اليهودية والصهيونية وعدائهم للعراق
يوسف السعدي
بعد الشتات وتيه اليهود وقيام مملكة سليمان وداوود ودولة يهودا وسامرة، وهذا علو الأول في التاريخ لليهود الذي وعدهم الله به ولأنهم عصوا الله وأفسدوا في الارض عاقبهم الله بسبي بالبابلي، في قرن سادس ق.م جاء نبوخذ نصر ب (50) عائلة من قادة اليهود الى العراق، لذلك يوجد انبياء لهم في العراق مثل الكفل وعزير عليهم السلام، بعد نهاية السبي البابلي عادوا لفلسطين الى ان قام الحاكم الروماني بعد رفع عيسى قام بقتل وطرد وحرق اماكن عبادة اليهود.
هنا تكونت العقيدة اليهودية بان اليهود لأنهم وشوا بعيسى وكانوا يقذعون مريم بأبشع الاوصاف، الله عاقبهم بالشتات، وعودتهم تكون مع مسيح الموعد، الذي يبني له الهيكل ويكون له حكم مثل حكم سليمان، وهم في حالة انتظار، وعدتهم جمعهم في بلد واحد قبل ذلك خطيئة، ووقوف امام مشيئة الرب.
اما الصهيونية هي فكر سياسي، ظهر نهاية القرن (19) استغل التوراة الذي كتب أثناء السبي البابلي لليهود في العراق، متضمن أحلامهم بالعودة إلى فلسطين لإقامة دولية صهيونية في فلسطين، فكره صهيونية، تسريع مجيء المسيح المخلص، عن طريق جمع اليهود وبناء للهيكل، ودعمتهم في ذلك المسيحية الصهيونية، التي ظهرت في القرن (20)، والتي قوم على فكرة بناء وطن قومي لليهود في فلسطين وبناء الهيكل، حتى يعود المسيح ليحكم العالم (1000) عام.
ولان اوربا واجهة مشكلة مع اليهود انهم مجتمع مغلق لم ينصهروا او يندمجوا مع المجتمعات التي عاشوا فيها، وسيطرتهم على رؤوس الاموال في الغرب لذلك بحث هذه الدول عن حل لتخلص منهم،
وعندما عقدت الدول الاستعمارية مؤتمر كامبل بنرمان، عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907 في لندن ، بهدف إلى إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية، أطول أمد ممكن، وفي نهاية المؤتمر خرجوا بوثيقة سرية، سموها وثيقة كامبل نسبة رئيس وزراء بريطانيا حينها، وهو أخطر مؤتمر حصل لتدمير الأمة العربية خاصة (الإسلامية عامة) وكان هدفه إسقاط النهضة وعدم استقرار المنطقة.
توصلوا إلى نتيجة مفادها: «إن البحر الأبيض المتوسط هو الشريان الحيوي للاستعمار! لأنه الجسر الذي يصل الشرق بالغرب والممر الطبيعي إلى القارتين الآسيوية والأفريقية وملتقى طرق العالم، وأيضا هو مهد الأديان والحضارات». والإشكالية في هذا الشريان هو أنه كما ذكر في الوثيقة: “ويعيش على شواطئه الجنوبية والشرقية بوجه خاص شعب واحد تتوفر له وحدة التاريخ والدين واللسان”.
ولتحقيق ذلك دعا المؤتمر إلى إقامة دولة في فلسطين تكون بمثابة حاجز بشري قوي وغريب ومعادي يفصل الجزء الأفريقي من هذه المنطقة عن القسم الآسيوي والذي يحول دون تحقيق وحدة هذه الشعوب الا وهي دولة إسرائيل واعتبار قناة السويس قوة صديقة للتدخل الأجنبي وأداة معادية لسكان المنطقة، كما دعا إلى فصل عرب آسيا عن عرب أفريقيا ليس فقط فصلاً مادياً عبر الدولة الإسرائيلية، وإنما اقتصادياً وسياسياً وثقافياً، مما أبقى العرب في حالة من الضعف.
عند ذلك اجتمعت قرارات المؤتمر والفكر الصهيوني ومصالح الأوروبية ورغبة واربا بتخلص من يهود لذلك دعموا الصهيونية، وافقت القادة الصهاينة على تنفيذ مقررات مؤتمر كامبل بنرمان، مقابل الدعم والحماية المطلقين من هذه الدول الى كيان الاحتلال.
كان القرار الاول للكيان اللقيط بعد قيامة ان العراق اول دولة يجب تدميرها، لموقعة الجيوسياسي، و لان كل فكر الثقافي العربي والإسلامي كتب في العراق، ولان العراقيين يحملون، فكر علي ابن ابي طالب، ويسيرون على نهجه، ولان علي هو الذي هزمهم، فان من يحملون فكرة ويسيرون على نهجه، هم الوحيدون القادرون على هزيمتهم، لذلك استهداف العراق وتدميره ضمن العقيدة الدينية لهم موجود في تلمود، ” أحرقوا أرض بابل لتعيشوا بسلام، أحرقوا ما بين النهرين لتعيشوا بسلام”، العراقيون هم الذين حرروا القدس أربع مرات واخرها في جنين عندما القائد العراقي عمر علي بيرقدار بجعل بنكوليون ينحني امامه ليستلم جثة ابنته، والسيد محمد حسين كاشف الغطاء الذي ذهب القدس وصلى بالناس وحثهم على مقاومة عام (1931)، والامام السيد محسن الحكيم الذي افتى بالجهاد في فلسطين، كل هذه المواقف البطولية للعراقيين في التاريخ الحديث، زادت من الحقد التاريخي لليهود على العراق والعراقيين، واصروا اكثر على تدمير العراق، وان يكون دولة هامشية تدور في الفلك الصهيوني لخدمة مصالحهم.