انفجار الغضب الفلسطيني
حاولت إسرائيل عبثاً احتلال فلسطين وتحويلها إلى سجن لديها مفاتيحه.. كان ذلك مستحيلاً منذ البداية..
والفلسطينيون يدافعون بالمقاومة عن كيانهم وأرضهم التي لن يسمحوا “لوعد بلفور” بسرقتها
«جيش الإنقاذ!»
منذ محاولة إسرائيل احتلال فلسطين وقبل أعوام طويلة، سمعت من أسرتي عن “جيش الإنقاذ”، وعلمت أن خالي الدكتور أمين رويحة انضم إلى الجيش وتردد اسم فوزي القاوقجي وكنت بنتاً صغيرة، لكنني دهشت لأنني أعرف أن خالي ابن اللاذقية يجهل استعمال الأسلحة، لكنه انضم إلى “جيش الإنقاذ” بصفته طبيباً في وسعه معالجة جرحى تلك الحرب التي لا مفر منها مع الإسرائيليين الذين يريدون احتلال فلسطين. ومرت الأيام والأعوام وتعاقبت الأحداث.
المسجد الأقصى وإسرائيل
تتعامل إسرائيل مع المقدسات الفلسطينية برعونة وتعربد حتى في المسجد الأقصى وبقوة السلاح، وتأمر بنزوح من يحلو لها من بلده، كأن غزة حديقة إسرائيلية.. وذلك لا يطاق وقام بتفجير الغضب الفلسطيني..
وأخط هذه السطور ليلة الأحد 15 تشرين الأول/ أكتوبر ولا أدري ما سيدور، وبالذات بسبب عجرفة إسرائيل التي تقوم بتخزين أغذية تكفيها ثلاثة أيام.. ثم ماذا؟ ولماذا؟
براءة كاذبة
تتصرف إسرائيل مع الفلسطينيين كما لو كانوا قد قاموا باحتلال بلدها! كما لو أن فلسطين إسرائيلية.. كما لو أن غسان كنفاني قد فجر بنفسه سيارته وانتحر.. أما مدينة القدس فهي عاصمة إسرائيل منذ أقدم العصور وليست مدينة عربية! وذلك كله لا يطاق! وقام بتفجير الغضب الفلسطيني في وجه إسرائيل العدوانية كأنها لم تقم باغتيال أحد في قلب بيروت..
الفلسطينيون أعادوا اسم بلدهم
منذ أعوام وأنا أستمع إلى نشرات الأخبار في المذياع والتلفزيونات الغربية، ولم أسمع اسم فلسطين. أما مؤخراً، فنشرات الأخبار الغربية كلها تقريباً تبدأ بخبر عن غزة وفلسطين ونوايا إسرائيل وتلمح إلى وقاحتها التي استفزت الفلسطينيين، بل وتبدي أحياناً دهشتها من نبرة التكبر الإسرائيلية. وتحاول إسرائيل في الغرب إنعاش (الإسلاموفوبيا) كأنها تقوم بإنقاذ الغرب من المسلم/ القاتل.
وكلما أمعنت إسرائيل في عجرفتها على الفلسطينيين في غزة وبقية فلسطين، أيقظت روح المقاومة لدى الفلسطيني.
القدس ليست إسرائيلية
بخبث لا يطاق، تحاول إسرائيل نقل السفارات فيها إلى مدينة القدس كما لو كانت عاصمتها، وهي تحلم بذلك بل وتبذل كل جهد لذلك.. ولكن الشعب الفلسطيني يعرف جيداً (اللعبة) التي تقوم بها إسرائيل، ويعرف كيف يردها وبالذات مؤخراً بعد انفجار الغضب الفلسطيني على كل صعيد وفي كل حقل. وإذا كانت نشرات الأخبار الغربية تبدأ على غير عادتها بفلسطين وبالذات بغزة، لا يخجل وزير الحرب الإسرائيلي من تبرير حصار الفلسطينيين بأنهم (حيوانات). ولن أهبط إلى هذا المستوى المنحط من الكلام لكنني أكتفي بالقول إنه إذا كان ثمة من سيرحل فهم أبناء إسرائيل.
فلسطين وطن عربي آخر
في بيروت نجد “مركز دراسات الوحدة العربية” أسسه المرحومان الدكتور خير الدين حسيب وزوجي. ومن الضروري أن تشعر الأوطان العربية كلها أن فلسطين واحدة منها، وبالتالي فإن انفجار الغضب الفلسطيني يجب أن نجده في كل قطر عربي. كنا نحلم بالوحدة العربية، وتقلصت أحلامنا. ولولا انفجار الغضب الفلسطيني الذي ينعش الذاكرة العربية المشغولة بأمور كثيرة، لكن فلسطين العربية التي تحاول إسرائيل/عبثاً ابتلاعها تأتي كما لو للتذكير بأولوية القضية الفلسطينية التي لن تكون يوماً “إسرائيل” بل فلسطين العربية!
وشكراً للذين أنعش غضبهم الفلسطيني ذاكرة الكثيرين!