وإبعاد بعض أعضاء اللجنة المركزية من قبل سكرتيرها عزيز محمد. لقد سلط الكاتب والباحث والمناضل محمد السعدي الضوء على تلك الحقبة الزمنية الصعبة على مناضلي الحزب من خلال عنوانات الكتاب لتصل بدلالاتها إلى ما يبتغيه من ترتيب لكل ما كان مبعثر، فكانت كلماته في هذا الكتاب مطاعة صاغرة ليشكل منها ما تسحر أذواق القارئ، وتخطف أبصار المتلقي. من خلال مطالعتي للمذكرات حصلت على الكثير من الأجوبة لأسئلة كنت منذ فترة طويلة لم يقنعني أي من المواكبين للأحداث الإجابة عليها بمصداقية. اليوم انهيت مطالعتي للمذكرات، وكانت كل كلمة مما ادرجها الكاتب في كتابه هذا هي عبارة عن قطرات من الندى تحكي لنا قصصاً عن تأريخ الحركة الأنصارية، وما اصابها من انشقاقات وتكتلات وابعاد واقصاء وسجن وقتل بسبب ضعف القيادة. من خلال متابعتي للأحداث التي ادرجها الكاتب السعدي استمتعت بكل كلمة، وكأني موجود في تلك الأحداث. فالكتاب يعتبر معرفة وذاكرة لحقبة زمنية أدت لتراجع العمل الحزبي والقناعة بعدم مواكبة مسيرتها، وملامسة الأحداث والتماهي فيها من خلال السارد الذي يقودك بمهارة لتوضيح الأحداث التي كنت غافلاً عنها وعن الحقائق التي استبعد فيها أكثر اعضاء اللجنة المركزية، واختيار اعضاء جدد أطلق عليهم كاتب المذكرات المناضل السعدي بـ(العشرة المبشرة بالجنة). في الأيام المقبلة سأكتب قراءة مفصلة توضح الحقائق التي سلط الضوء عليها السعدي، وهي حقائق لا يمكن التغافل عنها
