لقاء إقليمي للأحزاب الشيوعية والعمالية بمبادرة من الحزب الشيوعي اليوناني
مبادرة من الحزب الشيوعي اليوناني، أجري يوم 26 تشرين الثاني نوفمبر 2017، لقاء للأحزاب الشيوعية والعمالية من منطقة المتوسط و الشرق الأوسط والخليج، حول موضوع:”اﻷحزاب الشيوعية والعمالية متواجدة بثبات بجانب النضال العادل للشعب الفلسطيني و في الصراع ضد الحرب الإمبريالية والاستغلال الرأسمالي”.
هذا و كان قد شارك في اللقاء الإقليمي الذي عقد في مقر اللجنة المركزية لللحزب الشيوعي اليوناني، ممثلون عن الأحزاب التالية: الحزب المصري الشيوعي، الحزب الجزائري من أجل الديمقراطية والاشتراكية، الحزب الشيوعي الثوري فرنسا، الحزب الشيوعي اليوناني، الحزب الشيوعي الشعوب اسبانيا، حزب توده إيران، الحزب الشيوعي الإسرائيلي، الحزب الشيوعي (إيطاليا)، حزب آكيل من قبرص ، الحزب الشيوعي اللبناني، الحزب الشيوعي الفلسطيني، حزب الشعب الفلسطيني، الحزب الشيوعي السوري، الحزب الشيوعي التركي.
و كان ذيميتريس كوتسوباس، اﻷمين العام للجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني، قد ألقى كلمة توصية نحو اللقاء المذكور. أدناه نقدم نصها الكامل:
الرفاق و الرفيقات الاعزاء،
نرحب بكم في أثينا بسعادة و نشكركم على الاستجابة لدعوة الحزب الشيوعي اليوناني والمشاركة في لقاء الأحزاب الشيوعية والعمالية من منطقة المتوسط و الشرق الأوسط والخليج.
إننا نتحرك في منطقة جغرافية واحدة مع العديد من العناصر الجيوستراتيجية المشتركة، حيث بإمكاننا اليوم أن نتدارس وضع منطقتنا بنحو جماعي، و أن نخطط نشاطنا بجانب الكفاح العادل للشعب الفلسطيني، و نتخذ التدابير الضرورية في الصراع ضد الحروب الامبريالية والاستغلال الرأسمالي، كما يُشار في موضوع اللقاء.
يقف الحزب الشيوعي اليوناني بجانب الطبقة العاملة في بلدان منطقتنا، ويعرب عن تضامنه الأممي ودعمه لنضال الشعوب ضد بربرية الرأسمالية، ضد هجمة رأس المال وممثليه السياسيين.
إننا نكافح ضد الاحتلال المديد اﻷعوام و ضد الموقف الإجرامي لدولة إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، و هو الذي كلف حياة آلاف القتلى و المعاقين و آلاف النازحين، كما و العديد من الأطفال القتلى.
إن العدوانية الإسرائيلية تعبر عن استهدافات الرأسمال الإسرائيلي للسيطرة على المنطقة، بدعم من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، و أيضا من قبل بلدان رأسمالية أوروبية عاتية و حكومات برجوازية تجرم بنحو متستر أو علني، كفاح الشعب الفلسطيني، موصفين أياه كإرهابي، في حين تحاول قوى انتهازية خاضعة، أن تدوس بنحو منافق في قاربين مختلفين، مع المساواة بين الضحايا و الجلاد.
إن مسار المشكلة الفلسطينية يكشف أن الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، مثل اتفاقيات أوسلو في عام 1993، و كامب ديفيد عام 2000، وأنابوليس عام 2007، هي غير عادلة، و تحمل ختم التدخلات الامبريالية والضغط مع فرض المسدس في الرأس مع تأبيد الاحتلال و معاناة شعب فلسطين.
هذا و يستمر حصار قطاع غزة اﻷليم و تنتشر مستوطنات الاحتلال في الضفة الغربية والقدس، مع بقاء “جدار العار” لتكريس خريطة الاحتلال.
إن للشعب الفلسطيني الحق في العيش في موطنه، و أن يكون سيداً في إدارة مصيره دون مستغلين و مستبدين.
إننا نواصل نضالنا مع المطالبة ﺑ: دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وقابلة للحياة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. و بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة عام 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان السورية ومنطقة شبعا في جنوب لبنان.
و إيقاف الاستيطان مع جلاء المستوطنين الذين استقروا تجاوزا لحدود عام 1967، وإطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وعودة اللاجئين.
إن الموقف الأممي للحزب الشيوعي اليوناني يتمظهر بوفاء في بلدنا ضد الطبقة البرجوازية وأحزابها، وفي هذا الصدد، كان حزبنا قد ندد بحكومة حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين التي تطبق في الممارسة خطة تعاون عسكري و سياسي و اقتصادي مع اسرائيل، مُدينا سياسة الاتحاد الاوروبي التى ترقي من علاقاتها مع الدولة الاسرائيلية.
حيث مسؤولة هي الحكومة اليونانية عن مشاركة وحدات من الجيش في عشرات من التدريبات العسكرية مع اسرائيل، و من ضمنها شاركت في تشرين الثانينوفمبر الحالي، في إحدى أكبر المناورات الدولية التي تقام في هذه الدولة تحت اسم Blue Flag 2017.
إن حزبنا يطالب الحكومة اليونانية بإلغاء الاتفاقيات السياسية والعسكرية المبرمة مع إسرائيل والاعتراف فورا بالدولة الفلسطينية على أساس قرار البرلمان اليوناني المتخذ في كانون الاولديسمبر 2015.
و وقف ويقف الحزب الشيوعي اليوناني الى جانب شعب قبرص، ضد الاحتلال التركي المستمر لمدة 43 عاما تحت مسؤولية الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها من الدول الرأسمالية العاتية.
و أدان الشيوعيون اليونانيون خطة عنان التقسيمية في عام 2004 وهي التي رفضها الشعب القبرصي في استفتائه، وندين أي مخطط تقسيمي يقود نحو قيام دولتين.
إن القوة تكمن في تنظيم الكفاح الشعبي وتنسيق نشاط عمال قبرص، اليونان، تركيا، عمال منطقتنا، ضد الخطط والتدخلات الإمبريالية، و في تعزيز العمل الأممي ضد النزعة القومية التي تسمم الشعوب.
إننا نؤيد حلا من أجل قبرص مستقلة ذات سيادة واحدة و مواطنة و احدة و شخصية دولية واحدة، أي دولة واحدة خالية من جيوش احتلال و قواعد و جيوش أجنبية دون ضامنين و حماة اجانب، وطناً مشتركاً للقبارصة اليونانيين و الاتراك و الموارنة و اللاتين، مع شعبها سيداً.
و يعرب الحزب الشيوعي اليوناني عن تضامنه الأممي مع الشعب السوري، الذي يعيش مأساة الحرب مع مئات الآلاف من القتلى والجرحى، مع عدد لا يحصى من النازحين اللاجئين، من ضحايا التدخل الإمبريالي والعصابات الإجرامية من طراز داعش، التي نظمت ودُربت وسلحت من قبل الولايات المتحدة و حلفائها، كالسعودية، و تركيا، و غيرها.
لقد أدان حزبنا منذ البداية، اعتبارا من عام 2011 التدخل الإمبريالي وكشف أهداف الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي للترويج لمشروع ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، وتغيير الحدود وتمهيد التربة لتعزيز مصالح الاحتكارات الأمريكية والأوروبية، والسيطرة على موارد الطاقة في المنطقة خلال مزاحمتها مع روسيا والصين، و على نحو أشمل في إطار التناقضات الإمبريالية البينية.
إن كفاح الشعب السوري صعب، و ما من مكان للرضا عن النفس اليوم، في وقت تواجد منظمة داعش الإجرامية على مسار الهزيمة والتقهقر. إننا نعبر عن معارضتنا للخطط التي تشمل “المناطق الآمنة” و تقسيم البلاد ونؤكد مرة أخرى على أن التطورات في سوريا وغيرها من البلدان هي مسألة تخص شعوبها، التي تضطلع بحق و واجب الدفاع عن مصالحها و أن تتخذ الخيار الذي يقابلها، مع دور قيادي للطبقة العاملة والأحزاب الشيوعية.
و يبدو للشعوب اليوم بنحو أكثر وضوحا، أن الحروب الإمبريالية التي أجريت في السنوات الأخيرة في منطقتنا وفي مناطق أخرى من العالم، كانت قد جرت عبر ذرائع ملفقة، استُخدمت من قبل الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي لتعزيز مواقعهم. وهو ما ينطبق على تفكيك يوغوسلافيا و عدوان الناتو عام 1999، و ينطبق على الحرب في أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا، و على جميع حالات التدخلات والحروب.
و يقلقنا تعزيز عدوانية الطبقة البرجوازية التركية في بحر إيجة وشرق المتوسط، والتشكيك بالحدود اليونانية ومعاهدة لوزان من جانب الرئيس أردوغان نفسه.
إننا نكافح ضد المخططات المروج لها من قبل طبقتي البرجوازية في اليونان وتركيا، و التي يتمثل قاسمها المشترك في استغلال العمال، ونسجل أن العلاقات الدولية متواجدة في خدمة مصالح احتكارات البلدين، الذين هما عدا ذلك، عضوان في حلف شمال الأطلسي و يساهمان في تنفيذ استراتيجيته.
وفي هذه الظروف نرمي بثقلنا على تنمية الصداقة بين الشعبين من خلال المحاولة الثمينة الساعية نحو العمل المشترك بين الحزب الشيوعي اليوناني والحزب الشيوعي التركي، اللذين امتلكا مستوى عالٍ من التعاون.
و نقوم بدراسة التطورات في الخليج بعناية، ونرى أن تهديدات الولايات المتحدة والرئيس ترامب ضد إيران، هي خطرة، بمناسبة الموقف الأمريكي للتخلي عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في يوليو 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.
لقد عارض حزبنا تدخل السعودية في اليمن كجزء من مزاحمتها لإيران، ونعرب عن قلقنا إزاء التطورات الأخيرة في لبنان التي يبدو عبرها وجود تطور لخطة سعودية للتدخل في شؤونه الداخلية مع عواقب وخيمة.
الرفاق الاعزاء،
تؤكد التطورات أعلاه، أن منطقتنا تحتل موقعا استراتيجياً خاصاً، في المخططات الإمبريالية، نظراً لامتلاكها موارد طاقية هامة و كونها عقدة مرور خطوط أنابيب الغاز و البترول، و منطقة تحتوي قنوات شحن بري و بحري مصيري، مع امتلاكها لأهمية عسكرية كبيرة.
الرفاق اﻷعزاء،
على هذا الأساس، تتفاقم المزاحمات الإمبريالية البينية، و مزاحمات الطبقات البرجوازية من أجل السيطرة على المنطقة، والسيطرة على الأسواق و موارد الثروة الطبيعية، وهو ما ينعكس على الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و المتوسط والبحر الأحمر والخليج والبلقان أيضاً وأوكرانيا، وبشكل أعم في أوروبا الوسطى والشرقية، حيث بلغت المزاحمة بين الناتو وروسيا، حدوداً خطرة غير مسبوقة.
إننا ندرس ونحلل هذه التطورات على الصعيد العالمي في ترابط مع التطورات الجارية في آسيا والمحيط الهادئ، والمزاحمة بين الولايات المتحدة والصين ونعتقد بأن مخاطر اﻹندلاع في شبه الجزيرة الكورية، هي مخاطر حقيقية.
الرفاق اﻷعزاء،
يقدر الشيوعيون الطابع الخطر للناتو باعتباره الذراع المسلح للإمبريالية الأوروأطلسية، حيث تقوم آلية الحرب هذه بالتوسع في جميع أنحاء العالم.
و كانت أركان حلف شمال الاطلسي قد أقرَّت في شباطفبراير 2016 وتحت مسؤولية حكومة حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين، إرسال سفن حربية إلى بحر إيجه بحجة التحكم بالهجرة وتدفقات اللاجئين، ولكن ذلك كان عبارة عن ذريعة.
إن الحقيقة هي أن حضور قوة الناتو البحرية الدائمة في بحر إيجه و التي تتعاون مع القوة البحرية للاتحاد الأوروبي تحت اسم “صوفيا”، كما و بعثة حلف شمال الاطلسي “الامنية” في شرق المتوسط تحت مسمى Sea Guardian و التي تضم سفنا حربية لليونان وتركيا وإيطاليا وإسبانيا، هي عبارة عن جزء من تحرك الناتو والاتحاد الأوروبي العسكري في مواجهة روسيا، على خلفية العمليات العسكرية الجارية في سوريا والعراق وليبيا في إطار استهدافات الاتحاد الأوروبي و حلف شمال الأطلسي في المنطقة.
هذا و كان الحزب الشيوعي اليوناني قد استنكر حكومة حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين وكشف عن الأسباب الحقيقية لحضور حلف شمال الاطلسي في منطقتنا، حيث يجب أن يستمر نضالنا ضد حلف شمال الأطلسي بنحو أكثر حزماً و أن يكتسب سمة أكثر جماهيرية.
و ينطبق الأمر ذاته، على الاتحاد الأوروبي الذي لم يكن أبدا وليس بحمامة بريئة، حيث يتواجد 22 من 29 من أعضاء حلف الذئاب الأوروبي، كأعضاء في حلف شمال الأطلسي، و تتعاون كِلا المنظمتان الامبرياليتان بشكل وثيق ضد الشعوب، في حين كان الاتحاد الأوروبي قد صاغ سياسة أمن و دفاع ذاتية في وقت، تجري عسكرته و رجعنته و تشارك قواته في 17 بعثة عسكرية في الخارج.
و كان الحزب الشيوعي اليوناني قد أعلم الحركة الشيوعية والعمالية الأممية و فضح الأقاصيص المنشورة في الخارج من قبل حكومة سيريزا “اليساري الائتلافية مع حزب اليونانيين المستقلين، القومي. حيث ثبت بالممارسة أن هذه الحكومة تواصل سياسة حكومات حزبي الباسوك و الجمهورية الجديدة، البرجوازية السابقة، و أنها فرضت على العمال مذكرات و تدابير صعبة للغاية، تدين الطبقة العاملة والشرائح الشعبية بمعدلات بطالة عالية و فقر مدقع.
إن حكومة حزبي سيريزا و اليونانيين المستقلين تقوم بإنجاز العمل القذر لحساب رأس المال، وتتميز بشكل خاص في توريط بلادنا في مخططات الامبريالية و في الحروب والتدخلات، و قامت مؤخرا في تشرين الثاني نوفمبر أثناء الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء تسيبراس، إلى الولايات المتحدة ولقائه مع الرئيس ترامب ، بعرض “ستريبتيز سياسي”، وفق توصيف الحزب الشيوعي اليوناني الاحتجاجي.
لقد تعهد تسيبراس بترقية قاعدة سوذا العسكرية في كريت التى نفذت وتنفذ مهمة خاصة في تعزيز خطط الولايات المتحدة وحلف الناتو فى منطقتنا ضد الشعوب.
و احتفل بواقعة منح اليونان2٪ من ناتجها المحلي الاجمالي، وكثيرا من مليارات اليورو، لشراء معدات لا تتعلق بأي حال من الأحوال بالدفاع عن البلاد بل بمخططات الناتو العسكرية.
و حيى الصفقات التي تبلغ قيمتها مليار دولار – التي كانت هدية للصناعات الحربية الأمريكية تتعلق بطائرات F-16.
هذا و حاول رئيس الوزراء اليوناني تبرئة جرائم الإمبريالية الأمريكية ضد مشاعر وإرادة شعبنا، و قدم تأكيدات بأن اليونان هي “حليف مفيد” للولايات المتحدة و سند استراتيجي لدخول احتكارات الولايات المتحدة بأولوية في مشاريع الطاقة.
هذا و تقوم كل من الحكومة اليونانية وغيرها من الحكومات البرجوازية لبلدان المنطقة، برسم سياستها على أساس مبدأ الترقية الجيوستراتيجية، ومن الواضح أن هذه العقيدة تخدم مصالح الاحتكارات و تورط بلداننا على نحو أكبر في المزاحمات الإمبريالية.
الرفاق والرفيقات اﻷعزاء،
إننا نعتقد و بمسؤولية كبيرة أن هناك في كل منطقة حتى و في تلك التي لم يتم تتمظهر بها بعد بؤر ساخنة، حشد لقدوى نارية هائلة و أسلحة حديثة، مع ترسانات نووية متواجدة في حالة تأهب، حيث يجلب هذا الوضع الشيوعيين أمام واجبات هامة.
أن نتصدر النضال ضد الحروب و التدخلات الامبريالية و أن نفتح جبهة قوية ضد تغيير الحدود.
أن ننسق كفاحنا ضد الناتو والاتحاد الأوروبي، ضد كل تحالف الامبريالي، مع المطالبة بإزالة القواعد العسكرية الأجنبية من أراضي بلادنا وعودة القوات العسكرية لبلادنا من البعثات المتواجدة في الخارج.
تعزيز الكفاح من أجل إلغاء الأسلحة النووية.
اتخاذ مبادرات تضامنية مع االلاجئين والمهاجرين.
حيث يمكننا تبادل الأفكار و رفع مستوى التنسيق من خلال وضع خطة نشاطات مشتركة حول المسائل المذكورة أعلاه، من أجل الفترة المقبلة.
إن موقف الشيوعيين من الحروب الإمبريالية هو أمر حاسم. حيث تظهر أسباب الحروب، والتناقضات الإمبريالية البينية والمزاحمات، طبيعة الرأسمالية اﻹجرامية في مرحلتها الإمبريالية مع تعفنها، حيث تشدد من استغلال الطبقة العاملة و تفاقم التناقض بين رأس المال و العمل، و تلد الحروب الإمبريالية والأزمات والفقر واللجوء.
و يشكل النضال من أجل الدفاع عن الحدود و الحقوق السيادية، من وجهة نظر الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، جزء لا يتجزأ من الصراع من أجل إسقاط سلطة رأس المال.
حيث جاء في قرار المؤتمر التاسع عشر لحزبنا، الذي أعتمد خلاله برنامجه:
“في حال تورط اليونان في حرب إمبريالية، أيا كان شكلها، ينبغي أن يكون الحزب جاهزا لقيادة الكفاح العمالي الشعبي المستقل، من أجل ربط هذا الكفاح بالنضال من أجل تحقيق الهزيمة الشاملة للطبقة البرجوازية المحلية و الأجنبية بصفتها غازية”.
إننا نعيش في محيط معقد و متطلِّب للغاية. حيث تقوم آلية برجوازية اخطبوطية و بنحو يومي مع شتى أنواع القوى الرجعية باستخدام كل الوسائل لتفرقة و تقسيم الطبقة العاملة وفق معايير دينية و عرقية، و على أساس اللون والجنس ، حيث مهمة جدا هي واجباتنا في هذا الصدد.
و من المفروض أن يكون ردنا حاسماً. و ان نعمل كل يوم دون تردد من أجل وحدة الطبقة العاملة وتحالفها مع الشرائح الشعبية، من أجل صياغة ظروف تعزيز الصراع المناهض للاحتكارات و الرأسمالية.
إن الشيوعيين يخدمون قيماً عليا ويضطلعون بمهمة قيادة الكفاح السياسي الأيديولوجي للكشف عن الأهداف والوسائل التي تستخدمها الطبقة البرجوازية للتلاعب بالشعوب.
هذا و تعرض الطبقة البرجوازية مصالحها على أنها مصالح مسكونية، من أجل دمج الشعوب في استهدافاتها، حيث ينبغي على الشيوعيين كشف مزاعم هذه الأسطورة، و إبراز الطابع الطبقي للتطورات مع تنمية المعايير الطبقية لدى العمال وإظهار استحالة توافق المصالح المتعارضة للطبقات المتعارضة.
و هو ما يتعلق أيها الرفاق الأعزاء، بمسائل تقرير المصير و الاستفتاءات ذات الصلة التي جرت في كاتالونيا، وكردستان العراق أو حتى بالحراك المتمظهر في شمال إيطاليا.
ويدين الحزب الشيوعي اليوناني قمع العمال والسياسة التي تعزز المنطق القومي والمثيرة لمنطق التفريق.
إننا قلقون جدا، و نقدر أن هذه التطورات تطرح مسائل تغيير الحدود، وتقسيم الدول، و تفتح طرق خطرة للغاية.
ونسجل أن التناقضات الطبقية، و الاستغلال والاضطهاد الطبقي، ستظل السمات المميزة للتطورات سواء فيما يتعلق، على سبيل المثال باسبانيا في شكلها الحالي أو فيما يخص كاتالونيا ذات حكم ذاتي أو مستقلة، و ذلك طالما بقيت سلطة رأس المال خارج مرمى النيران.
إن تعزيز الكفاح المناهض للرأسمالية، والنضال من أجل الاشتراكية هو السبيل الوحيد الذي يتوافق مع مصالح العمال ويعالج السياسات التي تقسم الشعوب. فالاشتراكية وحدها هي القادرة على ضمان تلبية الحاجات الشعبية وحل مشاكل احترام التقاليد القومية والتاريخية والثقافية.
الرفاق والرفيقات اﻷعزاء،
هناك قضايا أخرى نحتاج إلى توخي الحذر بشأنها.
من المطلوب قيام الكثير من العمل والتدخل الحاسم لمنع التلاعب بالعمال الذين يُسعى إليه عبر احتفالات الرأسماليين المتعلقة بموارد الطاقة في منطقتنا، و ذلك عبر أن نوضح للقوى الشعبية أن استغلال موارد الطاقة من قبل الاحتكارات لا يعجز فحسب أن يوفر أي شيء للعمال، بل كما تظهر الخبرة، فإن المعركة الجارية حول النفط والغاز وخطوط الأنابيب تقود إلى صدامات تصل حتى الحروب التي تقع الشعوب ضحيتها.
و ينطبق اﻷمر نفسه على المحاور المروج لها، التي تصوغها الحكومات البرجوازية في منطقتنا، أي على سبيل المثال: محور اليونان – قبرص -إسرائيل أو مصر، الذي يخدم مخططات ومصالح الطبقات البرجوازية.
حيث لا تمت للواقع بصلة المزاعم بأن هذه المحاور هي “دعائم الأمن والازدهار”، كما ذكر مؤخرا في أثينا وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان، إن الشيوعيين يمتلكون القوة الأيديولوجية للكفاح ضد كافة محاولات محاصرة الشعوب، هذه.
إن محورنا الخاص متعلق بتعاون الأحزاب الشيوعية والعمالية و كفاحها السياسي، و بتعاون الطبقة العاملة والشعوب في نضال موجه ضد العدو الحقيقي، ضد سلطة رأس المال.
بإمكان الاحتكارات والدول والحكومات التي تروج لمصالحها، أن تناور و أن تدعي أنها صديقة الشعوب، لكن غرضها واستهدافاتها الجيواستراتيجية لا تتغير، فحافزها هو الربح الرأسمالي وعلى هذا الأساس هذه اﻷرضية تقف جميع أنواع المحاور البرجوازية، وتدخلات الدول الرأسمالية والاتحادات الإمبريالية.
إن محاولات الحركة الشيوعية لاستغلال كل امكانية لاضعاف العدو الطبقي، تجري وفق مبادئ، مع رمي الثقل على تعزيز الصراع العمالي الشعبي المستقل، لكي لا تصبح الشعوب جزءاً من المزاحمات الامبريالية البينية، لكي لا تنجر الشعوب خلف طبقة بلدها البرجوازية أو وراء الدول الرأسمالية العاتية والتحالفات الإمبريالية.
الرفاق والرفيقات اﻷعزاء،
إننا نكرم الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى، ذاك الحدث العالمي الذي هز العالم. و ندافع عن مكاسب الاشتراكية وإنجازات الاتحاد السوفييتي و عطائه في نضال الشعوب. و نتعلم من الأخطاء والنواقص والانحرافات في قوانين البناء الاشتراكي التي أدت إلى إسقاط الاشتراكية، و إلى إعادة تنصيب الرأسمالية المؤلم.
إن الثورة المضادة والصعوبات التي ترافقها لا تهزنا، إن الصراع الثوري، مستمر، فعصرنا هو عصر الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية. إن تعفن نظام الاستغلال وتناقضاته التي لا يمكنه التغلب عليها، يؤكدون على أن الاشتراكية هي أكثر ضرورة و راهنية.
أيها الرفاق،
إننا سعداء لاستطاعتنا أن نشاطركم هذه الأفكار في نقاش اليوم، وفي المساء، سوف نستقبلكم جنبا إلى جنب مع الآلاف من الرفاق و الرفيقات مع رفاقنا الشباب من منظمة الشبيبة الشيوعية اليونانية، في التظاهرة السياسية المركزية لحزبنا.