«مدرسة الحمقى»: رائعة آخر الكتّاب الروس الكبار
ساشا سوكولوف من أكثر الكتاب الروس المعاصرين غرابة وأهمية في الأدب الروسي الحديث. ومن الروائيين القلائل الذين أعادوا التفكير بجرأة في أفضل التقاليد الأدبية الكلاسيكية، وأعطوا الأدب الروسي صوتا حديثاً وعالمياً. تتسم أعماله بالثراء اللغوي، واستخدام واسع النطاق لتقنيات ما بعد الحداثة والسريالية والغروتيسك. روايته الأولى والأهم «مدرسة الحمقى» أثرت بشكل كبير في تطور النثر الفني الروسي المعاصر، وجلبت له شهرة في جميع أنحاء العالم .
بعض النقّاد الروس يقارنونه بجيمس جويس لموسيقى نثره واستخدامه تقنية سيل الوعي. ترجمت أعماله إلى الإنكليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية واليونانية والبولندية والكورية ولغات أخرى. ونشر عن حياته وأدبه عدد هائل من البحوث والرسائل العلمية في روسيا وخارجها، وأشاد العديد من النقاد والباحثين برواياته التجريبية.. فاز بجائزة أندريه بيلي (1982) وجائزة مجلة «أكتوبر» (1986) وجائزة بوشكين الدولية (1996). أخرجت السينما الروسية فيلماً وثائقياً عن سيرته وإبداعه، بعنوان «ساشا سوكولوف ـ آخر كاتب روسي».
حياة حافلة بالأحداث
ولد ساشا سوكولوف في 6 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1943 في العاصمة الكندية أوتاوا، حينما كان والده فسيفولد سوكولوف نائبا للملحق العسكري في السفارة السوفييتية. ولكن العمل الحقيقي لسوكولوف الأب كان إدارة شبكة تجسس في الخفاء، تعمل في كندا وأمريكا، لصالح الاتحاد السوفييتي، مهمتها الحصول على أسرار صنع القنبلة الذرية. وعندما اكتشفت السلطات الكندية أمر هذه الشبكة، تم استدعاؤه على عجل إلى موسكو عام 1947. كان على ساشا الصغير، الذي عاش في ظروف مختلفة تماماً، أن يتكيّف مع الظروف الجديدة للواقع السوفييتي. لم يحبه أولاد الجيران – كما قال سوكولوف نفسه – بسبب الرخاء الذي لم يكن لديهم. كانوا يسخرون منه، ويتلفون ملابسه، أو يشعلون فيها النار أحياناً، ونتيجة لذلك بدأ الصبي لأول مرة في العيش في واقع موازٍ. في عام 1950 دخل المدرسة، لكن نظام التعليم السوفييتي كان مزعجا له، ما أدى في كثير من الأحيان إلى حدوث مشاكل مع المعلمين. ومع ذلك، فقد أكمل تعليمه الثانوي بنجاح باهر، ودخل بسهولة، المعهد العسكري للغات الأجنبية أولاً. لكن حبه للأدب ورغبته الكبيرة في الكتابة قادته بعد عامين إلى قسم الصحافة في جامعة موسكو الحكومية. ومارس مهنة الصحافة دون انقطاع عن دراسته، وخلال ذلك تشكلت رؤيته الخاصة للعالم. كانت الحرية مهمة جدا بالنسبة إليه، انضم إلى جمعية ضمت عددا من الكتّاب الشباب الموهوبين، أطلق عليهم تسمية «أصغر جمعية للعباقرة»، التي عارض أعضاؤها اتحاد الكتّاب السوفييت الخاضع لهيمنة السلطة. وبعد عام ونصف العام، تم حظر الجمعية.
في عام 1962 حاول سوكولوف مع صديق له الهروب من الاتحاد السوفييتي. وأمضى ثلاثة أشهر في السجن لمحاولته عبور الحدود مع إيران، وأطلق سراحه بفضل والده، الذي كانت له صِلات جيدة بكبار المسؤولين. ثمّ قضى ثلاثة أشهر أخرى في مصح عقلي متظاهراً بمرض عقلي لتجنب تجنيده الإجباري في الجيش. كما يتذكر سوكولوف لاحقا، كان هذا هو المكان الأكثر حرية في البلاد – هنا كان يمكن للمرضى، أن يظهروا معارضتهم للنظام السوفييتي دون خوف من الملاحقة والاضطهاد.. ويقول في مقابلة صحافية: «اعتقدت أنه بما أنني أردت أن أكتب ما أريد، فيجب أن أغادر هذا البلد، لأنهم هنا لن يسمحوا لي بنشر كتاباتي. كنت مغتربا داخليا لسنوات عديدة، ثم سئمت من هذه اللعبة. إلى متى يمكنك أن تكره البلد الذي تعيش فيه؟ أو بالأحرى، ليس الوطن، ولا الشعب، بل النظام».
كتب سوكولوف رواية «مدرسة الحمقى» في أوائل السبعينيات في ظروف عمل إبداعية غير مألوفة إلى حد ما: في الريف الهادئ في منطقة تفير، على ضفاف نهر الفولغا. هنا، في مزرعة الصيد في قرية بيزبورودوفو، وجد سوكولوف الشاب ملاذا ووظيفة، كحارس بعد هروبه من موسكو. وعاش في هذه القرية لمدة عام ونصف العام (مايو/أيار 1972 – نوفمبر 1973). أنجز خلالها روايته الأولى، التي تقع على تخوم الواقع والخيال.
كان من المتعذر نشر هذه الرواية الطليعية علانية في الاتحاد السوفييتي. لم يكن الأمر يتعلق بالمحتوى، حيث كان الكتاب خاليا من أي نقد مباشر، سواء كان سياسيا أو أيديولوجيا أو اجتماعيا، ولا يتناول موضوع الحياة اليومية السوفييتية، الذي يكمن في خلفية القصة، بل يتعلق بالشكل الروائي الحداثي، الذي كان يعد خروجاً على مبادئ «الواقعية الاشتراكية» المفروضة على الكتّاب السوفييت. لذا نشرت الرواية في المجلة الأدبية السرية «ميتروبول» – المطبوعة على الآلة الكاتبة بنسخ قليلة – التي كانت تصدرها كوكبة من ألمع الكتّاب الروس الممنوعين من النشر. لاقت الرواية استحسان القرّاء المتلهفين إلى الأدب الجديد. ويقول سوكولوف: «بعد ذلك قابلت امرأة نمساوية اسمها يوهانا شتايندل. كانت تدرّس اللغة الألمانية في موسكو. وساعدتني في تهريب مخطوط «مدرسة الحمقى». لم يكن بيننا حب رومانسي كبير. قالت: «هل تريدني أن أخرجك؟» واتفقنا على أن نقدم الوثائق المطلوبة لتسجيل زواجنا لكي أتمكن من السفر معها إلى الخارج. ورفضوا طلبنا، وتم طردها من البلاد. وبدأتُ إضرابا عن الطعام احتجاجا على ذلك، وخضتُ صراعا طويلا مع «كي جي بي». كانت خطيبتي النمساوية لديها اتصالات على أعلى مستوى في البرلمان النمساوي، وكتب المستشار كرايسكي رسالتين إلى بريجنيف، يناشده فيهما التدخل والأمر بالسماح لي بالرحيل. وفعلا حصلت على إذن بالمغادرة. أثيرت ضجة في أوروبا حولنا! كان من المثير للغاية أن تذهب إلى أوروبا لتصبح بطلاً لفترة قصيرة. بعد نشر صورنا في الصحف والمجلات النمساوية، كان الناس يتعرفون علينا في الشوارع، ويبادرون إلى الحديث معنا ويعطوننا المال. كنا تجسيدا لفكرة اتفاقية هلسنكي لعام 1975 التي نصت على السماح بالزواج بين مواطني الدول المختلفة، والسماح بالسفر بين دول القارة لأسباب شخصية، لكن زواجنا لم يدم طويلا، لأنه كان زواجا شكلياً».
صدرت «مدرسة الحمقى» عن دار النشر الأمريكية «أرديس» عام 1976، وترجمت سريعاً إلى الإنكليزية والعديد من لغات العالم. بحلول هذا الوقت، كان سوكولوف يعيش بالفعل في الولايات المتحدة. كانت مراجعات النقّاد الغربيين والأدباء الروس في الشتات لـ»مدرسة الحمقى» متحمسة، من بينها برزت مراجعات نينا بربروفا، وجوزيف برودسكي وفلاديمير نابوكوف، الذي وصف الرواية بأنها: «مأساوية وساحرة ومؤثرة للغاية». أثناء إقامته في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، ألقى ساشا سوكولوف محاضرات في الأدب الروسي في جامعات مختلفة. وبعد صدور روايتيه «بين كلب وذئب» (1980) و«باليساندريا» (1985)، توقف عن النشر، رغم انه واصل الكتابة، والاحتفاظ بما يكتبه في أدراج طاولة مكتبه.. اكتسب بسبب عزلته وابتعاده عن الدعاية، لقب «سالينجر الروسي»، ولكن، على عكس سالينجر، لم يقطع اتصالاته مع العالم، واستمر في كتابة المقالات والمواد النقدية وإجراء المقابلات بين حين وآخر على فترات متباعدة.
في ذروة فترة البريسترويكا (إعادة البناء) عام 1989، زار سوكولوف الاتحاد السوفييتي لأول مرة بعد الهجرة، ونشرت مجلة «أوغنيوك» الروسية الواسعة الإنتشار مقتطفات كبيرة من «مدرسة الحمقى» مع مقدمة ضافية للكاتبة الروسية المعروفة تتيانا تولستايا. زيارة سوكولوف القصيرة الثانية إلى روسيا في مايو/أيار 1996 كانت لمناسبة فوزه بجائزة بوشكين الأدبية المرموقة. نشرت «مدرسة الحمقى» كاملة في روسيا لأول مرة في عام 1990، وفي العام ذاته، أصبح سوكولوف رئيسا مشاركا لجمعية كتّاب عموم الاتحاد لدعم البريسترويكا. يعيش سوكولوف حاليا في كندا، فهو مواطن كندي بالولادة، ولكنه لا يستقر طويلا في مكان واحد، فهو دائم السفر إلى هذا البلد أو ذاك .
مدرسة الحمقى
باختصار شديد، هذه رواية عن صبي ذكي وغريب يعاني من انفصام الشخصية. إن منظور الصبي للعالم المحيط هو منظور شخصي وذاتي تماما، ولا يستطيع التصالح مع الواقع. وهو غير طبيعي في نظر الآخرين، ولكن وفقا لسوكولوف، هو أحد القلائل الذين لم يفقدوا مشاعرهم وإدراكهم الحي للواقع. في وقت مبكر جدا ، فهم الطفل الموهوب، الذي يتمتع برؤية خاصة، أنه لا يوجد مكان له في هذا العالم القاسي. في البداية يبدو أن الشخصية الرئيسية تتحدث بكل بساطة عن هراء. ولكن الأمر مختلف تماما. فهو لديه «مشاكل مع الزمن»، فهو لا يعرف في أي زمن يعيش: في الماضي، أم الحاضر أم المستقبل. إنه يعيش في عالم لا يوجد فيه موت، لأن كل الأموات أحياء. يكمن الأمر فقط في أن «الناس لا يختفون على الفور، بل يتحولون أولاً إلى شيء مختلف عن أنفسهم في الشكل والجوهر. تتناهى إلى الصبي من بعيد موسيقى خافتة للفالس .من الصعب ألا نرى هنا إشارة إلى رقصة القديس فيتوس، الفتى الشهيد، لكن هذه ليست تشنجات جسدية. هذه هي الرقصة التي يتحرك فيها نص الرواية بأكمله. يفتح البطل الباب ويجد نفسه في مغارة قلعة ميلانو مع ليوناردو دافنشي، ثم يقاتل مع جار ساحر، ثم يتذكر محادثاته مع «وزير القلق». ما يبدو في البداية محض هراء يصبح اكتشافاً. وندرك أن ما يحدث ليس جنونا، بل هو شيء مختلف تماما. ضاع البطل في الوقت المناسب، ولا يعرف عن الموت شيئاً، ولا يعرف تفاهة الحياة. هو في كل مكان وليس في أي مكان. لكن ها نحن، بحسب المؤلف، نجلس في مدرسة الحمقى، بأنظمتها الغبية، وقواعدها المعيبة التي يريد الجميع ضبط كل شيء فيها على معيار واحد. على الرغم من عدم وجود معايير. هذه رواية عن الحرية التي سعى الكاتب دائما من أجلها، والتحرر من المواقف الاجتماعية والمبادئ الزائفة، وأيضا رواية عن قوة الخيال والأحلام.
أول ما يلفت انتباه القارئ في هذه الرواية هو الصوت السردي، الذي يتأرجح بين ضمير المتكلم المفرد « أنا» وضمير المخاطب المفرد « أنت» وضمير الجمع «نحن».. يتم سرد أجزاء كبيرة من النص من قبل الأنا المتغيرة للبطل المجهول، التي تبين أنها صوت في رأسه. بطل سوكولوف مصاب بالفصام الذهني وتلميذ في مدرسة خاصة للمعاقين.
المعمار الفني
أول ما يلفت انتباه القارئ في هذه الرواية هو الصوت السردي، الذي يتأرجح بين ضمير المتكلم المفرد « أنا» وضمير المخاطب المفرد « أنت» وضمير الجمع «نحن».. يتم سرد أجزاء كبيرة من النص من قبل الأنا المتغيرة للبطل المجهول، التي تبين أنها صوت في رأسه. بطل سوكولوف مصاب بالفصام الذهني وتلميذ في مدرسة خاصة للمعاقين. لا يخرج الحدث أبدا عن عقل بطل الرواية المضطرب حتى عندما يبدو السرد وكأنه محادثة؛ تتكون الرواية بأكملها من مونولوج داخلي واحد. كل ما يحدث في هذا الكتاب يحدث في اللغة فقط. لا يتقيد سوكولوف في «مدرسة الحمقى»، بأي متطلبات معيارية في الكتابة السردية: هنا يمكن أن يبدأ الحوار بشخصية واحدة، ويستمر بأخرى، وينتهي بشخصية ثالثة؛ هنا مستويات الزمن مختلطة بشكل معقد. الماضي لا يسبق الحاضر، والحاضر لا يسبق المستقبل؛ هنا يمكن للشخصية أن تتحدث عن موته المؤكد، وتجري حوارا بعده. ما يبدو فوضى في عالم «مدرسة الحمقى» يخفي نظامه الخاص: شخصيات وحوارات وأحداث، تمزقها تفاصيل أخرى، تعود من جديد إلى صفحات الرواية، لكن على مستوى مختلف، ما يثري الرواية، ويثري القارئ بالمعرفة حول هذا العالم ويجعل رؤيته وجهاً لوجه. يبدو هذا الأسلوب للوهلة الأولى وكأنه نوع من الكتابة العفوية، لكنه مع تقدم السرد نحو النهاية يكشف عن تنوعه، ويبدو فوضويا فقط ظاهرياً. إن التركيز على تحرير القوة البلاغية للغة، واستجلاء الأعماق الشعرية والغنائية المخبأة فيها، وتحريرها من الخطية السردية وديكتاتورية المؤلف، هو بالطبع هدف ما بعد الحداثة. وأفضل صفحات أعمال جاك دريدا وجيل دولوز وميشال فوكو، هي أمثلة كاملة للأدب الشعري. سوكولوف أعاد إنشاء ما بعد الحداثة الشخصية الخاصة به على صفحات النص. نعم، هذا هو بالضبط ما تظهره «مدرسة الحمقى»، وإذا كانت مرحلة ما بعد الحداثة المبكرة غنائية، عاطفية، مليئة بالتلميحات، فإنها في الوقت ذاته صادقة وحقيقية.
العيش في ملجأ اللغة
يرى سوكولوف، أن الكاتب المبدع هو الذي يتقن اللغة التي يكتب بها بشكل عميق، ويجعل القارئ ينسى الحبكة. ويقول إن السنوات العديدة التي قضاها في القرية بين الأميين من كبار السن الذين لم يقرؤوا كتابا واحدا في حياتهم سوى الكتاب المقدس، أعطته أكثر مما تعلمه خلال خمس سنوات من الدراسة الجامعية: «كبار السن حفظوا العهد الجديد، والصلوات، والإنجيل عن ظهر قلب تقريبا. لم ينتهكوا التقاليد الروحية، وحافظوا على حيوية الفكر، واستعاضوا عن التقاليد الأدبية بالتراث الشفاهي: حكايات شعبية واقعية أو خرافية، وابتكار كلمات جديدة». نثر سوكولوف نفسه يتألف من حكايات وكلمات جديدة، ولغته مرنة وغنية بشكل مدهش تثري اللغة الروسية. ويقول في مقابلة صحافية: «إن تخصصي في الأدب هو الأسلوب وتطوير اللغة. لأن اللغة تحتوي على كل شيء. اللغة نفسها مشبعة بالمشاعر والأفكار. وأنا لا أقيّم النص من حيث الحبكة، ولكن من حيث الأسلوب». ويضيف قائلاً: «أقوم بدمج الكلمات. عندما أرى أنها لا تتوافق معا، أحذفها ببساطة. يجب أن يتردد صدى الكلمات مع بعضها بعضا بطريقة أو بأخرى – ليس فقط في المعنى، ولكن أيضا في الصوت… من الضروري العثور على الصوت الصحيح والتنغيم المناسب ولحن العبارة. ما يهمني هو كيفية عمل اللغة، وهذا النوع من الرقص اللغوي. لو كنت قد ولدت في زمن آخر، في مكان آخر، في عائلة أخرى، لكنت أصبحت ملحناً، لأن اللغة هي أحد أشكال الموسيقى». سوكولوف جعل اللغة الروسية موطنه الوحيد، وجنته الوحيدة، وملجأه، الذي لن يخونه أو ينتزعه من نفسه أبدا .
لا يوجد أحد بين الكتّاب الروس اليوم من أحب اللغة الروسية حد الثمالة، وكشف عن ثرائها الباذخ وقدراتها الفائقة في التعبير عن أدق خلجات الروح والمشاعر الإنسانية مثل سوكولوف. عند قراءة روايات أبرز الكتّاب الروس المعاصرين، تتيانا تولستايا أو ميخائيل شيشكين، أو فلاديمير سوروكين، أو فلاديمير شاروف أو فيكتور بيليفين وغيرهم، ندرك مدى ضخامة تأثير سوكولوف في النثر الروسي الحديث، وشجاعته الأدبية، وتصميمه على التجريب، والابتكار الإبداعي وإغناء اللغة الروسية..